يرد في بعض الردود بزاوية (مع الأحبة) عبارة تقول (نقص فنيات الشعر).. وقد وردنا من القراء استفسارات عدة عن معنى هذه العبارة وما هي فنيات الشعر المقصودة ؟.. وهنا أقول: إن فنيات الشعر أكثر من أن تحصر في هذا الحيز الضيق ومنها: 1- إشباع الفكرة بسبك جيد ونسق متوافق من حيث البداية والنهاية وما بينهما، وهو ما يسميه البعض الوحدة العضوية للقصيدة. 2- الدقة في اختيار المفردة المناسبة في المكان المناسب من النص الشعري. 3- عدم الخلط بين مفردات مفرطة في الجدة وأخرى موغلة في القدم، لأن النص في هذه الحالة يكون بلا هوية وبلا روح. 4- عدم الخروج عن روح العصر في المعنى لأن البعض يحاكي قدامى الشعراء في مثل (يا ونتي ونه كسير) أو (أقنب قنيب الذيب) إلخ من الأمور التي كانت معروفة لمن عاشوا قبل قرن، أما اليوم فلا وجود لهذا كله ولن يتفاعل معه أحد عندما يكتبه شاعر معاصر فما بالكم بالشباب! هذا بعض ما يخص فنيات الشعر عامة، أما شعر المديح فهو غرض من أغراض الشعر العريقة وله فنيات خاصة منها اللغة إذ قيل: (لمديح الملوك قاموس خاص) لا يصلح لغيرهم وقس على ذلك في كل قصيدة من قصائد المديح، فكل ممدوح تحدد مكانته ما يمكن أن يقال فيه من المديح. وهناك أمور يعرفها أهل الشعر مثل (حسن التخلص) وهو الخروج من معنى إلى آخر بأسلوب لا يخل ببناء القصيدة، والقائمة تطول لكن ضيق الحيز يجعلني أتوقف آملاً أن يكون فيما أوردته شيء من الفائدة. فاصلة (الشعر صعب وطويل سلّمه!) آخر الكلام للشاعر عجاب بن مبارك الغيداني - رحمه الله - : مثايل ما جبتهنه عواري صاحي على معناي وأعرف قصدهن ماني مثل قصاصهن بالأثاري من سرع ما يبنى إلى الهدم فيهن