التكريم الذي حظي به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، ونيله جائزة منظمة القيادات العربية الشابة، في دبي مؤخراً، جاء نتيجة لدوره الرائد وجهوده الواضحة في الارتقاء بقطاع التصنيع في المملكة العربية السعودية، من خلال تطوير شركة السعودية لتصنيع الورق والوصول بها إلى مصاف الشركات العالمية في ذات المجال، وهو تكريم كبير وذو دلالات مهمة، لأنه يرتبط بالتميُّز والنجاح أولاً، ثم إنه يرتبط بالوطنية الصادقة والتعبير عنها بالسعي لإيصال اسم البلاد إلى آفاق رحبة عبر التفوق والتقدم وتطوير قطاع التصنيع. وحينما تسلَّم سموه الجائزة من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في اختتام المنتدى الأول للقيادات العربية الشابة في دبي في الرابع من ديسمبر الجاري، كان يمثِّل المواطن السعودي، والشموخ السعودي، والتميُّز السعودي، حق التمثيل، لأن، سمو الشيخ محمد بن راشد، أعلن وقتها اعتزازه بمستوى الشباب العربي الثقافي والعلمي والإداري، واصفاً الأمير عبدالله بن مساعد، بأنه مثال حي، للشاب السعودي المؤثر، الذي يعمل من أجل تعزيز اسم بلاده، وأنه نموذج للقيادة العربية الشابة، التي يُحتذى بها، للارتقاء بالصناعة العربية، واعتبر الأمير عبدالله ذلك تكريماً لكل سعودي يسعى لرفع اسم المملكة في المحافل العربية والدولية. وبصفتي كنت أحد الحاضرين لتغطية فعاليات المنتدى، فقد لاحظت عن كثب، أن الاحتفاء بالرجل، كان بقدر قامته وجهوده، وإصراره على التفوق، والسعي لتحقيق المزيد من النجاح، فقد أبهر الأمير عبدالله بن مساعد الحاضرين بفكره وطموحه، وحرصه على إيصال لغة الإبداع المحلية إلى آفاق العالمية، وقد لمست - مثل غيري - نظرات الإعجاب والتقدير، ممن شرَّفوا المنتدى، وكان الانبهار بقدرات هذا الرجل واضحاً على محياهم. ولم تأت هذه الجائزة التي يسعى الكثيرون للحصول عليها، مصادفة أو اعتباطاً بل وافقت أهلها، وأنصفت الأمير الشاب المبدع، الذي كرَّس وقته وفكره وجهده، للانطلاق بالقطاع الصناعي والتحليق به في آفاق العالمية، واجتهد لتحقيق التميُّز والتفرُّد، في مجال هو اليوم من أبرز ميادين الصراع والتنافس، خصوصاً ونحن نضع الخطوات الأولى على عتبات منظمة التجارة العالمية، التي تقوم الأسس والمعايير التنافسية فيها على الارتقاء بالإنتاج، وتطوير الصناعة، وتحقيق الجودة، ومن هنا جاء التكريم في الوقت المناسب للشخص المناسب، وهي حقاً كانت لحظات للوطن وللأمة، وللتقدم والازدهار السعودي الخليجي العربي، كانت لحظات لاكتشاف المواهب والقدرات المؤثرة، ليس على الصعيد المحلي وحسب، بل على المستوى العالمي في زمن العولمة، فما أحوجنا لأمثال سمو الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، الرجل الذي رفع اسم المملكة في ذلك المحفل، بفضل من الله ثم بجهوده، وبدعم حكومتنا الرشيدة - أيدها الله - التي تُولي اهتماماً واسعاً بقطاع التصنيع، وكافة القطاعات الإنتاجية، والاقتصادية الأخرى.