السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: كتب الأستاذ صالح عبدالله العريني مقالاً بعنوان (البطالة من صنعنا) في العدد 12212 وتاريخ 6-2-1427هجرية وتناول في هذا المقال جانبين مطالباً بالأول إيقاف ضخ البطالة من جامعاتنا والثاني إعادة النظر في تعليمنا الفني والمهني، وهنا أبدأ في طرحي للرأي منتقداً الجانب الأول في طرحه وهو إيقاف ضخ البطالة من الجامعات وكيف يطالب بذلك والجامعات لم ولن تشارك في ضخ البطالة، والجامعة هي مؤسسة أكاديمية تزود الطالب بالمحتوى العلمي الراقي الذي هو كفيل بعد توفيق الله لممارسة المهنة في سوق العمل، كيف تنادي بإغلاق الأقسام الأدبية في جامعاتنا وكثير من الدول العربية والتي بعض إمكاناتها ضعيفة لم تغلق الكثير من الأقسام الأدبية إيماناً منها بأهمية هذه الأقسام التي تنمي في عقل وفكر الإنسان الشيء الكثير؟.. فهذه الأقسام لها أهمية كبيرة في حياة الأمم، فهي خرجت لنا الشعراء والكتاب النابغين والتربويين المخلصين والأدباء والمثقفين الذين يزودننا كل صباح بإيداع جديد سوء من خلال الصحف أو غيرها ثم ماذا نستفيد من إغلاق هذه الأقسام الأدبية! أتريد أن يكون المجتمع خالياً من المثقفين؟. الجانب الثاني هو إعادة النظر في تعليمنا الفني والمهني وهذا صحيح فمنهجية التعليم الفني والتدريب المهني تحتاج إلى تغيير جذري لمواكبة متطلبات سوق العمل وخصوصاً في مجالات التقنية لأن هذا المجال أصبحت دول العالم اليوم تتسابق على تطويره والاستفادة منه في جميع المجالات، لماذا لا نعزز الاهتمام في هذا المجال ونستفيد من خبرات الدول الأخرى ومن الدول التي استفادت من هذا المجال ماليزيا والتي أصبحت اليوم في مصاف الدول التقنية.. وأعتقد أنه حان الوقت المناسب لتعليم شبابنا مجالات التقنية المتعددة ولا نقول إن البطالة هي من صنعنا، فالبطالة مرحلة يمر بها المجتمع وكثير من دول العالم توجد بها بطالة. إننا دائماً في خدمة هذا الوطن الغالي، والشاهد على ذلك ما يقوم به وزير العمل الدكتور غازي القصيبي من جهود حثيثة في تطوير التعليم الفني والتدريب المهني، فلندع جامعاتنا تخرج المثقفين ولنسعى لتطوير مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني لكي يؤهل شبابنا بمبادئ وتعلمهم ما هو جديد لنراهم يوماً ما من المخترعين والمبدعين ونفتخر بهم.. والشكر لعزيزتي الجزيرة. ودمتم،،،، غازي بن عماش الصالحي [email protected]