منذ خلق الله الإنسان على وجه الأرض وهو يبحث عن الرزق عن طريق ممارسة العمل الذي يأتي وفق متطلبات البيئة التي يعيش فيها والتي تغيرت وتبدلت مع الزمن بفعل التطور الحضاري الذي ساهم الانسان بشكل كبير في تغيّره وتبدّله وهذا ما نشهده الآن في واقعنا الحاضر من تلك الاكتشافات والمخترعات التي أتت نتيجة عمل دءوب ومتواصل بعزيمة واصرار لا يعرف الكلل والملل ولا اليأس من قِبَل افراد وجماعات وضعت نصب اعينها ان العمل هو أساس الوصول للهدف وتحقيق الغاية، فهل ذلك الشعور نجده يغمر الكثير منا او على الاقل نضعه نبراساً نقتدي به؟ قد يساورنا الشك في ذلك والسبب يعود الى قلة الانتاجية التي يتحدث عنها الواقع بالحقائق والأرقام وخاصة عندما يتعلق الأمر بالاعمال الإدارية، وعلى الرغم من انها لا تقارن باعمال اخرى ذات طبيعة ميدانية او مهنية مع ذلك نسمع عنها كلمة (ضعف الأداء او عدم حسن أداء او تقصير وإهمال) يضاف اليها ايضا عدم تطوير وهذا ناتج كله احيانا من ان الذي يدير العمل لا يقوم به على الوجه المطلوب او الصحيح، وهذا حاصل في بعض القطاعات والدوائر الحكومية، وتصاب بالعجب والحيرة عندما تجد من هو في رأس العمل في تلك القطاعات يوجّه النقد واللوم الى غيره وهو مقصر في عمله، وهذا مستشرٍ في واقعنا بشكل كبير مع وجود القلة التي تقبل النقد الهادف في حدود العمل، وإني اتساءل عن ذلك الذي يصب اللوم على غيره: هل انت قائم بعملك على الوجه المطلوب؟ هل تسعى بجدية في تطويره؟ هل تجعل من نفسك قدوة ومثلاً في مجال الدقة والانضباط والحرص؟ هل تحرص على إنتاجية متميزة ام انك تحاول الهروب من الحقيقة بالبحث عن الذرائع التي تجعلها شماعة تعلّق عليها تقصيرك وفشلك؟ عندها نقول لك: من كان بيته من زجاج فلا يرشقنّ الناس بالحجارة. ونقول كما يقول الشاعر: يا أيها الرجال المعلّم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم لا تنهِ عن خُلق وتأتي مثله عارٌ عليك اذا فعلت عظيم ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك يُقبل ما وعظت به ويقتدى بالعلم منك، وينفع التعليم [email protected]