انتقد الفلسطينيون بشدة"التدخل الاسرائيلي السافر"في شؤونهم الداخلية ردا على تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم التي قال فيها ان على اسرائيل ان"تعيد النظر"في تنفيذ خطة"فك الارتباط"احادية الجانب عن قطاع غزة واجزاء من شمال الضفة الغربية اذا ما فازت حركة المقاومة الاسلامية"حماس"في الانتخابات التشريعية المزمعة. وشهدت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس سجالاً بين شالوم ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز عكس خلافا عميقا في مواقف المسؤولين الاسرائيليين. ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع تصريحات شالوم بانها"تدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية". وقال نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام الفلسطيني نبيل شعث:"نرفض اي تدخل في شؤوننا الداخلية كذريعة لوقف الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة". واضاف ان"تصريحات شالوم تدخل في شؤوننا لن نقبله ابدا". واشار الى انه"اذا استمر العمل الانسحاب احادياً، فانه سيقضي على خريطة الطريق ويضعف العودة الى عملية السلام". واضاف انه"لا جدوى حقيقية ترجى من هذا الموقف الاحادي"، مؤكداً انه"لا بد من العودة الى خريطة الطريق والتفاوض بين شريكين متساويين حتى يمكن انقاذ عملية السلام". واكد شعث ان اسرائيل لا تريد الانسحاب الاحادي"الا كميناً للهيمنة والضغط علينا وغطاء لمزيد من الاحتلالات وتعميق الاستيطان وحصار القدس". وقال وزير الشؤون المدنية في السلطة محمد دحلان ان هذه التصريحات"تدخل سافر وغير مؤدب"، مشيراً في الوقت ذاته الى ان قرار اسرائيل الخروج من قطاع غزة واجزاء من شمال الضفة قرار"احادي الجانب". وقال دحلان ان السلطة الفلسطينية"غير معنية بما يقوله شالوم خصوصا ان قرار الانسحاب الاسرائيلي المزمع احادي الجانب". لكنه اشار في الوقت ذاته الى ان تراجع اسرائيل عن خطتها يعيد المنطقة الى"دائرة العنف"من جديد". ونفى عضو المجلس الثوري لحركة"فتح"عزام الاحمد ان تكون هناك اي علاقة بين تصريحات شالوم ودعوة بعض النواب الفلسطينيين الى ارجاء موعد الانتخابات التشريعية. واكد ل"الحياة"ان هذا الامر مطروح للبحث والدراسة منذ فترة". وانتقدت"حماس"من جهتها تصريحات شالوم، وقال الناطق باسمها سامي ابو زهري ان"قرار اسرائيل مغادرة غزة جاء عقب هزيمة جنودها في القطاع وليس منّة اسرائيلية على شعبنا". وفي الجانب الاسرائيلي قال وزير الدفاع شاؤول موفاز في رده على تصريحات شالوم ان اسرائيل معنية بتنفيذ الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية"بغض النظر عن نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية". وقال ل"اذاعة الجيش"الاسرائيلي:"يجب تنفيذ خطة فك الارتباط تحت اي ظرف. لا اعرف ما هي النسبة التي ستفوز بها"حماس"في غزة ولكن من المؤكد انها عززت موقعها هناك. ان عملية الانسحاب معقدة وتضع الحكومة الاسرائيلية تحت اختبار صعب ولكنها في نهاية الأمر جيدة لاسرائيل". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية عن مصادر حكومية تأكيدها ان خطة"فك الارتباط"ستنفذ في كل الاحوال وان"اسرائيل ابلغت الولاياتالمتحدة بذلك". غير ان ذلك لم يمنع شالوم نفسه من تأكيد موقفه الذي اطلقه اول من امس اذ عاد واكد للاذاعة الاسرائيلية امس ان"خطة"فك الارتباط"غير مقدسة واذا كانت هذه الخطة انتحارية لدولة اسرائيل فيجب ان لا تنفذ". واضاف شالوم:"من غير المنطقي ان نستمر قدما في"الخطة"وكأن شيئا لم يحدث ونسلم ارضا فقط ل"حماس"لتقيم عليها"حماسستان". وأمعن شالوم:"المناطق التي تقضي خطة"فك الارتباط"بالجلاء عنها يجب ان تسلم فقط الى سلطة فلسطينية تحت سيطرة"فتح". وكان شالوم من بين الوزراء الاسرائيليين في حزب"ليكود"الحاكم الذي يتزعمه ارييل شارون الذين عارضوا خطة"فك الارتباط"منذ الاعلان عنها".