واحتضار الفرح على مرأى الجميع.. ألف ويزيدون على متن (السلام) يجدفون.. أفرحهم تظللهم.. أمنيات تجلس معهم.. كان الحلم يتثاءب! ثم يعاود النوم على كف الفرح!! سفاجا.. تزينت.. خضبت يداها بثوب اللقاء.. عناقيد الفرح تواصل اصطفافها تتزاحم أمام الميناء لتحظى بشرف العناق.. طال الانتظار.. سفاجا ظنت أنه الانتظار بشوق للقادمين.. وهكذا دوماً هو الانتظار.. يطول بين لقاء المحبين!! وأمل في احتضار هذا الانتظار.. لحظة عناق (السلام) مع المرسى.. (السلام).. بدأت تتطاير منها الأحلام.. وتتقافز الأمنيات بحثاً عن طوق نجاة.. وظل الفرح يقرأ الفاتحة في موقفٍ مهيب!! سفاجا.. تتمسك بشيء من أمل وتطوقه بدعاء كبير.. ياللحظات الشقاء.. حين يتركنا الفرح ويسلم الحزن الزمام!! (السلام) بدأت تحرق نفسها إحساس بالذنب!! إحسان بالخذلان.. قوارب النجاة شحيحة.. كما هي لحظات الفرح في هذا الزمان.. أجساد مخيّرة بين مرّين.. أما غرق أو احتراق!! ما زال سراب الأمنيات وكذب الأحلام.. وأشرعة الأمل.. تغريهم أن البحر دائماً أكرم.. القوا الأجساد وغاب الحلم.. احتضر لحظة قبّل الأجساد اليتيمة التي أغراها ولم يستطع تحقيق شيء حلموا به!! وما أسوأ الاغتيال..! في كرم حاتمي احتضن البحر.. الأجساد.. الأمنيات وكفنها بوفاء!! سفاجا.. تبكي حرقة.. ترجو البحر أن ينبذ غدره.. كان شحيحاً كالأحلام.. ناجي.. ناجيان.. أربعمائة من الألف.. لا تكفي يا بحر..؟!! هناك في عمقك.. تيتم طفل.. ترملت أنثى واحترقت أم.. يا بحر.. يكفينا من الأحزان ما يطوقنا.. كان البحر هائجاً ربما حزيناً أو ينفي التهمة عنه!! سفاجا.. استبدلت عقود الفرح بحزن.. ولبست ثوب العزاء.. واستقبلت الناجين بفرح حزين..! والتقاهم الناجون بوجوم.. بحزن.. لقد مات الكثير منهم شيعوهم.. وهداياهم.. وامنياتهم.. وجاءوا ليستكملوا مراسم العزاء.. سفاجا.. تعيش العزاء.. الحزن.. وتنام بغصة الكارثة!! نوير بنت مطلق العتيبي (وهج الأمل) [email protected]