تعرض موكب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بعد ظهر أمس الجمعة لإطلاق النار في أحد شوارع مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة. وأكد الشهود أن مسلحين أطلقوا النار تجاه موكب هنية أثناء مغادرته لمخيم النصيرات بعد إلقائه خطبة الجمعة في مسجد في المخيم دون أن (يصاب هنية أو سيارته الخاصة أو أي من مرافقيه). وأوضح شاهد عيان أن عدداً من أفراد القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية كانوا يقومون بتأمين موكب هنية أطلقوا النار تجاه مطلقي النار الذين يُعتقد أنهم من عائلة قتل أحد أفرادها في الاشتباكات المسلحة التي وقعت قبل أسبوعين في غزة. قال إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني أمس الجمعة: إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستستخدم الأغلبية المطلقة التي تتمتع بها في البرلمان في عرقلة تعيين أي حكومة طوارئ. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد لمح إلى أنه قد يعزل حكومة حماس بعد تعثر جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية بسبب رفض حكومة حماس تخفيف موقفها نحو إسرائيل. وقال هنية في إشارة إلى كتلة حماس في البرلمان للمصلين في مسجد بغزة (حتى لو تم إقالة رئيس الوزراء أو الحكومة فإن أي حكومة ستشكل وتعرض على المجلس التشريعي لا يمكن أن تحصل على ثقة ما لم يحصل على 67 صوتاً... وهذه الثقة لا تتوفر إلا بموافقة كتلة التغيير والإصلاح أي كتلة حماس). من جهة أخرى أعلنت حركتا فتح وحماس أمس الجمعة أنهما توصلتا إلى اتفاق لإنهاء كافة المظاهر المسلحة والتوتر وان جهوداً تبذل لعقد اجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية. فقد أعلن ماهر مقداد المتحدث باسم فتح ان (قيادتي الحركتين اتفقتا على إنهاء كل المظاهر المسلحة والتوتر بما في ذلك تراشق الاتهامات والسجال على المستوى الإعلامي) خلال اجتماع عقد ليل الخميس الجمعة بين ممثلين عن الحركتين برعاية الوفد الأمني المصري في غزة. وأوضح أن مكتباً مشتركاً بين التنظيمين سيبدأ العمل السبت لمتابعة تنفيذ الاتفاق. وأضاف: (إن المكتب المشترك بين الحركتين على مستوى قيادي والذي تم الاتفاق بشأن تشكيله وتفعيله خلال الاجتماع سيبدأ العمل اليوم السبت لمتابعة أي إشكاليات على المستوى الميداني والإعلامي). وأعرب عن أمله في (أن ننجح هذه المرة بإنهاء التوتر بشكل كامل وتعزيز الأجواء الأخوية الطيبة التي تضمن أجواء إيجابية باستمرار). وتابع ان الاتفاق بين الحركتين (مهم جدا حيث يضمن الوقف الفوري لكافة الأعمال المنافية للأخلاق والقيم الوطنية مثل الاختطاف وإطلاق النار والاعتداءات الجسدية وتحريم الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة). من جهته أكد فتحي حماد عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس أن اللقاء بين قياديين من الحركتين في غزة سادته أجواء (إيجابية وبناءة). وقال توفيق أبو خوصة المتحدث باسم فتح في بيان مشترك تلاه بعد الاجتماع انه تم الاتفاق على (الاحتكام للغة الحوار كأسلوب وحيد في حل كل الإشكاليات والخلافات وإدانة كل من يخرج عن هذا الإجماع الوطني). وأوضح أن الاتفاق يضمن (احترام الرموز الوطنية والحفاظ عليها في الخطاب الإعلامي (..) ووقف كافة إشكال التحريض والاتهامات عبر وسائل الاتصال والإعلام وان يتم متابعة أي مخالفات تظهر (..) والتأكيد على سيادة القانون وانفاذه على المخالفين). وقتل أكثر من عشرة فلسطينيين وأصيب أكثر من مائة آخرين في اشتباكات مسلحة في أوائل تشرين الأول - أكتوبر في مناطق مختلفة في قطاع غزة وقعت بين أفراد الأجهزة الأمنية وأفراد القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية. من جهته قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لفرانس برس: إن ما تم الاتفاق عليه بين الحركتين (مهم جدا من أجل وحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية). وأشار إلى أن جهوداً تبذل من قبل حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كما أن هناك جهوداً قطرية ومصرية من أجل (القفز عن الأزمة الداخلية والإعداد للقاء بين الرئيس (محمود عباس) ورئيس الوزراء (إسماعيل هنية)). وأوضح انه (يجري الإعداد بعد عيد الفطر (المتوقع الأحد أو الاثنين) لعقد لقاء موسع بين كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس وفتح من أجل الوفاق الوطني). وشهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة من الأحداث والاشتباكات المسلحة العنيفة وعمليات خطف لأشخاص من الحركتين وتعديات وسط تبادل الاتهامات. من جهة ثانية قال أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني لوكالة فرانس برس (بالتأكيد سيعقد لقاء بين الرئيس ورئيس الوزراء ولكن حتى الآن لا يوجد موعد محدد للقاء وتجري اتصالات لعقده). من جهة أخرى أفاد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن ثلاثة صواريخ يدوية الصنع وخمس قذائف هاون أطلقت الجمعة من قطاع غزة على إسرائيل دون إن توقع أي جريح. وقال الناطق (أطلقت ثلاث صواريخ من طراز قسام من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، فيما وقعت خمس قذائف هاون في داخل قطاع غزة). أضاف (وقع صاروخ في المنطقة الصناعية قرب عسقلان (جنوب) ووقع اثنان آخران قرب بلدات في صحراء النقب). وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفاد خطأ في وقت سابق عن إطلاق ثمانية صواريخ، منها ستة سقطت في الأراضي الإسرائيلية.