قلّلت اسرائيل من شأن ما وصفته مصادر صحافية بضغوط أميركية عليها لجهة"عدم معاقبة الفلسطينيين"في الضفة الغربية بفرض المزيد من القيود على تنقلاتهم، وأعلنت رسمياً أمس على لسان وزير خارجيتها سلفان شالوم انها"لا تستطيع تقديم المزيد من التسهيلات للفلسطينيين بسبب تردي الأوضاع الأمنية"، فيما نقلت صحف عبرية عن مسؤول عسكري قوله:"سنضطر الى اتخاذ اجراءات تتسبب في كثير من المعاناة للفلسطينيين". وقال شالوم في حديث إلى الاذاعة الاسرائيلية الرسمية ان الولاياتالمتحدة"تتفهم حق اسرائيل في الدفاع عن مواطنيها من عمليات إرهابية"وان اسرائيل تشاطرها الرأي في وجوب منح تسهيلات للفلسطينيين"لكن ليس بثمن ارهاب وخسائر في الأرواح". وأضاف ان المطلب الفلسطيني بتسليم السلطة المسؤولية الأمنية عن مدينة بيت لحم يبدو الآن"غير واقعي وبعيد المنال". ورأى ان رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن سيحاول في زيارته الحالية لواشنطن إقناع الادارة الأميركية بأنه جدي في حربه على الإرهاب. وقال إن فجوة شاسعة في المواقف تحول دون لقاء عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وانه"لا يجوز ان تفي اسرائيل بالتزاماتها فيما الطرف الآخر لا يفعل شيئًا". ورفض شالوم اعتبار موقف اسرائيل الرافض مشاركة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات التشريعية تدخلاً في الشؤون الفلسطينية الداخلية وقال إنه يتحتم على رئيس السلطة ان يقدم تبريراً وتفسيراً"لمعانقته حماس خلافًا لرغبة الولاياتالمتحدة واسرائيل". وزاد ان اسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء مشاركة"حماس"في الانتخابات"وسنمنع ذلك بكل ثمن"لأن مثل هذه المشاركة ستعيد المنطقة عشرات السنين إلى وراء. وأضاف:"هذا ليس تدخلاً إنما دفاع عن النفس ويجدر بعباس ان يدرك ان هذه الحركة تشكل خطراً وجودياً عليه وعلى نظامه أكثر من الخطر الذي تشكله على إسرائيل". وكانت مصادر اسرائيلية استبعدت ان يحفل لقاء عباس الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم ب"مفاجآت"قد تضعف الموقف الاسرائيلي من العملية السياسية. وقالت لصحيفة"هآرتس"ان الجهود الأميركية ستصب في الفترة القريبة في مواصلة حض السلطة الفلسطينية على إجراء إصلاحات اقتصادية ومؤسسية. الى ذلك، اضافت الصحيفة ان واشنطن قد توجه انتقادات لرئيس السلطة على خلفية"عدم محاربته البنية التحتية للفصائل المسلحة"، لكنها لن تفعل ذلك على الملأ بل إنها معنية بإبداء رغبتها في تدعيم مكانة رئيس السلطة في الشارع الفلسطيني. من جهتها ذكرت صحيفة"يديعوت احرونوت"ان الرئيس الاميركي سيلتزم امام ضيفه الفلسطيني بعمل ما في استطاعته لإقناع اسرائيل بعدم شن عملية عسكرية ردًا على قتل ثلاثة اسرائيليين هذا الاسبوع. وتابعت ان مسؤولاً اميركياً أبلغ نظيره الاسرائيلي قبل أيام بأنّ واشنطن تريد من تل أبيب ان تدعم رئيس السلطة وانه اذا لم تفعل ذلك فإنّ واشنطن ستقوم بخطوات لن تكون مقبولة بالضرورة لدى اسرائيل"لأنها ترى ان أي بديل لعباس سيكون أسوأ، ما يحتم دعمه بكل طريقة ممكنة".