كانت رحمها الله عندما يحدث ما لا يرضيها من أحدنا تردد.. يا الله صلاح العطاء.. لتبين لنا أنها غير راضية عن مسلك سلكناه ولتدعو ربها أن يصلح لها ما أعطاها بصلاح ما اعترى سلوكنا من اعوجاج.. الوالدة رحمها الله رغم أميتها وأمية معظم نساء جيلها إلا أنهن كن حتى في كلماتهن البسيطة يقلن ما يعجز أكثرنا فهماً وعلماً عن قوله، فعباراتهن جامعة ودعاؤهن شامل لكل ما يهب الله عبده من رزق بأن يصلحه ويبارك فيه فمن دون البركة والصلاح لا قيمة للبنين والبنات ولا للمال والصحة ولكل النعم.. صلاح العطاء عندما يقصد به صلاح الذرية أمر عظيم فلا يقهر المرء أكثر من قهره بفساد ذريته ولا يغبن أكثر من غبنه في عدم نجاحهم لكنا وفي غفلة منا ننسى أن ندعو ربنا دائماً بأن يصلح ما يعطينا ويبارك لنا فيه. كم ولدٍ شق بوالديه.. وتسبب لهما بالألم والإحباط لمجرد أنه لم يستشعر ما يعنيه لهما ضياعه أو إهماله في أن يكون في موقع يفخران به.. وكم ولدٍ اعتقد أن بره بوالديه يقتصر على أن يسمعهما كلمة طيبة فقط من منطلق ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما لكنه في المقابل يعيش حياة بوهيمية لا هدف منها ويخسر في حياته من الفرص للوصول لحال أفضل ما يزيد من حرقة والديه وغبنهما فيه.. متناسياً أن في الدنيا قلب أم ينبض بنجاحه وصلاح أحواله ومقدار توفيق الله له. ليت كل شاب رزقه الله بالصحة والعافية دون أن يستغلهما فيما يرضي الله ويحقق بهما أقصى ما يستطيع بعد توفيق الله ومشيئته يفهم حجم ما يتسبب فيه من ظلم لنفسه وقهر لوالديه وهو يخسر ساعات ليله يتسكع من شارع لآخر ويمر نهاره عليه وهو نائم دون أن يؤدي حقوق ربه عليه وحقوق والديه، حتى إذا تكلموا عن الوالدين وتناقل الناس من حوله قصصاً عن عقوقهما استنكرها وعاب من يعق والديه متناسياً أنه في مسلكه وما يتسبب به من خيبة أمل لوالديه مارس دون أن يقصد أكبر عقوق لهما.. ويبقى الدعاء الذي علينا ترديده دائماً ونسأل أن يستجيبه لنا.. يا الله صلاح العطاء... والله المستعان. (*)[email protected]