عند الحديث عن الشخصيات القيادية على مرّ التاريخ نجد أن بين أعظم هذه الشخصيات رابطاً مشتركاً، وهو العناية بالتاريخ سواء كان تاريخاً محلياً أو تاريخاً عاماً، فدراسة علم التاريخ والقراءة فيه للشخصيات القيادية ليست متعة أو هواية بقدر ما هي جزء من مهامهم اليومية، فالتاريخ مدخل مهم لكل شخصية قيادية عند الحديث مع الآخرين. وفي معرفة التاريخ.. مد للجسور واختصار للمسافات بينك وبين الآخرين، والمؤرخ أقدر الناس على التعامل مع الآخرين بطريقة مناسبة لأن المؤرخ يحمل في ذاكرته أرشيفاً كاملاً للكثير من الناس يرجع إليه عند الحاجة وهذا ما يلمسه كل متابع ومهتم بعلم التاريخ عند الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز فهو مؤرخ في نفسه ومؤرخ في حديثه وتعليقاته وكلماته سواء كانت شفهية أو مكتوبة.. وهو يقف على رأس جهتين من أهم الجهات التي تُعنى بالتاريخ في وطننا الحبيب، فهو رئيس لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز التي تقوم بدور كبير ومهم في حفظ تاريخنا المحلي وأرشفة الوثائق الوطنية بطول البلاد وعرضها، كما أن سموه هو المشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية التي تقوم بالدور الأبرز والأهم في توثيق الكتاب السعودي، بل سائر أوعية المعلومات في هذا الوطن. وبعيداً عن العمل الإداري يروي الكثير من المؤرخين - لا سيما في شقي التاريخ والأنساب - قصصاً كثيرة لسموه الكريم مع مؤلفين يناقشهم في نتاجهم العلمي بصفة شخصية وودية يعلو عليها حب الحديث في تاريخ الآباء والأجداد ومعرفة تواريخ الأسر ومواقعهم. وفي أكثر من كتاب تاريخي مما يتداوله المثقفون تجد أن مصادر المؤلف الشفهية الأمير سلمان.. من ذلك على سبيل المثال كتاب الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين (تاريخ المملكة العربية السعودية) وكتاب الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي (نساء شهيرات من نجد) وغيرهما. ولعل خير مثل أختم به حديثي هنا هو العرس التاريخي الذي يرعاه سموه الكريم مساء هذا اليوم بمشيئة الله فهو دلالة كبيرة على ما يحظى به التاريخ من مكانة كبيرة عند أمير المؤرخين ومؤرخ الأمراء. * للتواصل: فاكس - 2092858 [email protected]