كان المواطنون بجميع فئاتهم في انتظار ماستزفه لهم ادارة شركة الاتصالات السعودية في اول اجتماع لها منذ تأسيسها وكانت الآمال معقودة على هذا الاجتماع سيما وانه يأتي بعد استقلالية الشركة عن وزارة البرق والبريد والهاتف ولكن الشركة الوليدة خرجت علينا بما خيب الآمال وبدد الاحلام غير مراعية لشعور المواطنين ومصالحهم ولا سيما ذوي الدخول المحدودة والمتدنية فماذا تمخض عنه أول اجتماع لمجلس الإدارة لقد تمخض هذا الاجتماع عن رفع المكالمات المحلية بنسبةمئة في المئة 100% وإلغاء 50% من الدقائق المجانية لتصبح 300 دقيقة بدلاً من 600 دقيقة. لقد سمت الشركة ومن خلال بيانها الذي نشر في الصحف ذلك (بتعديلات الاسعار) والذي هو في الواقع زيادات وليتها لجأت إلى المقارنة بين تواضع اسعار الخدمات عندنا ورفع تكلفتها عند الآخرين ولا سيما جيراننا وأقول كم تمنيت فعلا ان يكون هناك مقارنة في كل شيء بما في ذلك الاسعار والمستوى الادائي للخدمات وكذلك سرعة وصولها الى طالبها,, إن المقارنة الحقيقية يجب ان تكون شاملة وكاملة لا منتقاة لان المقارنة الانتقائية ليست عادلة وحبذا لو ان شركة الاتصالات اعطت مثالاً واحداً من دول الجوار واستشهدت به على ما تقول وانا هنا أتطوع نيابة عن الشركة واستشهد واقارن فمثلاً دولة الإمارات العربية المتحدة وهي من دول الجوار وصلت قيمة الاتصال فيها عبر الهاتف الجوال في وقت الذروة (29) فلساً (30 هللة تقريباً) أما في الاوقات الاخرى فخفضت قيمة الاتصال إلى (21) فلساً (22 هللة) مقارنة ب(150 هللة) وقت الذروة و (120 هللة) وقت التخفيض لدى شركة الاتصال السعودية إضافة الى انه ليس هناك اجور تأسيس مطلقاً لدى شركة الاتصالات الإماراتية وكذا دول الخليج الاخرى بينما نسبة تأسيس الهاتف الثابت والجوال لدينا تزيد 100% عن تلك الدول وعلى مستوى الدول العربية نجد سوريا وهي الاحدث في إدخال خدمة هاتف الجوال تقرر مؤسسة الاتصالات فيها الغاء رسوم الاشتراك الشهري في خدمة الهاتف الجوال والبالغة تقريباً مئة ريال إلى جانب منح دقائق اتصال مجانية بما يعادل مئة ريال شهرياً كما خفضت اجرة دقيقة الاتصال المحلي على الجوال بنسبة 50% بحيث تصبح ما يقارب سبعة قروش سعودية. أما اوروبا وامريكا فإن تكلفة شراء خط هاتف جوال تتراوح ما بين مجانية التأسيس وثلاثة مئة ريال والاخير يدخل فيه جهاز الهاتف بما فيه الشاحن وفوق ذلك ثلاثون دقيقة مجانية فأين نحن من هؤلاء دول جوار كانت أم دولاً عربية أم اوربية وامريكية حتى الاتصال بجهاز النداء الآلي لم يسلم من مغالاة شركة الاتصالات (15) قرشاً مرصودة ومحسوبة سواء كان جهاز النداء مفتوحاً ام مغلقاً. اما الاستفادة من آخر ثورة في عالم الاتصالات خدمة (الانترنت) فعلى كل من يرغب في الدخول في هذه الخدمة للاستفادة منهاتحسس جيبه ورصيده فعلى الرغم من تشجيع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في استخدام الانترنت من خلال تخفيضها رسوم الاشتراك بمانسبته 45% نجد بان شركة الاتصالات السعودية تسارع وترفع رسوم الاتصال كما اشرت إلى ذلك. إعلان وبيان آخر لايقل اهمية عن بيان شركة الاتصالات الاول وهو ذلك الإعلان الذي يركز على الاشتراك في الخدمة بصفة تجارية مع تخفيضات على المكالمات الدولية. هذه التخفيضات تراوحت مابين (8) ريالات و(7) ريالات للدقيقة الواحد بينما ترتفع اجور المكالمات داخل المدينة من مدن المملكة 100% وتخفض نسبة المكالمات المجانية 50% وجل التخفيضات التي اعلنت عنها شركة الاتصالات لن يستفيد منها الا من لا يخاف من الاسراف في استخدام تلك الخطوط من غير خوف ولا وجل من شبح ارتفاع فاتورة المكالمة. إن الإنسان ليتساءل حقاً عن تزامن ارتفاع المكالمات المحلية وتخفيض المكالمات الدولية أما كان الاولى والاجدر من تخفيض المكالمات الدولية تقديم خدمة الانترنت مجانية للمدارس بنين وبنات داخل المملكة اسوة بما عملته الدول الاخرى المتقدمة وان يكون هناك تعاون بين شركة الاتصالات والجهات المسؤولة عن التعليم بكافة مراحله وبخاصة ونحن مقبلون على خدمة الانترنت وعبر مشروع الامير عبدالله بن عبدالعزيز وابنائه الطلبة للحاسب المدرسي خدمة للعلم وطلابه من بنين وبنات والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل. د, سليمان بن عبدالرحمن العنقري