ادى حادث تدافع وتعثر عند مدخل جسر الجمرات في منى امس الى سقوط مئات الوفيات والاصابات بين الحجاج، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور بن سلطان التركي في بيان:"مع حلول وقت الزوال من ظهر اليوم أمس، ونتيجة سقوط حجم كبير من الأمتعة المنقولة مع الحجاج، وإصرار أعداد كبيرة منهم على التحقق من حلول موعد الزوال قبل الشروع في الرجم وعلى التعجل في رمي الجمرات، حدث تعثر وتدافع للحجاج عند المدخل الشرقي لجسر الجمرات، ما نتج عنه وفاة وإصابة عدد من الحجاج". وأضاف التركي:"إن قوات الأمن باشرت مهماتها في السيطرة على الموقف وعزل منطقة الحدث لإنقاذ وإسعاف الحجاج الذين سقطوا في الموقع، ولا تزال أعمال الإنقاذ جارية حتى هذه اللحظة". وشاهد مراسلو"الحياة"في موقع الحادث انتشاراً سريعاً ومكثفاً لقوات الأمن، وفي مقدمها قوات الطوارئ التي سارعت إلى تطويق المنطقة، محاولة عزلها تفادياً لوقوع إصابات أو وفيات اخرى، إضافة إلى إتاحة الفرصة لبقية الحجاج للوصول إلى الجسر، فيما هرعت قوات الدفاع المدني وأفراد الهلال الأحمر لنقل المصابين إلى المستشفيات. وبحسب شهود عيان، فإن الحادث وقع بين الساعة الواحدة والثانية بعد الظهر، وهي فترة الذروة في منطقة الجسر، حيث يرغب أكثر من 75 في المئة من الحجاج في هذا اليوم تحديداً برمي الجمرة لمغادرة منى قبل غروب الشمس، حتى لا يضطروا إلى المبيت في منى إلى اليوم التالي. ومن خلال تصريحات الناطق باسم الداخلية فإن أسباب الحادث وكيفية وقوعه بدأت بتعثر بعض الحجاج بأمتعة كان يحملها حجاج آخرون معهم إلى جسر الجمرات وسقطت منهم نتيجة الإعياء والإرهاق، ما أدى إلى سقوط وتعثر عدد من الحجاج ووفاتهم، وسبب ذلك حالا من الذعر أدت إلى سقوط حجاج آخرين وإصابتهم مع اشتداد التدافع. وقال أحد أفراد قوات الطوارئ ل"الحياة"انه"فور وقوع الحادثة وسقوط الحجاج تم إيقاف التفويج إلى الجمرات إلى أن تمت السيطرة على الوضع وعاد التفويج مرة أخرى، ومرت الأمور بعد ذلك بشكل جيد". وشاهدت"الحياة"فرق قوات الطوارئ والحرس الوطني والدفاع المدني وهي تحاول فك الاختناق الذي وقع في منطقة الحادث، وساندت في إيقاف التفويج وإعادته مرة أخرى، ما يعني وجود تنسيق كبير بين الجهات الأمنية التي تنفذ الخطة في الجمرات. وقال أحد أفراد الدفاع المدني على جسر الجمرات ان التدافع كان شديداً بدرجة غير معهودة وان الاصابات كانت كبيرة رغم ان الحادثة لم تدم اكثر من دقائق. وأدى ذلك إلى تراجع كثير من الحجاج عن الرمي بعدما شاهدوا الجثث والمصابين. أما الحجاج المصابون فجرى نقلهم إلى المستشفيات المنتشرة في مشعر منى، حيث أعلنت حالة طوارئ طبية. وبحسب تأكيدات عاملين في مستشفى منى العام، ليس بين المصابين رجال أمن أو عاملون في الحج، في حين قال مسؤول في الهلال الأحمر السعودي إن سيارات الإسعاف نقلت أكثر من نحو 90 مصاباً. وقال المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد المرغلاني ل"الحياة"انه"جرى نقل عدد من المصابين إلى مستشفيات مكةالمكرمة، ونقل البعض الاخر إلى مستشفيات المشاعر المقدسة، واوضاعهم جيدة، إذ يقوم أكثر من 1714 طبيباً بمتابعتهم". وأضاف:"تجري حالياً متابعة عالية للمصابين وتقدم لهم خدمات طبية، ومعظم إصاباتهم متوسطة". وأكد مسؤولون سعوديون"أن الحادث لا يعني فشل خطة التفويج لأن الأعداد التي اعتمدت في التفويج هي أعداد الحجاج الرسميين، أما هؤلاء الحجاج فهم ليسوا ضمن خطة التفويج وإنما هم من الحجاج المتسللين". وكان معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج أعد دراسة ميدانية عن السلوكيات الخاطئة أثناء الحج والحلول المقترحة لها، أكدت أن بعض الحجاج يلجأون الى التدافع والعنف في الطواف والسعي الى رمي الجمرات، وكذلك الجدال مع الحجاج الآخرين.