أين أنت يا أغلى إنسانة في هذا الكون كله.. أين أنت يا من أشاطرها الأحزان والآلام؟.. فراقك كان أعظم مصيبة وأكبر فجيعة، فلقد تجرعت كأس الحرمان ومرارة العلقم بفقدك يا أمي وداعاً للحزن لغيرك.. وداعاً للألم لسواك ووداعاً للجراح اليوم بعد فقدك. لا شيء يستحق أن أحزن عليه في هذه الدنيا إلا أنت ولا شيء سيؤلمني بعد اليوم مثل فراقك ولا شيء يستحق أن أذرف الدموع عليه دموعي سوى فراقك. فحزني عليك عظيم، ومصيبتي فيك كبيرة وفاجعتي لفراقك لا توصف. نعم يا حبيبتي.. نعم يا أمي.. لن أحزن بعد اليوم على شيء في هذه الدنيا فحزني عليك ملأ جسدي وجوارحي واستولى على كل خلية في جسدي.. نعم يا حبيبتي لم يعد هناك مكان لحزن آخر. أعدك بذلك يا نور عيني. لقد ذهب نور عيني ونواة فؤادي وانطفأت شمعتي التي كنت أرى بها الدنيا وأغلقت نافذتي للأبد تلك النافذة التي كنت استنشق هواء حياتي منها.. أخذت أمي من بين يدي.. لم تكن أمي فقط بل كانت كل شيء لي في هذه الحياة.. كانت البلسم والدواء الشافي، وزهرة حياتي وسراج دربي.. أمي.. كانت أمي وأبي ومعلمي وضياء حياتي الذي يرشدني في الدروب الحالكة وكانت الأم الذي أعيش به ومن أجله بعد الله وعبادته في هذه الدنيا.. لن أعزي أحداً في أمي فأنا من فقدها وأنا من تفتت كبده لموتها، وأنا من طاوله السهر وحاربه النوم ولذة العيش لبعدها.. أعزي نفسي فقط وأكتب نعيك بدموعي بدلاً من حروفي وبدمي بدلاً من ريشة قلمي وأنا أعرف تماماً بأنه مهما كانت بلاغتي ومفرداتي بل مفردات العالم أجمع فلن توفيك حقك وتبلغ صفاتك الحميدة.. اقبلي عزائي فيك لنفسي فقط فإن قبلت ذلك زادت مكرمة على مكارمك التي أسبغتها على طول حياتي.. وتأكدي بأنه لا سعادة بعدك.. أودعك الوداع الأخير يا أمي.. وعلى أمل أن يجمعني بك الرحمن في جنات النعيم يا أعزّ الناس. [email protected]