اغتالت اسرائيل مساء امس فلسطينيين احدهما قائد سرايا القدس، الجناح العسكري ل"حركة الجهاد الاسلامي"محمد الشيخ خليل في جنوب قطاع غزة باطلاق صاروخ من الجو على سيارته خلال توجهه الى منزله في مدينة رفح على الطريق الساحلي لغزة واصيب أربعة فلسطينيين في الهجوم. وقالت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي:"نؤكد ان الجيش نفذ غارة جوية في غزة". ولم تقدم مزيداً من التفاصيل. وجاءت عملية الاغتيال هذه بعدما نفذت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة اعتقالات واسعة النطاق في الضفة الغربية ليل السبت - الاحد انتهت فجر امس. وطاولت الحملة 207 فلسطينيين غالبيتهم اسلاميون ومعظمهم من قياديي"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وكوادرها من المرشحين للهيئات المحلية وانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني المقبلة. وترافقت الحملة مع احتدام المنافسة على زعامة حزب ليكود الاسرائيلي بين وزير المال السابق بنيامين نتانياهو ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي منح الجيش الاسرائيلي اذناً باستخدام"كل الوسائل من دون قيود"لضمان وقف اطلاق قذائف"القسام"على بلدات اسرائيلية من قطاع غزة. ومع التئام مركزية حزب ليكود مساء امس تمكن نتانياهو من القاء كلمته، فيما حال تعطيل الميكروفونات دون القاء شارون كلمته فغادر المكان. راجع ص 4 و 5 واعتبر مراقبون حملة الاعتقالات هذه، وهي الاوسع منذ عملية"السور الواقي"العسكرية التي اعادت اسرائيل بها احتلال مناطق السلطة الفلسطينية في نيسان ابريل عام 2002، استباقاً اسلاائيلياً للانتخابات الفلسطينية المقررة اواخر الشهر الاول من العام المقبل وتدخلاً في نتائجها قبل اجرائها ان لم يكن جهداً لاعاقة اجرائها، كما اعلن شارون نفسه في الاممالمتحدة قبل نحو اسبوع. وبين الذين اعتقلوا من قياديي"حماس"الشيخ حسن يوسف والدكتور محمد غزال. واعلن الجيش الاسرائيلي في تلك الاثناء ان عمليات سلاح الجو ستستمر لفترة"غير محددة"في قطاع غزة الذي تعرض لقصف صاروخي من الجو وبري بمدافع ثقيلة اطلقت قذائفها على شمال قطاع غزة. وجاءت الاعتداءت والغارات الجوية وحملة الاعتقالات الاسرائيلية بعدما قال شارون في مستهل الجلسة الاسبوعية للحكومة أمس، قبل ساعات قليلة من اجتماع مركز حزبه"ليكود"لبتّ اجراء أولي لإطاحته على خلفية الانسحاب من غزة، ان اسرائيل تستعد لعمليات عسكرية متواصلة في القطاع، واضاف انه أصدر تعليماته للقيادة العسكرية"بشكل لا يقبل التأويل"برفع كل القيود عن استخدام كل الوسائل المتاحة"لضرب الارهابيين وعتادهم ومخابئهم بهدف وقف الصواريخ"على بلدات اسرائيلية مع مراعاة عدم المساس بالمدنيين. وتابع ان"اسرائيل لن تكتفي بهجوم لمرة واحدة: انما ننوي القيام بعمليات متواصلة تبغي ضرب الارهابيين وعدم التخفيف عنهم". ورغم حملة الاعتقالات واعلان اسرائيل انها ألغت اجتماعاً تحضيرياً لقمة بين بين شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الثاني من تشرين الاول اكتوبر المقبل بسبب اطلاق الفلسطينيين قذائف"القسام"على بلدات اسرائيلية في الايام القليلة الماضية، اعلن عباس امس ان الانتخابات التشريعية ستجرى في موعدها المحدد في اوائل العام 2006. وقال:"اخذنا قراراص ان موعد الانتخابات في الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير المقبل واليوم استقبلت لجنة الانتخابات المركزية وأكدت لهم أن الانتخابات في موعدها ولن يتم تأجيلها وأنا ملتزم بهذا ما لم يأخذنا الله ولن تتأخر ساعة. هذا ما التزمته ايضاً مع الفصائل بذلك وبناء عليه تم اقرار الموعد الجديد لها". لكن عباس شدد على ان هناك"معوقات اسرائيلية"في طريق الانتخابات، واضاف:"ان ظروفاً مثل هذه الظروف تعطل عملنا وتعوقه"، في اشارة الى الاعتقالات التي نفذها الجيش الاسرائيلي امس في الضفة الغربية.