خلال الأيام الأولى من بداية تولي معالي الدكتور العبيد مهام عمله بوزارة التربية والتعليم ذكر معاليه في لقاء عام أن التخطيط الناجح والفاعل للعملية التربوية التعليمية يتطلب بالضرورة توفير كل المؤشرات والبيانات الإحصائية التي تعزز الثقة بالقرار التربوي وتعين قيادات التعليم على بناء أفضل الخطط والاستراتيجيات. عندما تغيب المعلومات والمؤشرات الإحصائية التعليمية الدقيقة والحديثة تصبح منهجية صناعة القرار التربوي وإعداد الخطط أقرب إلى التخمين والانطباع الشخصي والمحاولة والخطأ. ولكي يتم تجنيب التعليم هذا المنزلق تنشئ وزارات التربية مراكز متخصصة في المعلومات وتزودها بأحدث التقنيات العلمية وتربطها بشبكات وقواعد معلومات عالمية. وإذا أردنا لمركز المعلومات أن يشكل مرجعية معتمدة لصاحب القرار التربوي والباحثين فيجب أن نواصل دعمه بالكفاءات التربوية المؤهلة لكي ننجح في نقله من (مركز إداري بيروقراطي) إلى (مركز تربوي علمي) يقدم ورش عمل ومؤشرات إحصائية تكشف عن التوجهات العامة للتعليم وحجم الظواهر التربوية ومدى انتشارها في مؤسساتنا التربوية. إن للأرقام لغة يفهمها التربويون المتمرسون جيدا. أتمنى أن أفتح موقعا أو كتابا إحصائيا عن تعليمنا لأجد فيه معلومات مثل: نسبة المعلمين للطلاب، تكلفة الطالب حسب المنطقة، حجم وأنماط المشكلات السلوكية، معدلات التسرب من المدارس، غياب الطلاب، متوسط عدد الطلاب في الفصل، المواد الأكثر رسوبا، مؤشرات عامة عن نتائج الطلاب على اختبارات مقننة...إلخ. إن المطلع على جهود مركز المعلومات سيكتشف الجهود المخلصة لتفعيل دوره ليدعم الجهود الحالية الجادة والمباركة لتطوير التعليم.