** تجولت الأسبوع الماضي في عدد من قرى ومدن وهجر ومزارع الوشم.. ذلك الإقليم الكبير.. الذي أصبح اليوم يضم من حدود (رغبة) إلى الغربية.. إلى منطقة السر.. ومن قرب المجمعة إلى قرب ضرماء وهو إقليم واسع كبير.. وقد كان في السابق.. أوسع وأكبر وأكثر امتداداً.. وتضم تلك المنطقة.. عدداً من القرى والهجر والمزارع.. وفيها نشاط وحركة.. وربما أن من ميزتها.. قربها من الرياض.. إذ لا يتعدى بعد حدودها الشرقية والجنوبية من الرياض.. سوى أكثر من مائة كيلو متر. ** وإذا ما تحدثت عن إقليم الوشم.. فإن الحديث يسوقك دوماً عن شقراء.. مدينة العلم والتجارة والرجال والتاريخ والمواقف الشرفة مع هذا الوطن ومع المؤسس العظيم عبد العزيز، طيب الله ثراه. ** ويكفي كشهادة على تجذر العلم (النظامي) في شقراء.. ذلك العهد الذي يستقبلك عند مدخلها الشرقي (معهد شقراء العلمي) الذي تقول لوحته.. أنه أسس عام 1374ه. ** تتميز مدينة شقراء بجمالها وجمال مداخلها.. ورغم جمال وروعة مداخلها.. إلا أنها تتزين وتتبدل أكثر من مرة.. وفي كل مرة تجد مداخل المدينة قد زينت أكثر وأكثر.. وقد بدلت إلى لوحات خضراء أكثر بريقاً. ** وقبل مداخلها الشرقية أو الغربية تستقبلك تلك الكثبان الرملية في النفود الشرقي والنفود الغربي.. أحدهما يمتد شرقي المدينة.. والآخر يمتد غربي المدينة.. وتقع المدينة بينهما في منظر رائع بهيج من أجمل المناظر. ** إذا اقتربت من شقراء وتركت روضة الحمادة ودخلت في النفود الشرقي.. استمتعت بجمال وروعة تلك الكثبان الرملية.. استقبلتك تلك الصنادق والهناقر التي تمتلئ بالروائح والمخلفات في رائحة كريهة.. ومنظر بشع يفسد كل شيء.. حتى إذا هبت الرياح الشرقية على شقراء.. جذبت تلك الروائح إلى كل مكان. ** أما النفود الشرقي.. فتكتشف أنك لا تستطيع الاستمتاع به.. ولا الجلوس عليه.. كما كان الأمر قبل عشرين سنة أو أكثر.. بل تشاهده من بعيد.. لأن (الشبوك) قد أخذت كل شيء وقد تحول إلى محميات أخذت هذا النفود كله.. هكذا بدون زراعة أو الاستفادة منه في مشاريع منتجة مثمرة. ** أما المدينة إذا دخلتها.. فستجد لمسات البلدية واضحة حيث تشاهد جمال الشوارع وتشاهد تنسيقها ونظافتها.. وتشاهد جمال المدينة.. مما يعكس نشاط البلدية من جهة.. ونظافة واهتمام ووعي الأهالي من جهة ثانية. ** كم كنا نتمنى لو نقلت مشاريع الدواجن إلى أماكن بعيدة عن المدينة ومداخلها ومتنزهاتها وترك النفود بجماله وروعته يستفيد منه الناس في رحلاتهم وكشتاتهم وتنزههم.. والأمر بسيط.. وهو تعويض أصحاب تلك الأراضي بأراضٍ أوسع وأكبر.. وترك تلك المتنزهات كرئة ومتنفس. ** هناك بعض المطالبات لمشاريع في المدينة.. مثل إدارة لمكافحة المخدرات.. تلك الإدارة التي غابت كثيراً و(تِصِيقَهتْ) كثيراً ومدينة شقراء.. مدينة تحتل موقعاً استراتيجياً على طرق متفرقة.. مثل طريق (حفر الباطنالمجمعة.. شقراء.. الدوادمي) وطريق الرياض شقراء المنطقة الغربية.. وهي اليوم في أمس الحاجة إلى هذه الإدارة التي طالبت بها مدينة شقراء منذ سنوات ولم يلتفت إلى طلبها. ** كما تحتاج إلى محطة للفحص الفني الدوري للسيارات لأن أهالي شقراء ملزمون بالفحص رغم عدم وجود محطة لديهم.. ولذا.. فهم يضربون مشوار (200كم) للرياض أو مائة كيلو للمجمعة ذهاباً.. ومائة كيلو عودة من أجل الفحص.. ولو فشلت السيارة في الفحص.. لاضطر للسكنى في المجمعة يوماً أو يومين ليصلح العطل.. ولكي تتجاوز سيارته هذه المعضلة.. أو اضطر يتردد على المجمعة.. يضرب عشرات الكيلوات يومياً من أجل أن يجدد استمارة سيارته.. والمسألة كلها (هنقر) أو (عشة) لا تكلف سوى حسبة بسيطة، فما رأي الإدارة العامة للمرور؟ وهل منطقة الوشم لا تستحق (هنقرا) لفحص سياراتهم؟!