أكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس، تمسك بلاده بعدم نشر قوة دولية في لبنان قبل التوصل الى اتفاق سياسي، مؤكداً أن هذا الأمر"خط أحمر بالنسبة إلينا". جاء ذلك في حديث أدلى به إلى"الحياة"بعد عودته من بيروت وبروكسيل حيث شارك في الاجتماع الاستثنائي لمجلس الشؤون العامة الذي خصص للبحث في الأزمة اللبنانية. واعتبر أن مجزرة قانا أدت الى اعتماد المسؤولين الذين التقاهم في لبنان، مزيداً من التشدد، مشيراً الى ضرورة توصل الحكومة اللبنانية الى اتفاق مع"حزب الله"، وخصوصاً أنه شارك في الحكومة وموافق على الخطة التي اعتمدتها. وأكد دوست بلازي أنه ليس لدى فرنسا محرمات، وأنه تناول الغداء على مائدة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في حضور وزراء أحدهم قريب من"حزب الله". ونفى أن يكون وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس توجه الى دمشق بتكليف من الاتحاد الأوروبي، لافتاً الى أن هناك فرصة أمام إيران الساعية الى لعب دور على مستوى المنطقة، لاظهار قدرتها على استعادة علاقة الثقة مع الأسرة الدولية. وفي ما يأتي نص الحديث: الى أين وصلت المشاورات في مجلس الأمن في شأن قرار حول لبنان؟ - نأمل بأن تسفر المشاورات حول مشروع القرار الفرنسي الى إثراء هذا المشروع بأسرع وقت من جانب شركائنا، ولكن من دون تشويه الذهنية التي يستند إليها، ومفادها عدم نشر القوة الدولية قبل التوصل الى اتفاق سياسي. وهذا خط أحمر بالنسبة الينا، ولا يمكن أن تطبق في لبنان الصيغة ذاتها التي طبقت في العراق. الولاياتالمتحدة تقول إن وقفاً لإطلاق النار سيعلن في الأيام المقبلة، وأنتم تعملون من أجل ذلك، لكن الاتفاق السياسي غير متوافر، وخصوصاً أنه ليست هناك اتصالات مع"حزب الله"، وأنتم التقيتم الوزير الإيراني الذي لم يدل بأي جواب؟ - لكن"حزب الله"مشارك في الحكومة اللبنانية وموافق على النقاط السبع التي حددتها حكومة فؤاد السنيورة، ومن ضمنها اتفاق الطائف. وهذا الاتفاق هو بمثابة صيغة وطنية للقرار 1559. ما هي توقعاتكم بالنسبة الى الأيام المقبلة، خصوصاً أن اللبنانيين يترقبون ما ستقوم به فرنسا ويعانون من قلق بالغ؟ - بات من المؤكد الآن ان من غير الممكن الرهان على الحل العسكري وكل ما مرت الساعات، فانها تترافق مع تصاعد في التجذير والحقد على كلا الطرفين، مما قد يؤدي الى كارثة تتجاوز كل ما شهدناه حتى الآن، فتتجاوز لبنان. هل تعتبر أن هناك إمكانية للتوصل الى اتفاق سياسي، في ضوء الاتصالات التي أجريتها في بيروت، وهل يمكن للسنيورة التوصل الى ذلك من دون مساعدة فرنسا؟ - إن الأزمات هي التي تبرز رجال الدولة والرجال الأقوياء، والسنيورة يبدي قدراً كبيراً من الشجاعة والسيطرة على الذات، ومن الحب لوطنه. والواضح ان الوحدة الوطنية تشكل عربوناً بالغ الأهمية، من أجل صدقية الدولة اللبنانية وسيادتها، وهذا ما أكدته تكراراً خلال لقائي في لبنان. ولكنكم تعرفون بأن"حزب الله"خطف الجنديين عندما بدأت ايران تواجه مشكلة على صعيد ملفها النووي مع الدول الغربية، مما يدعو الى التساؤل حول موافقته على خطة الحكومة اللبنانية. - لكنهم فعلوا ذلك وأعلنوا موافقتهم على خطة السنيورة. لكنهم رفضوا القوة الدولية، فهل لمستم عبر اتصالاتكم مع الايرانيين، أن هذا العنصر قد يقبل؟ - لدى ايران فرصة لاظهار انها قادرة على معاودة علاقات ثقة مع الاسرة الدولية، وهذا ما قلته لوزير الخارجية الايراني والمهم هو موضوع الثقة. وينبغي تجنب التصعيد بعد مأساة قانا والقبول بمنطقة تشرف عليها قوات دولية والقبول بانتقال مزارع شبعا لوصاية الاممالمتحدة القانونية، اذا تم الاتفاق مع اسرائيل على ذلك. هل تنوي الذهاب الى اسرائيل؟ - سبق ان زرت اسرائيل أربع مرات منذ توليت وزارة الخارجية. والآن، نحن نعمل خصوصاً مع الولاياتالمتحدة على ايجاد حل. وهنا أود أن أوجه تحية للعمل الديبلوماسي الذي تقوم به وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. ما سبب عدم توصل الجهود الديبلوماسية الى نتائج؟ - لأننا نتمسك بخط مهم بالنسبة إلينا، وهو عدم القبول بالقوة الدولية قبل أن يكون هناك اتفاق سياسي. ونتشاور مع الولاياتالمتحدة حول ذلك. هل ستعود مجدداً الى المنطقة؟ - نعم على الأرجح، فنحن نريد تطوير النشاط الديبلوماسي وأن نكون جاهزين لدفع الأمور. ما هو سبب عدم توجهكم لحضور الاجتماعات حول انشاء القوة الدولية في نيويورك؟ - قررنا عدم التوجه والحضور، لأننا لا نريد الحديث عن القوة الدولية طالما ليس هناك اتفاق سياسي. كم من الوقت يأخذ منكم العمل على الأزمة اللبنانية؟ - النهار بأكمله.