المشاعر المقدسة - محمد العيدروس / تصوير - سليمان وهيب: في الوقت الذي تستعد فيه اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة التدافع في منى لإعلان النتائج وإيضاح التفاصيل. سجل عدد من شهود العيان والحجاج الناجين من الحادثة روايات إنسانية ومواقف مؤلمة تقشعر لها الابدان. وأكدوا وهم يروون ما حدث للجزيرة ان تدافع الحجيج فيما بينهم وتزاحمهم المفاجئ يرمي بثقل المسؤولية عليهم بالدرجه الأولى ثم لمؤسسات الطوافة التي يتبعونها وعدم الالتزام بالتعليمات فيما يتعلق بعمليات التحرك والتفويج. المأساة وقعت في دقائق يقول حارس أمن في أحد المخيمات المواجهة مباشرة لشارع التدافع ..الشاب/محمد الفهمى: ما حدث لا يصدقه عقل ففي دقائق معدودة وجدنا كثافة بشرية غير طبيعية تتوالى من الشوارع الخلفية وتوقعت ان يكون ذلك طبيعيا وسيخف تدريجيا. ولكن ما حدث هو وصول كثافه أخرى من الحجاج من الشوارع الجانبيه والتي تتقاطع معه ليلتحم الحجيج في بعض ويتساقط كبار السن أولا، ثم من كانوا يدفعون العربات، وحدث هلع بين الحجيج وأخذوا يتجهون يمينا ويساراً للنجاة مما تسبب في سقوط آخرين. وأضاف: رجال الأمن حرصوا قدر الإمكان على الحد من التدافع وتهدئة الحجيج ولكن كانت الأعداد القادمة من الخلف تتزايد. التدافع جاء من الخلف وتقول حاجة جزائرية نجت من التدافع القاتل بأعجوبة...كنا نسير مع قريبتين لي ولم يكن هناك ما يوحي بتزاحم أو مشكلة ولكن فجأة وقفت الحركة تماما في ظل أجواء حارة وبدا أن الكثافة البشرية كانت تأتي من الخلف بقوة وبدفعات كبيرة . عندها شعرت أني على وشك الهلاك لا محالة وسقط غطاء رأسي ولم أعد احس بمن حولي سوى الصياح والعويل.وتضيف ..أحد الجنود الذين كانو يقفون في الأطراف سحبني بما تبقى من حجابي وعبايتي وخلال ذلك ارتطمت بعمود إنارة أصابني بكدمات.. والحمد لله الذي أنجاني بقدرته. نجاة زوج وزوجته من المأساة بسبب مظلة أحد الناجين المصريين وهو في مقتبل الثلاثينات ومتزوج حديثا ..قال: من يصدق انني كنت وزوجتي في نفس الشارع 204 وفي طريقنا الى داخل المعمعة ولكن القدر انجانا حينما اخبرتني زوجتي بنسيان المظلات الخاصة بنا وقررنا العودة إلى داخل المخيم سريعا لإحضارها ومن ثم الذهاب للجمرات مرة أخرى. ويضيف: غادرنا مخيمنا باتجاه بوابة الخروج لنشاهد زحاما مرعبا حدث خلال دقائق معدودة ونحمد الله أن كتب لنا عمرا جديدا بسبب نسيان مظلة. اغلبية الحجاج لم يراعوا بعضم ولم يلتزموا كما رصدت الجزيرة شهادة أحد رجال الأمن الذي تواجد عند حدوث التدافع وساهم وزملاؤه في إنقاذ الكثيرين من الحادث وتعرض لكدمات متفرقه في جسمه وارتأى عدم رغبته في التصوير؛ حيث قال: عموم المسارات كانت مزدحمة من الأساس في ذلك اليوم حيث أول أيام العيد والكل يرغب في الرمي والعودة ...وكنا وقتها نقف في جميع مربعات الشارع وعند اشتداد الزحام شكلنا خطوطا لمنع التدافع وحث البقية من الحجاج على عدم الدخول وسلك المسارات الأخرى، ولكن أغلبيتهم تعنتوا ووقفوا في إصرار على الدخول وخلال ذلك تسربت دفعات أخرى كبيرة وجماعية ودخلت من شوارع جانبيه ليختنق الشارع عن بكرة أبيه وتحدث الماسأة، بسبب التدافع وسقوط كبار السن وتراجع من في المقدمة على من خلفه وهكذا. ويؤكد رجل الأمن أن العشرات من زملائه أصيبوا إصابات بالغة وبعضهم أغمي عليه خلال عمليات الإنقاذ والمساعدة والحيلولة دون تدافع الحجيج. مؤسسات الطوافة تنفي إغلاق مخيماتها في وجه المصابين نفت فروع لمؤسسة حجاج الدول العربية المطلة مخيماتها مباشرة على موقع الحادثة أن قد أقفلت بوابات المخيم ومنعت تفكيك الزحام ودخول المصابين إليها.. وقال أحد المشرفين إن جميع الافراد والمشرفين في البوابات هبوا لنجدة الحجاج المصابين وحاولو قدر الإمكان سحب مجموعات من الحجاج وإبعادهم عن الكارثة ولكن الازدحام كان مخيفا والتساقط أسرع. بائع بقالة يروي شهادته المصري شحاته محمد العامل في محل تموينات يطل على الشارع قال: فجأة توقف الشارع بارتال من الحجيج ثم تراجع من في المقدمة الى الخلف سريعا وأسقطوا من وراءهم ومن كان في الخلف يحاول التقدم، وهكذا بدأت المشكله تحدث. وأضاف ..كلمه حق أقولها أمام الله ..رجال الأمن قدموا أعمالا مذهلة وخاطروا بأرواحهم وهم يناشدون الحجيج بعدم التزاحم أو التدافع. كما قامو بأعمال بطولية لإنقاذ المصابين أو من كان به بصيص أمل في الحياة.