وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    شمعة مضيئة في تاريخ التعليم السعودي    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحول الاقتصادي يفرض إعادة صياغة مفهوم «العمل المهني»
نشر في الرياض يوم 05 - 09 - 1438

يحظى قطاع التدريب التقني والمهني باهتمام بالغ من لدن الدولة التي تؤمل وتسعى لصناعة وتأهيل جيل جديد من أبناء الوطن يقود المرحلة المقبلة والمرحلة الجديدة التي يمر بها الاقتصاد الوطني ويكون قادراً على الإيفاء بمتطلباتها وسد احتياجات السوق وخطط التنمية للدولة ورؤية المملكة 2030.
وتعمل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على إعداد السياسات والخطط العامة للتدريب ومراجعتها وتطويرها؛ وفقًا لما تقتضيه خطط التنمية الوطنية، كما تعمل المؤسسة على عدد من البرامج والإستراتيجيات لتأهيل القوى البشرية وتغيير الصورة النمطية عن القطاع التقني عبر تطوير برامجها بما ينسجم مع حاجة الوطن، وتنمية مواردها البشرية لتلبية احتياجات السوق، وفتح مسارات أخرى للتعليم العالي في مجالات تتنامى الحاجة إليها، والعمل كذلك على ضمان عدم هيمنة المنهج الأكاديمي، وبالتالي حفاظ الكليات التقنية على وظيفتها ورسالتها الخاصة المتمثلة في الإعداد لسوق العمل والاهتمام بمتطلباته، كما تواجه المؤسسة العديد من التحديات التي يواجهها سوق العمل وتعمل كذلك على تقريب الفجوة وتحجيمها بين البرامج التدريبية وطبيعة الحاجة في قطاع العمل، إلى جانب توحيد المنهج والمستوى التأهيلي ومتطلبات البرامج التدريبية، والاعتماد على أسس موحدة، وتنسيق يعتمد على معايير مهنية يعدها المختصون في سوق العمل.
ندوة "الرياض" تناقش لهذا الأسبوع إستراتيجيات تدريب وتأهيل القوى البشرية بما يخدم التحولات الكبيرة التي يشهدها الاقتصاد الوطني ومتطلبات رؤية المملكة 2030 وبرامج المؤسسة العام للتدريب التقني والمهني في تأهيل الشباب في المجالات التي يحتاجها سوق العمل ودور المؤسسة في معالجة الإشكالات التي أفرزتها الفجوة بين مناهج التعليم العام وحاجة قطاع العمل إلى جانب عدد من الجوانب الأخرى ذات العلاقة بالتدريب التقني والمهني.
التحول الاقتصادي وتحديات السوق تفرضان إعادة صياغة مفهوم «العمل المهني» ليكون أكثر جاذبية للكوادر الوطنية
أمل السهلي: رؤية 2030 أكدت على رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 30% وتنمية مهاراتها
وقد شارك في الندوة كل من: د. أحمد الفهيد -محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني-، ود. مبارك الطامي -مدير الإدارة العامة للتدريب الأهلي-، ود. سعد الشايب -نائب الرئيس للتعليم في شركة كليات التميز-، وأمل السهلي -المشرفة العامة لقطاع التدريب التقني والمهني للبنات-، كما حضرها كل من: حمود الشهري -مدير العلاقات العامة والإعلام-، وفهد العتيبي المتحدث الرسمي للمؤسسة.تأهيل وتدريب
في البداية قال د. أحمد الفهيد: إن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تم إنشاؤها قبل "40" عاماً، ومرت بمراحل عديدة، والمرحلة المقبلة هي مرحلة مهمة، مضيفاً أنها تسعى إلى تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، خاصةً فيما يتعلق بقطاع العمالة وليس سوق العمالة؛ لأن قطاع العمالة يشمل كل شيء، مبيناً حرص المؤسسة على القيام بعملية التأهيل والتدريب وإعطاء مهارات تطبيقية يحتاجها الإنسان لبناء شخصيته للمساهمة في بناء اقتصاد المملكة، مستعرضاً ما تقوم به المؤسسة من مبادرات، إلى جانب برنامج التحول الإستراتيجي الذي بدأ العام الماضي.
وأوضح د. الفهيد أن رؤية المملكة ركزت على أن نكون مجتمعاً حيوياً، وأن يكون لدينا اقتصاد مزدهر ووطن طموح، وحينما نتحدث عن اقتصاد مزدهر نجد أن هناك عناصر ذكرتها الرؤية من أهمها تخفيض نسب البطالة باعتبارها هاجساً كبيراً يتطلب أن تشارك فيها المؤسسة بشكل فعّال، بحيث يكون المتخرج من المؤسسة إماّ أن يبدأ بعمله الخاص كرائد أعمال، أو أن يكون هناك احتياج فعلي يساهم فيه، أمّا إذا كنا نخرج أعداداً من الأشخاص ولا يساهمون في نهضة الاقتصاد فيجب أن نراجع أنفسنا فيما نفعل، مبيناً أنه لابد أن تكون لدينا الشجاعة الكافية التي تجعلنا نعترف بأخطائنا وبالتالي نتوقف عن المواصلة في البرنامج أو نبدأ بآخر، كذلك فيما يتعلق بنسب مشاركة المرأة فإن المؤسسة معنية بتدريب البنين والبنات وزيادة مشاركة المرأة في كافة مجالات العمل،
وأضاف: لعلكم تعلمون أن الرؤية شاملة وعامة، في حين أن برنامج التحول الوطني 2020م يشتمل على تحدي ضعف مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع احتياجات سوق العمل، والعام الماضي شاركت في أحد المؤتمرات الدولية وكان المتحدث ممثل اليابان، حيث تحدث عن مخرجات التعليم لديهم، وقال: "إن رجال الأعمال هناك يحتجون على أن مخرجات التعليم ليست متواكبة مع احتياجات سوق العمل اليابانية"، فتداخل الأميركي معلقاً: "إن هذا الشعار يمكن أن ينطبق على كل الدول وليست اليابان فقط".
شراكات إستراتيجية
وأكد د. أحمد الفهيد على أن الاحتياجات المتعلقة بالفنيين قليلة مقارنة بالمخرجات المؤهلة تأهيلاً عالياً، من هنا وضعت تلك التحديات من أجل القيام بشراكات إستراتيجية بيننا وبين قطاع الأعمال تحديداً إمّا شركة من الشركات أو قطاع من قطاعات الأعمال بأن ننشئ كلية للتدريب المنتهي بالتوظيف، وعلى سبيل المثال أقمنا شراكة مع شركة المراعي حيث عقدنا اتفاقية معها لإنشاء معهد تقني للألبان والأغذية في الخرج، وقبل أن نبدأ في التدريب تقوم الشركة بالإعلان عن وظائف ويأتيهم طلاب يحملون شهادة الثانوية وتجرى لهم المقابلة وبعد توقيع العقد تقوم بتدريبهم وتأهيلهم بناء على احتياجات الشركة سواء في قطاع الأغذية أو الصناعة أو الصيانة أو قطاع الألبان وهكذا، مبيناً أن لديهم الآن حوالي "24" شراكة إستراتيجية مع أرامكو والمراعي والوطنية ومع النقل في الطيران وسكة الحديد وغيرها من القطاعات، كذلك لديهم حالياً ما يزيد على "10" آلاف موظف تحت التدريب، ونسعى إلى زيادة هؤلاء الموظفين إلى أن نصل إلى ما يزيد على "35" ألف موظف، ومع التحديات الاقتصادية سيحاولون تجاوز هذا العدد، لافتاً إلى أن هذه الشراكات تتم مع العديد من الجهات مثل صندوق الموارد البشرية ووزارة العمل وبعض الجهات ذات العلاقة؛ لأنها هي المنظمة للسوق بينما هم يقومون بدور التأهيل.
مناخ جاذب
وفيما يتعلق بعدد السعوديين المقيدين في مراكز التدريب التقني المهني، قال د. الفهيد: لدينا هاجس يتعلق بتدريب جميع الفئات بنين وبنات كباراً وصغاراً، لذلك أطلقنا العديد من البرامج من ضمنها برنامج "أتقن"، وهو عبارة عن برنامج تثقيفي مهاري بالنسبة للمواطنين والمواطنات في جميع مناطق المملكة نستهدف فيه رفع الجانب المهاري والمهني، وكل ذلك يتم بمشاركة القطاع الخاص، وما تم تدريبه خلال الربع الأول من هذا العام حوالي "100" ألف مواطن ومواطنة، ونستهدف مليوناً في عملية التدريب التقني المهني، مضيفاً أن المؤسسة لديها الطاقة الاستيعابية من حيث الكليات والمعاهد، مُشدداً على ضرورة توفير المناخ الجاذب في كليات التدريب التقني المهني بتقديم برامج تليق بهؤلاء الطلاب وبناء على احتياجات قطاع الأعمال، حتى لا نجبر الأشخاص على قطاعات معينة.
نقاط القوة والضعف
وعن نقاط القوة والضعف قال د. الفهيد: لدينا نقاط قوة ولدينا نقاط ضعف، ونحرص على معرفة نقاط الضعف لنبني عليها نقاط القوة، إضافة إلى ذلك فلدينا انتشار جغرافي ممتاز وليست هناك محافظة وإلا لدينا فيها وحدة تدريبية، والوحدات التدريبية تنقسم إلى أقسام؛ إما أن تكون كلية تقنية للبنين أو كلية تقنية للبنات، وأما كلية تقنية عالمية أو معهد ثانوي صناعي، أو شراكات إستراتيجية، وحتى معاهد السجون حيث لدينا"34" معهداً تدريبياً داخل سجون الإصلاحيات بالتعاون مع وزارة الداخلية، ويستفيد منها حوالي "12000" شخص حيث بدؤوا حياتهم بشكل جديد وهذا مدعاة فخر لنا في المؤسسة، والاستفادة تشمل البنين والبنات، ولكن نسبة البنات أقل لأن عدد السعوديات اللاتي عليهن محكوميات قليل، إضافةً إلى ذلك لدينا تنوع كبير في البرامج التي نقدمها، منها برامج مهنية مثل التجارة وغيرها وجميع الدول تحتاج إلى مثل هذه المهن، كذلك برامج صيانة الطائرات وهي برامج متقدمة جداً، ولا يحصل عليها إلا أصحاب الكفاءة العالية، ونحن لدينا المقدرة على تقديم البرامج التدريبية، أو نأتي بمشغل دولي في تخصصات معينة، ولدينا ما يزيد على "200" برنامج نقدمها، ما بين برامج قصيرة وبرامج طويلة قد تستغرق أربع سنوات تمنح فيها شهادة البكالوريوس، ولدينا حديث مع هيئة تقويم التعليم بأن يتم إضافة درجة الماجستير التطبيقي، وهذه ضمن التحديات التي نواجهها، فوجود مثل هذه الشهادات سيؤدي إلى تشجيع الشباب والشابات للالتحاق ببرامج التدريب التقني المهني.
برنامج التحول الإستراتيجي
ولفت إلى إطلاق برنامج التحول الإستراتيجي بناء على رؤية المملكة وبرنامج التحول الوطني، مضيفاً: هذه من الأمور التي تحتم علينا أن تحدث تغييرات سواء في عملنا أو في أدائنا، ولابد أن نستثمر ما حدث من حراك في الدولة حتى نكون ضمن حكومة فاعلة بشكل حقيقي، أما فيما يتعلق بكليات التقنية العالمية كنا قبل عام ونصف العام نملك حوالي "13" من مزودي الخدمة أبعدنا ثلاثة من مقدمي الخدمة ولدينا الآن "10"، وأغلقنا بعض الكليات واستطعنا أن نرفع من جودة الأداء عكس ما كان في الماضي من ضعف الجودة، أما عن تأهيل المرأة فقد كانت المؤسسة إلى عهد قريب لا تدرب المرأة إلا في مجالات الأزياء والتجميل، ولكن عندما قمنا بإجراء مسابقة في مجال المهارات للنساء وجدنا رغبة لدى النساء حيث تقدمت للعديد من المجالات ونسعى إلى تقديم برامج تدريبية تليق بالمرأة السعودية بالتعاون مع الغرفة التجارية ووزارة العمل وهذا ما أدى إلى رفع الطاقة الاستيعابية لدينا وزيادة التنوع في تقديم البرامج.
شراكة القطاع الخاص
وحول الشراكة مع القطاع الخاص، قال: الشراكة بيننا وبين القطاع الخاص أمر لابد منه والشراكة ليست في مجال التوظيف فقط وإنما الشراكة تبدأ من التخطيط والإشراف على التدريب حتى تنتهي بالتوظيف.
التدريب المسائي
وحول برنامج التدريب المسائي، قال الفهيد: هذا برنامج تدريب تطبيقي، حيث وجدنا أن هناك أشخاصاً تخرجوا بشهادات الدبلوم ووجدوا وظائف، ولديهم رغبة في إكمال الدراسة ونيل شهادة البكالوريوس لكنهم لا يجدون فرصاً لذلك افتتحنا برنامجاً تطبيقياً مسائياً برسوم معقولة يدفعها الموظف، وقد وجدنا منهم الحرص والجد والمواظبة وتدفع لهم مكافأة وهذه من الأمور التي يحق لنا أن نفتخر بها، كذلك لدينا البرامج التدريبية المرنة التي تساعد الشباب على إكساب المهارات في زمن وجيز، والملاحظ أن الجيل الجديد ليس لديه الاستعداد ليمكث سنوات طويلة للتعليم أو التدريب، ولعلكم تعلمون أن وسائل التعليم أصبحت منفتحة بشكل كبير فبدلاً من أن يحتاج الطالب إلى سنتين للحصول على شهادة دبلوم يمكن أن نفتح له المجال لأن يحصل على الشهادة خلال عام واحد، الأمر الآخر أن يتم تدريبه على جهاز إلكتروني أو تدريب مسائي أو تدريب خلال نهاية الأسبوع كل ذلك سنعمل على التوسع فيه، وعلينا أن نواكب التطورات التي طرأت على الجيل الجديد ونساعدهم على الحصول على شيء يفيدهم في قطاع الأعمال.
برنامج المساعد التقني
وأوضح د. أحمد الفهيد أن برنامج المساعد التقني "أوبر" هو برنامج يتم عن طريق التطبيق حيث لدينا حالياً أكثر من "120" ألف طالب وطالبة، كلهم تقنيون مهنيون، وقد أجرينا تطبيقاً بأن يطلب الشخص خدمة من الخدمات التي تتعلق مثلاً بصيانة التكييف في المنزل وعلى الفور يتم إرسال شخص سعودي متخصص في مجال صيانة المكيفات، وهذا البرنامج يعتبر برنامجاً كبيراً جداً وسنعمل بالتنسيق مع هيئة توليد الوظائف بحيث تقوم الهيئة بتوظيف حوالي "50" ألف وظيفة برواتب مجزية، بأن يقوم الطالب بالتطبيق ويتم تعويضه عن طريق البرنامج التدريبي التعاوني تحت إشراف مدربي المؤسسة، مضيفاً أن الرواتب المتوقعة ما بين "8- 14" ألف ريال، والموظف يتحكم في برنامج عمله بنفسه ويستمتع بإجازاته بنفسه بدون تدخل أي جهة، ونسقنا كذلك مع التأمينات الاجتماعية لتسجيله في التأمينات، مبيناً أنه في الحقيقة كانت المؤسسة تعمل بنظام ثلاثة فصول في العام، إلا أننا وجدنا أن هذا النظام فيه معوقات للأشخاص، إما أن مدربنا لا يتوافق مع أبنائه في إجازاتهم أوطلابنا لا يتوافقون مع أولياء أمورهم في الإجازات، لذلك قمنا بإجراء تعديلات على التقويم الخاص بالمؤسسة، وأضفنا إليه أشياء أخرى.
تحديات البطالة
وعن مدى إسهام المؤسسة في دعم وتحقيق أهداف الرؤية أكد د. أحمد الفهيد على أن كثيراً من برامج الرؤية أو أغلبها هم مشاركون فيها إمّا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مضيفاً: إننا كمجتمع حيوي يجب علينا أن نساهم في رفع مستوى ممارسة المجتمع للرياضة، حيث لدينا أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات، لذلك قمنا بتأهيل ملاعب رياضية، وقد نظمنا العديد من المسابقات، مبيناً أن مؤسسة التدريب التقني والمهني هي جهة متخصصة بعملية التأهيل ولنا دور في أي مجال اقتصادي، ولكن يجب أن يقودنا الاحتياج وليست رغبات الناس ومن ثم نقع في حرج، وإذا نظرنا مثلاً إلى نسبة البطالة في المملكة نجد أنها غير متناسبة مع اقتصاد المملكة، ولا يجوز أن نقبل بهكذا نسبة، في حين لدينا ما يزيد على أكثر من مليوني تأشيرة استقدام سنوياً، متأسفاً أن بعض العاطلين عن العمل هم من حاملي الشهادات العليا، من هنا نرى أننا أمام تحد كبير جداً يحتم علينا أن نعمل مع كل الجهات مثل الوزارات وهيئة توليد الوظائف وهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة وغيرها، ذاكراً أن المشكلة الكبيرة التي نعاني منها في مجال البطالة هي بطالة المرأة وليست بطالة الرجال؛ لأن سوقنا هو ذكوري، ونفتقر لمجالات عمل المرأة لذا نحن أمام تحد كبير في هذا الموضوع، وكان موضوع عمل المرأة من أهم نقاط الرؤية وتمثلت في نقطتين: زيادة مشاركة المرأة في قطاع الأعمال، وخفض نسبة البطالة، على أن يكون الموضوعان في مسار واحد، فإذا زودنا مشاركة المرأة بدون توفير وظائف نكون قد زدنا نسبة البطالة بشكل كبير، لذلك يجب علينا العمل بحذر، وأن نقدم برامج تدريبية تليق بالمرأة ومجالات العمل.
وأضاف أن الرؤية نصت على "نتعلم لنعمل"، ونحن في المؤسسة أخذنا في الاعتبار محور الاقتصاد المزدهر خصوصاً في الجوانب المتعلقة بالتأهيل سواء كان التأهيل ابتداء، أو إعادة تأهيل، أو في الجانب المتعلق بالتعليم المستمر أو التعليم على رأس العمل وبتقديم التدريب، موضحاً أنه فيما يتعلق ببرنامج التحول الوطني فقد كان بالنسبة لنا واضحاً، ففي البرنامج مؤشرات أداء ومستهدفات وضعت بالنسبة للمؤسسة من حيث الأعداد الذين تم قبولهم في التدريب التقني المهني، وأنواع مجالات التدريب وكيفية إقامة الشراكات وزيادتها، واعتماد الجودة، ذاكراً أن برنامج التحول الوطني هو في الأصل نابع من رؤية المملكة 2030م ولكن تم تحديده بزمن 2020م، ووضع مستهدفات لكل عام.
مبانٍ وتجهيزات
وقال د. مبارك الطامي: أود الحديث عن محورين؛ الأول: الشراكات الإستراتيجية، وهي شراكة رسمية بين المؤسسة كجهاز حكومي معني بالتدريب والتأهيل وبين جهات التوظيف التي تحتاج إلى نوع معين من التخصصات، ونحن في المؤسسة نوفر لهم المباني والتجهيزات ونوفر المكافآت للمتدربين، بينما الشريك الذي يمثل الطرف الثاني هو الموظف الذي يقوم بتوظيف هذا الخريج ويسجله موظفاً لديه بعقد رسمي، ويسجله كذلك في التأمينات الاجتماعية حتى ينتهي من المعهد ويباشر عمله في الوظيفة الرسمية مع الشركة التي تعاقد معها، بعد ذلك لا تتدخل المؤسسة، في شؤون هذا الموظف بعد تعيينه في الشركة؛ لأن تلك الشركات لم تطلب هؤلاء الخريجين عبثاً بل بسبب احتياجها لهذا التخصص، مضيفاً أن المحور الثاني: هو ما يتعلق بمنشآت التدريب الأهلية، وهذه المنشآت الأهلية تنقسم إلى ثلاثة مستويات، الأول: معاهد عليا تمنح الخريج دبلوماً بعد الثانوي حيث يدرس الخريج عامين أو ثلاث، والمستوى الثاني هي معاهد تدريب تقدم برامج أقل من عام، والمستوى الثالث: هو برامج قصيرة تطويرية.
وتداخل د. أحمد الفهيد قائلاً: إن المؤسسة تساهم بمبلغ محدد والقطاع الخاص ممثلة في الشركات تساهم إمّا بالتجهيز أو بمبالغ مالية، وفي المقابل هذه الشركات تحصل على ميزات من وزارة العمل، مبيناً أن الشراكة الإستراتيجية تختلف عن كلية التوظيف الأهلي لأن الدولة تشارك في جزء منها إما عن طريق المؤسسة أو عن طريق صندوق الموارد البشرية، أما المعاهد التي ذكرها د. مبارك هي معاهد ربحية في الأساس، أو معاهد الشراكات فهي ليست ربحية.
مجالس القطاعات المهنية
وأوضح د. سعد الشايب أن مؤسسة التدريب التقني المهني تقع في قمة التدريب التقني المهني وتضطلع بمهام كبيرة جداً ومسؤوليات جسام تجاه الوطن وشبابه، وتقوم كذلك بمبادرات كثيرة جداً، وأن التواصل ما بين جهات الإعلام وبين المؤسسة مطلب داخلي ومطلب خارجي، مضيفاً أن التدريب التقني المهني منذ تأسيسه يخدم سوق العمل، ولكن لو سألنا ما هو سوق العمل؟، وسؤال آخر أين يذهب خريجو التدريب التقني المهني؟، ومن الجاذب لهم؟، مبيناً أنه فيما يتعلق بالتدريب التقني المهني فإنه ينقصنا مكوّن رئيسي وهو عامل نجاح لعملية التدريب، حيث بادرت المؤسسة إلى طرحه وهو ما يعرف بمجالس القطاعات المهنية، وأنه نظراً لافتقادنا لمجالس القطاعات المهنية في المملكة فإنه لا ينظر إلى المخرجات، بينما في الدول الأخرى المتقدمة والتي نشير إليها بالبنان بتقدم التدريب التقني المهني بفضل وجود هذه المجالس على سبيل المثال المملكة المتحدة البريطانية كان يوجد فيها "23" مجلساً للتدريب التقني المهني، والآن يوجد بها "19" مجلساً، مؤكداً على أن للمجالس دوراً كبيراً ولكن ما يهمنا في مجال التدريب أن يكون كل قطاع قادراً على أن يعطينا أرقام الاحتياج ومؤهلات هذا الاحتياج، والتخصصات، فلو تخيلنا من الوهلة الأولى أن هذه المعلومات موجودة لدى المؤسسة ووحداتها التدريبية المختلفة، سيكون العمل واضحاً تماماً، فعندما ندرب الطلاب على تخصصات ندري إلى أين يذهب الخريجون وقبل أن ينخرط الطالب في أي وحدة من وحدات المؤسسة سواء المعهد أو الكلية سيعرف الطالب مسبقاً إلى أين سيذهب، سيعرف أنه سيذهب إلى سابك أو أرامكو أو غيرها، ويعرف كذلك خصائص كل شركة، ويساعد المؤسسة ككل بأن تقوم بتشغيل التخصصات بالأعداد المطلوبة، ويساعد كذلك في التوظيف. وأضاف: بسبب عدم وجود هذا المكوّن الرئيسي فإن المؤسسة تقوم بجهود خيالية جداً في توظيف مخرجاتها، إذ تقوم الكلية بشؤون خريجيها ومتابعتهم واستقطاب الجهات والتعريف بهؤلاء الخريجين، فهذه بلاشك جهود جبارة، ومن خلال الإعلام نريد أن نطرج أهمية هذا المكوّن في المجتمع.
الشراكات الإستراتيجية
وأكد د. سعد الشايب على أن هناك مبادرات الآن تعمل على تشكيل هذه المجالس باعتبارها عنصراً مهماً في منظومة التدريب والعمل، ومن أهم تلك المجالس هو مجلس قطاع الطاقة، لكن الملاحظ أن المجالس في الدول المتقدمة يتم تأسيسها من خلال أصحاب الشأن نتيجة لمعرفتهم بأهميته لخدمتهم وخدمة البلد بشكل عام، متمنياً أن يتم التعريف بأهمية المجالس، كون المؤسسة تقوم بأدوار كبيرة في الحصول على وظائف لمخرجاتها، وهناك أيضاً تحديات كبيرة تواجهها المؤسسة، إذ يوجد في المملكة أكثر من "10" ملايين أجنبي يمارسون المهن الفنية والتقنية، ونعلم أن القطاع الخاص يقوم باستقطاب العمالة الأجنبية لأنهم أرخص من الموظف الوطني، وأقل تكلفة، لهذا هناك دور كبير للأجهزة الإعلامية لإبراز هذا الدور، مبيناً أن الشراكات الإستراتيجية هي أهم مبادرات المؤسسة للتغلب على عدم وجود المكون سابق الذكر، من خلال عقد شراكات مباشرة مع الجهات الموظفة من الشركات الرائدة في المجتمع، وبالتالي فإن الطالب من اليوم الأول لالتحاقه بالكليات التقنية المهنية يعتبر موظفاً حسب احتياج الشريك، وأن المستهدف هي "35" شراكة ضمن برنامج التحول الوطني 2020م، من خلالها يتم استقطاب الطلاب ويتم توظيفهم منذ اليوم الأول من قبل الشريك، إضافةً إلى أن صندوق الموارد البشرية يلعب دوراً محورياً في هذا البرنامج، وأن المؤسسة العامة للتدريب التقني المهني لديه دور كبير ومحوري من خلال توفير البنية التحتية الرئيسية لكل معهد، مشيراً إلى أن الشريك يلعب دوراً مهماً في اختيار التخصصات التي تناسبه وتخدم مجالات العمل لديه، وأيضاً تقوم المؤسسة بدور ضبط جودة التدريب في هذه المعاهد والتأكد من أن هذه المعاهد تعمل بجودة عالية.
احتياجات قطاع الأعمال
وتساءل الزميل الغنيم: هناك فجوة كبيرة بين البرامج التدريبية وحاجة قطاع العمل أفرزت العديد من الإشكالات وأسهمت في تكدس القوى البشرية وزيادة نسب البطالة، علق د. أحمد الفهيد: نحن في المؤسسة أنشأنا إدارة اسمها الإدارة الشراكية، ونحن نعتقد جازمين أن المؤسسة تقوم بعمل كبير، ولكن مع ذلك سيكون عملها محدوداً إذا لم يكن هناك تشارك، وذلك بأن تكون هناك فرص عمل لائق وليست فرص عمل هامشية، ولاشك أننا استطعنا أن نوجد فرص عمل كبيرة في المملكة، لكن للأسف بعض هذه الفرص غير لائقة للمواطنين؛ بسبب أن الأجور غير كافية للسعوديين، أو أن بيئة العمل غير لائقة لهم مما جعل السعوديين يتجهون إلى القطاعات الحكومية لوجود البيئة اللائقة والحافز المالي المناسب، مضيفاً أنه الآن نعمل من أجل التشارك مع الجميع، إضافةً إلى ذلك نتابع المسجلين في حافز وتوفير الوظائف لهم، وكما ذكرت أن لدينا المرونة الكافية بأن نوجد برامج جديدة أو نغلق الموجودة، وخلال زيارة الملك سلمان -حفظه الله- الأخيرة وقعنا اتفاقية مع "سيمنس" لإنشاء بعض البرامج الجديدة حيث لدينا تقليدية مثل الميكانيكا، والبرامج التقنية وهناك أيضاً برامج جديدة نعمل على توطينها وتجريبها في المملكة حسب احتياجات قطاع الأعمال، مبيناً أن قطاع الأعمال هو أكثر دراية ومعرفة بتنبؤات سوق العمل، وخلال الفترة القادمة سيتم تغيير ما نسبة "50%" من سوق العمل، ولسنا نحن الذين نعلم بذلك وإنما يعلم بذلك قطاع الأعمال، ونحن نعمل بشكل كبير مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة العمل، ووزارة الاقتصاد، وهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهيئة توليد الوظائف ووزارة التعليم، وصندوق الموارد البشرية.
البطالة نوعان
وأوضح د. الفهيد أنه في الماضي ركزوا على الشراكة بين القطاع الخاص والعام، ولكن الآن اختلف الأمر، ففي لقاء مع وزير الإسكان تحدث وقال: إن لديهم برامج قد تنتج مجموعة من الوظائف، وإذا لم نقم نحن بالتحضير معهم لمثل هذه الأمور سنقع في إشكالات، حيث لديهم مقدرة على إلزام العديد من الشركات التي تعمل في تقنيات البناء إذا أرادوا الدخول إلى المملكة للعمل مع وزارة الإسكان أن يتيحوا لنا فرصة التواصل معهم من أجل الاستفادة منهم، كذلك لدينا اتصالات مع بعض الجهات مثل المؤسسات العسكرية حيث لديهم احتياج في الجوانب الفنية مثل الميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات، ولدينا تنسيق معهم للاستفادة من مخرجات المعاهد والكليات التدريبية لتوظيفهم، مبيناً أن البطالة تنقسم إلى نوعين؛ هيكلية بمعنى أن المكان مؤسس أن يولد بطالة هيكلياً، وبطالة معتمدة على معدل التضخم ومعدلات النمو، وهذا أمر طبيعي بأنه كلما كان هناك نمو كان هناك قلة في نسب البطالة، فهذه حالة طبيعية وليست هيكلية.
برامج توظيف المرأة
وحول تغيير النظرة القديمة السائدة لدى خريجي الثانويات والشباب بشكل عام في تقبل العمل التقني المهني، أكد د. أحمد الفهيد على أن المملكة دولة كبيرة تعادل مساحة قارة حيث وجدنا التدريب المهني مقبولاً في بعض المناطق، وهناك إقبال جيد من الشباب نحو مراكز التدريب التقني المهني، وأن الإقبال على ممارسة العمل المهني أصبح مختلفاً، كذلك نلاحظ أن العالم بدأ يتغير بشكل سريع في مجال سوق العمل وأن التقنيات طرأ عليها تغيير كبير، ولا نستطيع أن نقف بعيدين عن العالم، وسنعمل على التدريب على التقنيات المستقبلية، والمهارات المستقبلية وسيقوم بتقديم هذه التقنيات والمهارات القطاع الخاص، مضيفاً أن شباب المملكة والجيل الحالي ليس لديه مشكلة في استخدام التقنية وقد تفوق العديد من الدول ولكن الأمر يحتاج إلى التوجيه الجيد، ولن نهمل الجوانب المهنية والحرفية التي يحتاجها أي بلد، إن شبابنا لديهم المقدرة ولكن يجب أن نعمل معهم بتقديم البرامج والمعلومات بصورة جيدة وليست بالصورة القديمة التي تعلمناها، وعندما طرحنا لهم بعض البرامج وجدنا لديهم إقبالاً كبيراً منهم، موضحاً أن التحدي الحقيقي هو البرامج الخاصة بتوظيف المرأة السعودية، حيث هناك نسب عالية جداً من الفتيات اللاتي يتخرجن من المدارس الثانوية والمؤسف أن أكثرهن في المجال الأدبي، الأمر يتطلب منّا شيئاً من الإبداع بإيجاد برامج عن بُعد، وإيجاد شراكة مع قطاعات التجزئة مثل المولات وغيرها، لافتاً إلى أن أي موقع في العالم في مجال التدريب التقني المهني لا يتم تدريب شخص إلاّ ولديه خبرة خمسة أعوام في مجال الصناعة، وأن فاقد الشيء لا يعطيه، وللأسف ليس لدينا مثل هذا القياس، وفي الحقيقة ليست لدينا مشكلة مع البنين وإنما مشكلتنا تكمن في تدريب البنات، لذلك نعمل عن طريق شراكات إستراتيجية لتأهيل بناتنا، وكان لدينا حفل تخرج خلال الأيام الماضية لطلاب كلية التقنية في الرياض عدد الطلاب المتخرجين "1000" طالب، وفرص العمل "2000" وظيفة وبرواتب تبدأ من "5500" ريال وتصل إلى "8000" ريال.
المؤهلات العالية
وسأل الزميل صالح الحماد: ما هي توقعاتكم بالنسبة للأعوام القادمة بالأرقام؟، وأجاب د. الفهيد: نحن نعمل بشكل متكامل مع وزارة التعليم، وقد ذكرت في البداية أن لدينا هرماً ولكنه مقلوب وهو أن المؤهلات العالية كثيرة جداً، وأن التي نحتاجها بشكل أكثر قليل، لهذا ما زلنا أمام تحديات، وقد اجتمعنا مؤخراً مع وزير التعليم واقترح لنا أن نزيد في القبول مع الحرص على الجودة، ومع التوسع نعمل على توفير ما يحتاجه القطاع الخاص، ولعلكم تعلمون أن المملكة ليست فقط الدمام أو جدة، حيث لدينا تحديات في أقصى الشمال من ناحية وجود الشركات أو المصانع، وافتتحنا معهداً في معادن ونعمل معهم لتأهيل الشباب وتوظيفهم، ونعمل كذلك مع زيادة الأعمال، لكن كما ذكرت أن دورنا في الأساس هو دور تأهيلي، مضيفاً: فيما يتعلق بالأرقام فإن برنامج التحول الوطني ينص على أن تصل نسبة الذين يقبلون على التدريب التقني المهني من خريجي الثانوية "12.5%" حتى عام 2020م، في هذا العام 2017م وصلنا إلى "14%"، ومن المتوقع أن نقفز أكثر في الأعوام القادمة، وعالمياً لدى بلدان الاقتصاد والتنمية المعدل لديهم "40%"، ودولة مثل سنغافورة وهي دولة صغيرة، المعدل لديها وصل إلى "60%"، وحتى نصل إلى هذه المعدلات يجب أن نفعل شيئاً مقنعاً لأولياء الأمور ليشجعوا أبناءهم للالتحاق بالكليات التقنية، لافتاً إلى أنه بخصوص الطالبات فنحن في الأصل لدينا نقص كبير في المدربات السعوديات التقنيات، ونحاول قدر الإمكان أن نستقدم مشغلات دوليات من بريطانيا وألمانيا وندخلهن مع السعوديات، وحسب ما يصلنا من معلومات عن هذه الكليات وجدنا أن هؤلاء المشغلات سعيدات بالعمل في هذه الكليات، بل سعيدات بالعمل في المملكة، مشيراً إلى أن عدد الفتيات قليل في مجال التدريب التقني المهني.
الجودة وتحديات السوق
وحول أهم التحديات التي تواجه المؤسسة في سوق العمل في الوقت الراهن، أكد د. أحمد الفهيد على أن التحدي الأبرز هو أنهم لا يمثلون العدد الأكبر في التعليم ما بعد الثانوي، حيث نجد أن التعليم ما بعد الثانوي -أي في الجامعات- حوالي مليون ومئتي ألف طالب وطالبة، والمؤسسة ليس لديها "120" ألف طالب وطالبة، وهذا رقم غير مشجع على الإطلاق، كذلك من التحديات الجودة، ونقصد بها جودة التدريس، وجودة المناهج، وجودة المدربين، وجودة التحضيرات، وكما هو معروف أن التدريب التقني المهني أكثر كلفة من التعليم العام الأكاديمي، مبيناً أنه من التحديات معرفتهم باحتياجات سوق العمل وتبعاتها من مدربين وتجهيزات، متمنياً أن تكون شراكتهم مع القطاع الخاص بشكل فاعل، وأن يُتاح لهم المجال للمساهمة في التدريب التقني والمهني، مبيناً أن لديهم كليات للسياحة والفندقة، ويُتعاون معهم في الدورات التدريبية والتأهيلية، ورسالتهم هي أن هناك تغييرات كثيرة تحدث في عالمنا، وإذا لم نبادر بتغيير أنفسنا لن نجد لنا موقعاً مناسباً، مشيراً إلى أنهم أنشؤوا إدارة جديدة باسم التغيير.
من يفشل في التعليم يلجأ للتدريب المهني.. الصورة تغيّرت!
في سؤال للزميل محمد الغنيم حول عزوف الشباب عن مجالات التدريب التقني المهني رغم المميزات التي تحظى بها الوظائف التقنية، قال د. أحمد الفهيد: نحن أولياء الأمور لم نكن نريد من أبنائنا أن يلتحقوا بمعاهد التدريب المهني؛ لأن التدريب لم يكن جاذباً، وأن الصورة الذهنية لدى المجتمع أن الذي يفشل في التعليم هو الذي يلجأ إلى التدريب المهني، ولكن الآن اختلف الأمر عمّا كان في الماضي حيث أصبح التدريب التقني المهني جاذباً بعد أن تم تهيئة البيئة التدريبية داخل الكليات التدريبية من حيث النظافة وتقديم الخدمات إضافةً إلى جودة المناهج الدراسية، وهذا العام تم ربط الكليات التدريبية بالقبول الموحد للجامعات، إلى جانب ذلك قمنا ببعض الحملات التعريفية بالكليات التدريبية عن طريق المدارس، وفي برنامج "أتقن" استهدفنا من هم في عمر "15" عاماً وصاعداً، كذلك نسعى إلى تكريس مفهوم التكامل مع التعليم حيث أصبحنا نتكلم بلغة واحدة، ولدينا تنسيق عال مع الجامعات من خلال برنامج تجسير، وقد طرحنا ثلاثة برامج في مجال البكالوريوس في كليات التدريب التقني المهني، ولدينا كذلك اتفاقية مع هيئة تقويم التعليم أن تعتمد درجة الماجستير التطبيقي وألاّ نكتفي بالبكالوريوس، ومع كل ذلك نعترف بأن هناك قصوراً فيما يتعلق بتوصيل المعلومة للناس والإعلام، ذاكراً أن لديهم مشروعاً سيؤدي مستقبلاً إلى القضاء على ما يتداوله الناس والإعلام عن دور مؤسسة التدريب التقني والمهني، حيث يتساءل الناس كثيراً عن مستقبل طلاب التدريب المهني وظيفياً، وأيهما أفضل من التخصصات الميكانيكا أم الكهرباء أم غيرهما مثل الحاسب الآلي؟، كذلك هناك تساؤلات عن معدلات الرواتب.
23 كلية تقنية للبنات
أوضحت أمل السهلي أنه انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 وأهدافها في رفع نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 30% والتركيز على تطوير مهاراتها وتنمية معارفها إلى جانب أن المرأة السعودية تعد عنصراً مهمّاً من عناصر قوتنا، إذ تشكل ما يزيد على (50%) من إجمالي مخرجات التعليم الجامعي، لذا حرصت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني فتح المجال لتدريب المرأة بكافة المجالات التقنية والمهنية حتى تكون إحدى الركائز الأساسية في بناء وتطوير المجتمع. وأضافت أن قطاع التدريب التقني للبنات شهد تقدماً وتطوراً ملحوظاً بالتوسع بافتتاح الكليات التقنية للبنات في المناطق التي تستوعب خريجات الثانوية العامة، حيث وصل عدد الكليات القائمة 19 كلية تقنية للبنات إضافة إلى 4 كليات سيتم افتتاحها مع بداية الفصل الدراسي القادم بإذن الله 1438-1439ه وهي (الكلية التقنية للبنات بمكة المكرمة - محايل عسير - بيشة - الزلفي)، بالإضافة إلى افتتاح العديد من التخصصات الجديدة حيث وصل عدد التخصصات المشغلة حالياً 8 تخصصات وفي عام 1439ه ستكون بإذن الله 13 تخصصاً. وأكدت أمل السهلي أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أطلقت مؤخراً مبادرة التدريب المجتمعي (أتقن) للجنسين البنين والبنات؛ وهي مبادرة من برامج مركز الأعمال وخدمة المجتمع، حيث تقدم دورات تدريبية تقنية ومهنية قصيرة لأفراد المجتمع لمن أعمارهم 15 سنة فأكثر لإكسابهم المعرفة والمهارات التي يحتاجون في حياتهم اليومية ونشر الثقافة التقنية والمهنية في مجالات المؤسسة، وقد تم تدريب 4683 متدرباً ومتدربة في المرحلة الأولى، وسيتم طرح المرحلة الثانية من المبادرة قريباً بإذن الله، وسيتم الإعلان عن بدء المرحلة الثانية لاحقاً.
بيئة العمل في «صناعية السيارات» غير مشجعة لشبابنا!
وتداخل الزميل هاني وفا قائلاً: مع التطور السريع ظهرت فجوة ما بين سوق العمل واحتياجات برامج المؤسسة، وبعض الشباب كسول ويبحث عن عمل مكتبي، مع اعتقادي أن لدينا مواهب رائعة تستطيع أن تنافس في السوق، ولكن قطاع الأعمال يبحث عن العمالة الرخيصة التي تؤدي الغرض ولديها في ذات الوقت خبرة، مضيفاً أن من مهام المؤسسة توطين الوظائف، وكمثال بسيط حينما تذهب إلى المنطقة الصناعية لن تجد مهندساً سعودياً يعمل في ميكانيكا السيارات، ذاكراً أنه في السبعينات كان هناك ميكانيكي سعودي اسمه "عويض" يعتبر أفضل مهندس في ذلك الوقت، حيث لم يكن هناك مهندسون أجانب ولا حتى عرب، لكن الآن اختلف الأمر تماماً فلا نجد مهندساً ميكانيكياً يعمل في الصناعية، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في الشاب السعودي الذي لا يريد الخوض في مثل هذه المجالات، موضحا اننا كنا نسمع أن المؤسسة تقدم منحة للمتخرج لفتح مكان عمل له حسب مهنته، لكن سرعان ما يبيع الترخيص ويجلب عمالة رخيصة.
وعلّق د.أحمد الفهيد: سبق أن تحدثت مع وزير العمل السابق وقلت لو أحضرنا مهندس ميكانيكي سيارات بريطانياً أو ألمانياً وطلبنا منه العمل في "صناعية الرياض" لمدة أسبوع فقط، فللأسف بيئة العمل في الصناعية غير مناسبة، وكذلك ساعات العمل منذ الصباح الباكر حتى آخر الليل، ولاتتوفر حتى دورات المياه، وحينما يحصل على ألف ريال يكون يومه ممتازاً، متسائلاً: هل أبناؤنا السعوديون يقبلون أن يعملوا في هذه البيئة، فلو كانت بيئة العمل صالحة ونظيفة أعتقد أنهم يستطيعون العمل وبشكل يفوق هؤلاء، والملاحظ أن فرص العمل لدينا مصممة للعمالة القادمة من شرق آسيا، والمؤلم أن المبالغ التي تخرج من المملكة تزيد على (140) مليار، لكن إذا تم تدويرها داخل البلد سيخلق لنا اقتصاداً صحيحاً وقوياً، وأنا لا أريد أن أمارس جلد الذات، ولا أظلم أبناءنا وبناتنا ونحن مثل غيرنا في هذا العالم، أما مايتعلق بالمنحة فليس لدينا منح وإنما نعمل مع بنك التسليف وندرب المواطن على كيفية بدء عمله ونحتضنه لمدة عامين، والتمويل يأتيه من بنك التسليف أو بنك التنمية الاجتماعية، ولدينا حوالي (7500) استطاعوا أن يفتحوا أعمالاً بقروض تزيد على الملياري ريال، مشيراً إلى أنهم عندما بدأوا توطين الجوال قفزوا بتدريب حوالي (50) ألف شخص، منهم (15) ألف من البنات، ومازال الطلب كبيراً، مؤكدا أننا أمام تحديات كبيرة، لكنها مشجعة وتجعلنا متفائلين فمعظم الاقتصاديات التي تواجهها تحديات تحقق نجاحات رائعة.
صيانة الطائرات بأيدٍ سعودية
أوضح د.أحمد الفهيد أنه إلى عهد قريب لم تتجاوز سبعة بالمائة من مخرجات التعليم الثانوي الذين يأتون إلى كليات التدريب التقني المهني والمستهدف عام 2016م (7.5%) على أن تبلغ (12.5%) عام 2020م، ولكن من حسن الطالع وصلنا خلال هذا العام إلى ما نسبته (14%) وهي نسبة تفوق النسبة المستهدفة عام 2020م، وقد طلب وزير التعليم زيادة الطاقة الاستيعابية إلى (20%) العام المقبل، وإن شاء الله نحقق هذه النسبة من خلال الشراكات التي أقمناها مع العديد من القطاعات وما سنقيمها في المستقبل القريب؛ لأن الأشخاص في نهاية المطاف يريدون وظيفة، مضيفاً: على سبيل المثال في مجال صيانة الطائرات هناك طلبات عديدة وتحديداً من أشخاص قطعوا بعثاتهم وأتوا إلينا والتحقوا بمجال صيانة الطائرات، وقد تلقينا عروضاً في مجال صيانة الطائرات براتب (10) آلاف ريال قبل تخرج الطلاب المتدربين، وهذا الراتب في بداية الوظيفة، وشركة المراعي تعطي ستة آلاف ريال، وبعد عامين تصل إلى (10) آلاف ريال، وهي وظيفة مضمونة تحقق رغبات هؤلاء المتدربين، وإن شاء الله سنحاول أن نقفز قفزات كبيرة في قادم الأيام.
فجوة المخرجات كبيرة..!
أوضح محافظ المؤسسة العام للتدريب التقني والمهني أن هناك فجوة كبيرة في المخرجات من حيث التعليم والتدريب في ناحيتين؛ الأولى: ناحية الكم وذلك بأن نخرج أعداداً في تخصصات معينة تفوق احتياجات سوق العمل أو تقل عنه، والثانية: هو ما يتعلق بالجودة، لهذا يجب أن نعمل على اتجاهين مهمين؛ الأول: أن نعرف ماذا نحتاج من أعداد ومستويات، والثاني: أن نركز على الجودة في الجانب التدريبي، مبيناً أن لديهم أهدافاً رئيسة في هذا التحدي وأهمها رفع المستوى المهاري لدى المواطنين بشكل يتلاءم مع سوق العمل، وهو تحد كبير بالنسبة للمملكة، ففي مجموعة العشرين تم وضع العديد من التحديات، وسبق أن شاركت في مجموعة العشرين في الجانب المتعلق بالتوظيف، واتضح أن لدينا نوعاً من الأُميّة المهنية، مقارنة ببقية دول العشرين، وهذا يحتم علينا أن نسعى إلى الرفع من الجانب المهاري، إذ لابد من زيادة الطاقة الاستيعابية بالنسبة لنا، ونعتقد جازمين أن هناك هرماً مقلوباً لدينا في حين إذا اتجهنا إلى دول العالم ونزلنا في الهرم زادت القاعدة.
المشاركون في الندوة أكدوا على أهمية المواءمة بين التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل (عدسة/بندر بخش)
د. أحمد الفهيد: نسعى لتكريس مفهوم التكامل مع التعليم والحديث بلغة واحدة.. ويقودنا الاحتياج وليست رغبات الناس
د.سعد الشايب: المؤسسة تضطلع بمهام كبيرة.. وتنقصنا "مجالس القطاعات المهنية" كعنصر مهم في منظومة التدريب والعمل
د. مبارك الطامي: لدينا شراكات إستراتيجية في التدريب والتأهيل والتوظيف.. والشركات تبحث عن خريجي المؤسسة لسد احتياجاتها
رؤية المملكة أكدت على رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل
المؤسسة فتحت العديد من برامج تدريب المرأة في المجالات التقنية والمهنية
متدربو قسم التصوير الضوئي بأحد المعاهد الصناعية الثانوية
شباب سعوديون يتدربون على صيانة الطائرات بالرياض
ضيوف الندوة أكدوا على أهمية الجودة والشراكة مع القطاع الخاص
حمود الشهري
فهد العتيبي
حضور «الرياض»
هاني وفا
صالح الحماد
محمدالغنيم
نايف الوعيل
سعد السويحلي
صالح الحميدي
راكان الدوسري
منيف العتيبي
يحيى زيلع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.