* المشاعر المقدسة - إبراهيم بكري - محمد العيدروس: أكد العديد من شهود العيان الذين التقتهم (الجزيرة) مساء أمس الأول أن التدافع الفجائي العنيف هو السبب الرئيسي والمحوري وراء ما حدث عند مدخل جسر الجمرات ثالث أيام التشريق. يقول شاهد العيان محمد كواري من قطر ل(الجزيرة): كانت الساعة تشير إلى الثانية ظهراً والجو دافئاً للغاية.. شعرنا فجأة بزيادة غير طبيعية واكتظت الساحات المقابلة لمدخل جسر الجمرات من الجهة الشمالية (تحديداً). ويضيف: وقفت الحركة تماماً أمام الجسر نظراً للزحام وكان هناك حجاج يأتون من الخلف والجميع أنظارهم نحو الجسر ولا يعلمون ماذا يحدث في الخلف.. وفجأة وجدنا أنفسنا في حالة هرج ومرج وحجاج يسقطون فوق بعضهم البعض. ويؤكد الحاج سالم (ك) يمني ل(الجزيرة): لقد نجوت بفضل الله في آخر لحظة. ويقول: ما حدث شيء لا يُصدق لا بالمنطق ولا بالعقل.. كان الوضع طبيعياً للغاية.. فجأة بدأ الزحام والتدافع ولم أجد نفسي إلا أسقط على جثة تحت الأرجل ثم أهوي على رجل مُلقَى على الأرض، ولم ينقذني سوى حاج طويل القامة كان متماسكاً ويقف على رجليه لأمسك به من قميصه من الخلف، وأخذ هو بدوره في دفعي وإبعاد يدي ولكني نجوت. أحد جنود قوات الطوارئ الخاصة رفض الإفصاح عن اسمه يروي مشهداً مؤلماً لحاج فقد والدته ووالده على ما يبدو وأخذ يبكي بعد أن شاهد جثتيهما مع الأنقاض.. ولم تفلح محاولاته في إنقاذ والديه. ويلقي حاج آخر باللائمة فيما حدث على جهل بعض الحجاج وتدافعهم اللا مبرر وحمل الكثير للأمتعة بدون داع. ويقول: ما حدث قضاء وقدر بالتأكيد، ولكن لو لم تكن هناك أمتعة وشنط كبيرة مع الحجاج لانخفضت نسبة الوفيات بشكل كبير. جندي احتياطي في مدينة التدريب أصيب برضوض وكسر في يده التقته (الجزيرة) في مركز الطوارئ (1) في منى قال: ما حدث سببه تعجيل الحجيج ورغبتهم الجامحة في الرمي قبل الزوال وتدافعهم الجنوني نحو بعضهم البعض. ويضيف: حاولتُ وزملاءٌ لي عَمَلَ جسر بشري لفصل التدافع ومحاولة الحد منه.. ولكن التدافع البشري كان بالآلاف وبجنون لا يمكن تصوره. في هذه الأثناء حصرت الأجهزة المعنية بقايا مخلفات الضحايا وأمتعتهم التي عثرت عليها بين الأنقاض ورصدت (الجزيرة) بقايا مؤلمة تشتمل أدوية وإثباتات هوية ومتعلقات شخصية، إلى جانب كم هائل من الملابس والبطانيات.