دعت الحكومة الفلسطينية إلى (الهدوء) بعد المواجهات التي جرت فجر أمس الاثنين بين حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى. وعبَّر المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد لوكالة فرانس برس عن (الأسف الشديد للحكومة للأحداث المروعة) التي وقعت في عبسان شرق خان يونس، مؤكداً أن الحكومة تدعو (الجميع إلى الهدوء وضبط النفس والاحتكام إلى العقل). وأضاف أن الحكومة الفلسطينية تشدّد على (حرمة الدم لفلسطيني). وقال إن رئيس الحكومة إسماعيل هنية (أصدر تعليماته للجهات المختصة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتطويق الأحداث ومحاصرتها وحل المشكلة بشكل جذري وضرورة أن يأخذ القانون مجراه). وذكرت مصادر أمنية وطبية أن ثلاثة فلسطينيين قتلوا وأصيب 11 آخرون بجروح أحدهم مسؤول في جهاز الأمن الوقائي إصابته خطيرة في المواجهات التي جرت بين حماس وفتح إثر سلسلة من عمليات الخطف المتبادلة بينهما. والقتلى هم: محمد أحمد الجرف 25 عاماً، حمادة إسماعيل الدغمة 26 عاماً، فيما قتل عنصر من كتائب القسام وهو وصفي شاكر شهوان 22 عاماً. واندلعت هذه المواجهات الدموية بعد إخفاق جهود بذلها عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية لحل نزاعات أمنية خلال محادثات أجريت في مطلع الأسبوع. ويدور صراع قوى للسيطرة على قوات الأمن بين عباس وهنية الذي فازت الحركة التي ينتمي إليها في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 25 يناير - كانون الثاني مما زاد من مخاوف الفلسطينيين من نشوب حرب أهلية بين الفصائل المتناحرة. وبدأت الاشتباكات خلال الليل، وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن الاشتباكات اندلعت بعد أن (خطف) رجال أمن من فتح ثلاثة من أفراد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس. وأضاف أن مسلحين من كتائب عز الدين القسام طوقوا المنطقة التي احتجز فيها زملاؤهم وأسروا أربعة من أفراد فتح. وقال إن مسلحاً من حماس قتل بالرصاص في جولة مبدئية من القتال ثم قتل اثنان من فتح في اشتباك ثان. وأصيب 11 على الأقل بينهم صبي عمره 16 عاماً. وتراجع القتال بعد نحو ثلاث ساعات في الوقت الذي حاول فيه زعماء الجانبين التفاوض لإنهاء الاشتباكات. وفيما يتقاتل الفلسطينيون بين بعضهم واصلت إسرائيل اعتداءاتها اليومية، حيث أصيب أمس رجل وفتى فلسطينيان من سكان شمال قطاع غزة بجراح جراء إصابتهما بشظايا قذائف مدفعية التي تطلقها دبابات إسرائيلية متمركزة على الحدود بين شرق قطاع غزة وإسرائيل. وذكر شهود عيان أن الدبابات الإسرائيلية جددت أمس الاثنين قصفها المكثف بالمدفعية الثقيلة لمناطق شمال قطاع غزة رداً على إطلاق صواريخ محلية الصنع على البلدات الإسرائيلية جنوب إسرائيل من قبل مسلحين فلسطينيين. وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قد أعلنت في بيان لها تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه مسئوليتها عن إطلاق أربعة صواريخ محلية الصنع طراز (قدس 2) على البلدات الإسرائيلية قائلة إن (هذه الصواريخ هي رد على الجرائم الإسرائيلية). وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن ثمانية صواريخ فلسطينية أطلقت صباح الاثنين من قطاع غزة صوب إسرائيل. وعلى صعيد آخر لم يتمكن وزراء في حكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وممثلين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من التوصل إلى حل للأزمة المالية في الأراضي الفلسطينية. وقال مصدر في مكتب عباس إن (الاجتماع انتهى. ما زالت هناك خلافات حول المسائل المالية وصلاحيات الحكومة). وأوضح المصدر نفسه أن (المشاركين لم يتفقوا على أي نقطة). وأعلن الناطق باسم الحكومة غازي حمد أن وزيري الداخلية سعيد صيام والخارجية محمود الزهار والأمين العام للحكومة محمد عوض ووزير الإعلام يوسف رزقة التقوا مساء الأحد ممثلي الرئيس الفلسطيني وأعضاء في حزبه. وذكر مكتب رئيس السلطة الفلسطينية أن رئيس ديوان الرئاسة رفيق الحسيني والنائب السابق لرئيس الوزراء نبيل شعث والرئيس السابق للمجلس التشريعي روحي فتوح، ورئيس كتلة فتح في البرلمان عزام الأحمد حضروا الاجتماع. وكان محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية عقدا مساء السبت لقاء لم يؤد إلى نتيجة. وأمس أيضاً اعتصم موظفو وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية أن أمام وزارتهم في مدينة البيرة في الضفة الغربية احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم. وقالت إحدى الموظفات المعتصمات إن (الاعتصام ليس ضد الحكومة وإنما ضد تأخر صرف الرواتب بهدف تجويعنا). وقال عاملون في عدة وزارات فلسطينية إن بياناً وزع على مختلف الوزارات قبل أيام، دعا الموظفين إلى (بدء إضراب مفتوح عن العمل بعد غد الأربعاء احتجاجاً على استمرار تأخر صرف الرواتب). ولم يتلق موظفو السلطة الفلسطينية (حوالي 160 ألف موظف) رواتبهم عن آذار - مارس ونيسان - إبريل، بسبب توقف المساعدات المباشرة الدولية للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفي التطورات الفلسطينية أيضاً أن حركة فتح قررت في بيان لها أمس فصل خالد أبو هلال الناطق باسم الداخلية الفلسطينية من عضويتها كما أعلنت أنها غير مسؤولة عن ألوية الناصر صلاح الدين (الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية). وذكرت مصادر فلسطينية أنه جاء في قرار اللجنة المركزية لفتح أمس (أنه ونظراً للمخالفات المستمرة التي قام بها أبو هلال ورغم لفت نظره وعدم التزامه بالتعليمات الحركية فقد قررت - فتح - فصله) كما طالب بيان اللجنة المركزية للحركة جميع أعضاء الحركة الذين التحقوا بلجان المقاومة الشعبية العودة السريعة لحركة فتح والالتزام بأطرها التنظيمية. وأوضحت المصادر أن كتائب شهداء الأقصى (الذراع العسكري لحركة فتح) كانت قد أعلنت وقت سابق أنها قد طردت الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطيني خالد أبو هلال من - حركة فتح - وقالت: (لقد أصبح ناطقاً باسم الحكومة الفلسطينية وحماس وليس من أعضاء فتح).