الحياة الدنيا أيام وليال سرعان ما تنطوي ويطوى معها من شاء الله لهم الرحيل منها إلى دار البقاء التي لا خلود فيها قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} سنّة سنّها الخالق في خلقه ولن تجد لسنَّة الله تبديلاً. وفي كل يوم يفارق الناس أحبة لهم من مختلف الأعمار ولمختلف الأسباب، ونحن بمحافظة رنية صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً فقدنا في ليلة الجمعة الموافق للحادي عشر من محرم 1427ه أحد أحبتنا الأعزاء، إنه الوالد الشيخ الجليل محمد بن فارس الفراعنة السبيعي (أبو فارس)، أسكنه الله فسيح جناته إثر مرض ألم به فأقعده على الفراش عدة سنين حتى وافاه الأجل. وبهذه المناسبة الأليمة أتقدَّم بأحر التعازي لأبناء الفقيد الأستاذ فارس السبيعي مدير الأحوال المدنية برنية والمهندس شبيب السبيعي والمهندس الشاعر ناصر الفراعنة السبيعي والأستاذ تركي السبيعي وبناته وكافة الأسرة والأقرباء والأحباب في وفاة والدهم أبي فارس رحمه الله. وأحببت أن أقول لهم يا إخوتي هذا قضاء الله وقدره ولا راد لقضاء الله وقدره وأنتم بإذن الله فيكم الخير والبركة تكملوا مسيرة بدأها والدكم وعليكم إكمالها عنوانها المحبة وعمل الخير والتآلف والتآخي فيما بينكم.. وأبشركم بأن والدكم كان من أهل الخير والصلاح والتقى كما عرفناه منذ الصغر حتى الكبر، إنسان ذو أخلاق طيِّبة يعطف على الصغير قبل الكبير وعرفناه كذلك بأعمال الخير المباركة تنفق يمينه بما لا تعلم عنه شماله، وعرفناه كذلك صوّاماً قوّاماً أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج، يصل القريب والبعيد ربّاكم فأحسن تربيتكم.. فهنيئاً لكم بحب والدكم في حياته وهنيئاً له بحبكم وبرّكم أنتم به حتى مماته. ويشهد الله أني لن أنسى ما حييت ابتسامته البشوشة عندما كنا نزوره بمنزله بحي الصالحية رغم مرضه، حيث كان - رحمه الله - يسألنا دائماً عن أحوالنا وكنا نحن نحن نستأنس بجلوسنا معه وسماع كلامه، حقيقة فقد أهالي محافظة رنية بادية وحاضرة إنساناً أحبهم فأحبوه.. وإن العين لرحيلك يا أبا فارس لتدمع.. وما لنا إلا الدعاء لك بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أبناءك ومحبيك الصبر والسلوان. و{ِإنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}