بحثت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونظيرها الفرنسي فيليب دوست بلازي في نيويورك الوضع المتعلِّق بلبنانوسوريا، وذلك خلال عشاء على هامش المشاورات التي تجري في الأممالمتحدة حول الملف النووي الإيراني. وقالت رايس وهي تستقبل نظيرها الفرنسي في أحد الفنادق الكبرى في نيويورك ليل الأربعاء - الخميس إن (الولاياتالمتحدةوفرنسا تعاونتا بشكل وثيق وعملتا بقوة للمساعدة على قيام لبنان سيد وحر وديموقراطي). ورد دوست بلازي بالقول (غالباً ما نلتقي وغالباً ما نعمل معاً). وأضاف (خصوصا في ما يتعلق بملف سوريا - لبنان نحن قريبون جدا). وتناول الوزيران خصوصا في مشروع قرار حول سوريا ترغب فرنساوالولاياتالمتحدة في عرضه على مجلس الأمن الدولي، حسب ما أعلن المحيطون بهما. وترغب باريس في ان يبقى مشروع القرار (مركزاً جداً) على لبنان وهو يرتكز على ثلاثة أهداف رئيسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1559 حول إنهاء دور سوريا في لبنان، ودعم الحوار اللبناني وترسيم الحدود بين سورياولبنان. أما واشنطن فتريد مشروع قرار يمارس ضغوطاً على سوريا أكبر من تلك التي تطالب بها فرنسا وترغب بتوسيع الانتقادات الموجهة إلى سوريا لتطال إيران. وحسب مشروع القرار الذي يتم تداوله في الأممالمتحدة فإنّ النص سيطلب من (الأطراف والدول) المجاورة للبنان الكف عن أي تدخل في شؤونه الداخلية. ومن جانب آخر حاول رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إقناع بريطانيا بالمساعدة في الضغط على إسرائيل للانسحاب من منطقة مزارع شبعا الحدودية وهي شريط ضيق من الأرض تحتله إسرائيل منذ حرب عام 1967م. وقال السنيورة وهو عضو بحكومة الأغلبية الائتلافية المناهضة لسوريا إنه طلب من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير المساعدة في جعل الأممالمتحدة تعترف بهذه المنطقة على أنها لبنانية وليست سورية. واكتفى مكتب بلير بالقول إن الزعيمين ناقشا عدداً من القضايا الإقليمية، وإن أي سلام في الشرق الأوسط يجب أن يأتي من خلال حل عن طريق التفاوض. ونأت الولاياتالمتحدة بنفسها عن مسألة مزارع شبعا عندما عرض السنيورة حجته على الرئيس الأمريكي جورج بوش في ابريل - نيسان. وقالت واشنطن إن المسألة ينبغي أن تسوى بين لبنانوسوريا فقط. وقال السنيورة الذي كان يتحدث أمام المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن (طلبت من السيد بلير مساعدة لبنان ... في الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا). وفيما يتصل بلبنان أيضاً فقد كان المثقف اليساري الأمريكي نعوم شومسكي موضع حفاوة كبيرة يوم الثلاثاء في بيروت، حيث ألقى محاضرة ندد خلالها بالضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة على بعض الدول مثل إيرانوسوريا والتي تهدف إلى (معاقبة عصيانهما). وقال شومسكي أمام حوالي ألف شخص في الجامعة الأمريكية في بيروت إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى (معاقبة العصيان وكل رفض للسلطة) الأمريكية. وأوضح أنّ دولاً مثل سورياوإيران تتعرض لضغوط لأنها (نجحت في تحدي) السياسة الخارجية الأمريكية (برفضها إطاعة) أوامر الولاياتالمتحدة. واتهم نعوم شومسكي ايضا الولاياتالمتحدة باستعمال (الخنق الاقتصادي) في بعض الدول لدفع الشعب إلى الإطاحة بقادته (المتمردين) كما هو الحال مع الفلسطينيين الذين انتخبوا حماس على رأس السلطة في كانون الثاني - يناير الماضي. كذلك اتهم نوام شومسكي وهو كاتب وفيلسوف متطرّف وذات شهرة عالمية، الإدارة الأمريكية باستعمال (تشجيع الديموقراطية) كآلة لخدمة المصالح الأمريكية في العالم. وانتقد أيضاً إسرائيل التي أصبحت (صورة للولايات المتحدة بوصفها اقتصاداً متطوراً يرتكز على الصناعة العسكرية) لتوسيع نفوذها في المنطقة.