تذكر متى توقفت مع نفسك وفكرت بتركيز دون تشتت أو شرود ذهن؟؟.. نقضي كثيراً من أمورنا رغم أهميتها وخطورتها بتحكيم عواطفنا بعيداً عن التأني والتروي؛ ما يجعلنا نعض أصابع الندم. لو تأمل أحدنا لوجد أنه باستطاعته أن يفكر ليعرف هل يُقدم على أمرٍ أو يتراجع، ولكننا مستعجلون، ربما يتأنى البعض ويستشير ويستخير ولكنهم قلة. إننا بحاجة ماسة إلى إعمال الفكر لكبار أمورنا وصغارها؛ فالتفكير المجرد من العاطفة يساعدك في حياتك ويقودك إلى التميز. مشاكلنا، مشاريعنا، مساهماتنا، رحلاتنا.. كلها تحتاج إلى تفكير؛ فهو نعمة عظمى من الله تعالى لكننا لم نستعملها. إنني أدعو إلى التفكير المقرون بالاستشارة والاستخارة، واسأل مجربا ولا تسأل طبيبا. لكني أحذر من التفكير المشوب بالتردد والخوف والإحجام. إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا فكر واستشر واستخر ثم اتخذ القرار، فلا تتخذ القرار دون تفكير، ولا تفكر دون اتخاذ قرار، والقرار قد يكون بالإقدام أو بالإحجام. والمصيبة إن تبين لنا من خلال التفكير والاستشارة والاستخارة أمر فخالفناه نزولاً لرغبة الآخرين أو خلوداً للراحة أو اتباعاً للعواطف وهوى النفس. عندما تفكر تجرد عن رغبات نفسك وكن كالقاضي بينها. لراحة النفس والبال فكر، لكن لا تعتمد على تفكيرك، بل توكل على الله واعتمد عليه. [email protected]