انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منى المري ل «الرياض»: مشهد الإعلام العربي مرتبك بسبب الأصوات التي تدعو للكراهية والفتن
لا وجود لنظام المحاصصة الجغرافية في جائزة الصحافة العربية
نشر في الرياض يوم 19 - 05 - 2014

يناقش منتدى الإعلام العربي في دبي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين قضايا ساخنة ومهمة تحت شعار "مستقبل الإعلام يبدأ اليوم"، وعلى هامشه سيتم توزيع جائزة الصحافة العربية التي تعد أهم جائزة إعلامية وصحافية في المنطقة، وحول محاور منتدى الإعلام العربي هذا العام وأهمية جائزة الصحافة العربية ودورها في تشجيع الإعلاميين والمبدعين توجهت "الرياض" بعدة أسئلة للأستاذة الإعلامية منى المري المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي ومدير عام منتدى الإعلام العربي والأمين العام لجائزة الصحافة العربية التي خصت "الرياض" بإيضاح وأهداف منتدى الإعلام العربي هذا العام، وتعد منى المري من أبرز الإعلاميات في دولة الإمارات، حيث حصلت على عدة جوائز محلية وإقليمية ودولية في مجال الإعلام والصحافة والأنشطة النسائية الفاعلة والمؤثرة، وقد ساهمت في إنشاء وتطوير عدة مؤسسات إعلامية وصحفية واجتماعية في مدينة دبي، ولعبت دوراً في تأسيس مؤسسات نسائية وجمعيات نفع عام، وكان لها بصمات واضحة في تطوير برامج وأهداف ومحتوى منتدى الإعلام العربي الذي يعد أهم منصة إعلامية مؤثرة في المنطقة.. وفيما يلي نص الحوار:
* بداية، نحتاج إلى نبذة تعريفية عن جائزة الصحافة العربية، ونادي دبي للصحافة، ومنتدى الإعلام العربي.
دبي مركز عالمي وبيئة جاذبة لا تحتاج إلى ترويج إعلامي .. وأكثر من 200 مؤسسة إعلامية عربية وأجنبية تعمل فيها
- يُعتبر قطاع الإعلام من أهم القطاعات المشمولة بالرعاية والدعم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إطار الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى الإعلام والإعلاميين فقد وجّه سموه في العام 1999 بإطلاق مبادرة يمكن من خلالها توفير البيئة الداعمة للعاملين في المجال الإعلامي عموما وللصحافة بصورة خاصة، فما كان إلا أن وضعنا تلك التوجيهات السديدة موضع التنفيذ الفوري بتأسيس "نادي دبي للصحافة" حيث باشر النادي الذي تم افتتاحه في شهر نوفمبر من العام ذاته، ومنذ ذلك الحين في تقديم سلسلة من الخدمات النوعية للإعلاميين وساهم في بناء شبكة تمكنهم من التواصل مع أقرانهم في المنطقة
منتدى الإعلام العربي منصة لإثراء الحوار الشفاف والمؤثر
وشتى أنحاء العالم وأشرف على سلسلة من المبادرات والمشاريع الرامية في مجملها إلى تعزيز القدرات الإعلامية العربية وفتح المجال أمامها للدخول في تعاون إعلامي أوسع سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي. في الوقت ذاته، عمل النادي على إطلاق مجموعة من المشاريع المهمة التي ما لبثت أن تطورت لتصبح الأبرز على خارطة الإعلام العربي وذلك بتوجيهات ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن
الجائزة استقبلت 4500 عمل إعلامي عربي هذا العام
راشد آل مكتوم، وهذا الإسهام هو مصدر فخر واعتزاز لنا، ومن بين تلك المبادرات "منتدى الإعلام العربي" و"جائزة الصحافة العربية" اللذين تنعقد في الشهر الجاري دورتهما الثالثة عشرة، وكلتا المبادرتين تعتبران امتدادا للرؤية السديدة وراء تأسيس "نادي دبي للصحافة"؛ فإطلاق المنتدى جاء بهدف إيجاد مساحة رحبة للحوار تجمع رموز العمل الإعلامي وقياداته في المنطقة لإقامة نقاش مهني جاد ومتوازن يهدف إلى تحليل الواقع الإعلامي ورصد التحديات التي تواجهه والفرص القائمة والممكنة لتطوير وتحديث الهيكل الإعلامي وما يقدمه من منتج ننشد له أقصى درجات الجودة سواء على مستوى القالب أو المحتوى، ومن ثم، نجح المنتدى خلال 13 عاما من ترسيخ سمعة طيبة كانت ثمرة جهد مخلص حرصنا فيه على حشد كافة مقومات النجاح من حيث اختيار الموضوعات أو ترشيح المتحدثين من أكبر وأهم الخبراء والمتخصصين والأكاديميين والمهنيين من ذوي الخبرات الطويلة والذين أسهموا ويساهمون في تشكيل واقعنا العربي عموما والإعلامي على وجه الخصوص، وكذلك من ناحية التنظيم الذي حرصنا أن يأتي مواكبا للمكانة التي تتمتع بها دبي كمركز عالمي متخصص في صناعة المؤتمرات العالمية والمعارض الكبرى. وقد اخترنا هذا العام شعار "مستقبل الإعلام يبدأ اليوم" تعبيراً عن اهتمامنا بالمستقبل وأن التحديات الحالية لابد وألا تشكل عائقا يحول بيننا وبين إعمال الفكر في صورة المستقبل وما يحمله من فرص يجب علينا التعاون في تحديد سبل استفادة الإعلام العربي منها نحو مزيد من التطوير والإجادة.
طموحات دبي
* تتميز مدينة دبي في مختلف المجالات والقطاعات بأن طموحاتها بلا حدود أو سقوف، وهي طموحات مفتوحة دائماً على آفاق واسعة، ومن بين تلك المجالات الإعلام بالتأكيد، كيف يتجلى هذا الطموح بشكل عام، وكيف يتجلى في منتدى الإعلام العربي بشكل خاص؟.
- طالما حظي الإعلام بالعناية في بلادنا، وقد أخذ هذا الاهتمام منحى جديداً في دبي في نهاية عقد التسعينيات... فطالما كان طموح دبي وراء مشاريعها التنموية الفريدة ليس فقط في طبيعتها ولكن في أسلوب تنفيذها ومباشرة تطورها وتعزيز مخرجاتها، حيث قررت آنذاك أن تقتحم مجال الاقتصاد القائم على المعرفة والاهتمام بمكونات هذا الاقتصاد الجديد والصناعات التي يعتمد عليها وأهمها تقنية المعلومات والإعلام، وكان هذا القرار الاستراتيجي إيذاناً بفجر مرحلة جديدة من العمل التنموي الجاد شهد مولد العديد من المشاريع المهمة التي كرست لنهضة دبي الاقتصادية الجديدة، فعقب النهضة الأولى التي قامت على قطاعات التجارة والخدمات والنقل، والتي بالمناسبة لا تزال تسهم إسهاما محوريا في الاقتصاد المحلي للإمارة، كان الانتباه إلى الاقتصاد الجديد الذي حفز دبي على منح اهتمام أكبر لقطاع الإعلام الذي شهد نموا كبيرا في الإمارة على مدار العقد الماضي؛ فعقب النجاح اللافت لمدينة دبي للإعلام، التي تأسست لتفتح المجال للإعلام العربي المهاجر بالعودة إلى الوطن العربي من جديد، بل وأيضا استقطاب الإعلام الإقليمي والعالمي، وما تلا تأسيس المدينة من مشاريع كبرى مكملة مثل: "مدينة دبي للاستوديوهات" و "المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي"، أصبحت المناطق الحرة الثالثة تضم حوالي 1200 شركة ومؤسسة إعلامية اختارت دبي لتكون مقراً رئيسا أو إقليميا لها. والسبب في ذلك، الاهتمام الحكومي الكبير وما تلاه من تسهيلات كبيرة في التأسيس والتشغيل والخدمات، والمميزات الكثيرة الممنوحة في إطار المناطق الحرة مثل الإعفاء الضريبي الكامل، والبيئة الداعمة للإبداع والخدمات اللوجستية والبنية الأساسية عالمية المستوى عالية الاعتمادية، وغيرها من العناصر التي قد لا يتسنى سردها جميعا هنا، حيث لا تزال تلك المجتمعات الإعلامية تنمو وتتزايد لما وجدته في كنف دبي من رعاية واهتمام. كما لا يمكن أن نغفل النجاح الذي حققته "مؤسسة دبي للإعلام" سواء على مستوى العمل التلفزيوني والإذاعي أو الصحافي وكذلك في مجال النشر والتوزيع والإعلام الإلكتروني، والذي أهلها لحصد العديد من الجوائز الإقليمية والعالمية لتحقق مكانة متقدمة بين المؤسسات الإعلامية العربية وهو نجاح نفخر ونعتز به.
وعند الحديث عن "منتدى الإعلام العربي"، فيمكننا القول انه عنصر مكمل لهذه الصورة المُشرّفة في مجتمع يَعي قيمة الإعلام، بل يراه شريكاً في بناء المستقبل. وفائدة المنتدى، كما يتضح من اسمه، تتخطى النطاق المحلي، فالهدف هو إيجاد محفل يسمح بالحوار بين القائمين على الإعلام في المنطقة العربية والعالم، ويفتح المجال للتأمل معاً في آفاق المستقبل الإعلامي واستحقاقات التطوير الحالية وصولاً إلى الأهداف المرجوة للقطاع من تأصيل القيم المهنية الرفيعة، وتحقيق جودة المحتوى وفائدته، وسمو الرسالة وتكامل مقومات وصول مضمونها النافع إلى الناس، وإبداع القالب وتفرّده وضمان تشجيعه للمشاهد والمتلقي على المتابعة، وقد لا يختلف اثنان على قيمة الحوار كركيزة لتحديد مواضع التطوير ومتطلباتها وأساس لعملية التطوير.
المنتدى والشباب
* عُرف عن دولة الإمارات اهتمامها بالشباب والاستثمار في تأهيلهم عليماً ومهنياً، ونرى تجليات هذا الاهتمام واضحة في المنتدى كل عام.. فماذا أعددتم للشباب في هذه الدورة، وما سر اهتمامكم بفتح المجال للشباب للتطوع للعمل إلى جانب فريق اللجنة التنظيمية خلال دورة انعقاده؟
- ترى دولتنا في الشباب الثروة الحقيقة والركيزة الأساسية في بناء النهضة الشاملة لبلادنا والأمل في مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، لذا كان الاهتمام بتوفير أفضل البيئات الراعية للشباب بتأسيس واستقطاب أرقى الجامعات والمعاهد العلمية، انطلاقا من إيمان القيادة العليا للدولة بأن الشباب هم من تبنى بسواعدهم الحضارات. ومن هذا المنطلق، وحرصا على المشاركة الإيجابية في تأهيل جيل واعد من الكوادر الإعلامية الوطنية القادرة على المشاركة بفاعلية في دفع عجلة تطوير إعلامنا المحلي، فقد حرصنا ومنذ دورات مضت على إشراك الشباب عبر فتح باب التطوع للعمل إلى جانب فريق اللجنة التنظيمية وبإشرافهم، تحقيقا لمجموعة من الأهداف أولا إكساب هؤلاء الشباب خبرة عملية في مجال التنظيم وإدارة الفعاليات الكبرى، ثانيا وربما الأهم، منح الشباب فرصة للاحتكاك المباشر مع قامات إعلامية رفيعة من نخب ورموز الإعلام العربي، حيث ان لقاء هؤلاء الشباب بهذه الكوكبة من كبار الكتاب والمفكرين والصحافيين والقيادات الإعلامية تحت سقف واحد وخلال فعالية واحدة ربما يكون أمراً نادراً وصعب التكرار في مكان آخر غير دبي، لما لهذا اللقاء من قيمة في محاورة تلك القامات الكبيرة والاستماع إلى آرائهم وربما مناقشتهم فيها، والاستفادة من النصائح التي قد يسديها هؤلاء الخبراء في مجال الإعلام لهم وتعينهم على بدء حياتهم العملية بأسلوب متخصص وسليم. هناك ايضا ورشة عمل أفردها المنتدى هذا العام للشباب من دارسي الإعلام وبالتعاون مع مؤسسة أكاديمية إماراتية مرموقة وهي "كلية محمد بن راشد للإعلام"، ونرجو أن يجد الشباب في هذه الورشة معرفة نافعة تعينهم على تحقيق طموحاتهم في هذا المجال.
الجودة والتميز هما المعيار
* هل هناك مراعاة للجانب الجغرافي في "جائزة الصحافة العريبة"، بمعنى هل تأخذ اللجنة بعين الاعتبار ضرورة أو أهمية ان تكون الجائزة من خلال مختلف فئاتها موزعة بشكل يراعي الجانب الجغرافي للعرب، أي هل هناك حصة ما للمغرب العربي أو الخليج العربي او بلاد الشام أو وادي النيل.. وهكذا؟.
- بالتأكيد نظام المحاصصة الجغرافية لا وجود له في جائزة الصحافة العربية التي تتبع نسقا واضحا من معايير الاختيار القائمة في الأساس على جودة وتميز العمل الصحافي المشارك، حيث ان لجان التحكيم تقوم بالاطلاع على الأعمال دون أن تدري أسماء أصحابها ولا اي دولة ينتمون، وذلك تأكيدا على حياد الجائزة ونزاهتها. ولا يوجد ما يدعونا لذلك، فالجائزة والحمد لله وبتوفيق منه، وبتعاون نخبة من أكبر الأسماء في عالم الصحافة العربية من خلال مجلس إدارتها، وكذلك من خلال لجان التحكيم التي تتمتع بقدر عال من الكفاءة المهنية المشهود لها، نجحت في بناء سمعة ناصعة على مدار سنواتها الثلاث عشرة، وبالتزامها الكامل بالقيم المهنية الرفيعة والتي تشكل سياجا متينا يحميها من شبهات التحيّز أو المحاباة، ما عزز ثقة المجتمع الصحافي العربي فيها من المحيط إلى الخليج، والدليل تنامي أعداد الأعمال المشاركة من داخل العالم العربي وخارجه، وهذا العام تلقت الجائزة ما يزيد على 4500 عمل من 33 دولة، ونعتز كثيرا بهذه الثقة التي ننظر لها بكل تقدير وتضع على كاهلنا مسؤولية متعاظمة للحفاظ على هذا التميز وصون تلك الثقة الغالية، مع تأكيدنا الالتزام التام بهذا النهج القويم الذي لن نحيد عنه أبداً.
13 عاماً من النزاهة والحياد
* هل لكم أن تحدثونا عن معايير الجائزة وكيف يتم تطبيقها والالتزام بها، وما هي آليات التطبيق للمعايير المهنية ونزاهة الجائزة؟
- أرست الجائزة منذ انطلاقها مجموعة من المعايير المهنية الواضحة التي لم تحد عنها طوال رحلتها على مدار 13 عاما كاملة، مع التزام كامل بأسس الحياد والنزاهة والموضوعية في المفاضلة بين الأعمال المتنافسة، كذلك الشفافية الكاملة في كافة مراحل التحكيم مع الاحتفاظ بالسرية التامة للأسماء والبيانات الخاصة بالمتنافسين، وهناك ايضا تدقيق كبير في اختيار أعضاء لجان التحكيم وهم من نخبة أهل المهنة والمتخصصين في مختلف فنونها وأفرعها، ولهم من الخبرة ما يؤهلهم لتطبيق معايير الاختيار بأسلوب مهني وحرفي واع ودقيق، كما أن مجلس إدارة الجائزة يضم مجموعة من أهم الأسماء في عالم الصحافة العربية ومن عدة دول عربية. والحفاظ على سرية الأسماء من أهم الأسس التي نحافظ عليها في كافة المراحل وذلك لنضمن للجائزة نزاهة الاختيار على الرغم من الثقة الكبيرة في نزاهة المحكمين. إلا أن الأسس المهنية تلزمنا بذلك، والنتيجة والحمد لله نجاح طيب واستحسان المجتمع الصحافي العربي.
مكانة مرموقة
* بعد كل هذه الانجازات، تستحق مسيرة الجائزة والمنتدى التقييم، كيف تنظرون إلى تلك المسيرة، وهل حققت أهدافها، وكيف، وما الجديد الذي يمكن أن يشكل إضافة نوعية لما تحقق؟
- نشعر بالفخر والاعتزاز عندما ننظر إلى مسيرة "منتدى الإعلام العربي" و "جائزة الصحافة العربية"، فهي مسيرة حافلة بالانجازات النوعية التي كان لها بصمتها المميزة وأثرها الواضح، ويكفينا فخرا أن جائزة الصحافة العربية أسست لنفسها مكانة مرموقة كأهم محفل للاحتفاء بالكفاءات والطاقات الصحافية المبدعة في العالم العربي، حيث نقوم كل عام بتكريم نخبة من المبدعين وعلى أعلى مستوى، ويسعدنا أن نرى تنامي الإقبال على الجائزة ما يؤكد نجاحنا في هذا المسعى، لما للتكريم من أثر في تحفيز الإبداع والتحسين في المنتج الصحافي العربي، ومن ثم إعطاء القدوة للأجيال الشابة في هذا المجال، وحثهم كذلك على اتباع النهج ذاته من الإبداع.
أما بالنسبة لمنتدى الإعلام العربي، فقد واصل على مدار ما يقرب من العقد ونصف العقد من الزمان رحلة قدم فيها العديد من الإسهامات، فعلاوة على قيمة الحوار البناء والذي يشارك فيه مجموعة من القامات الإعلامية الرفيعة المكانة والقدر، قدم المنتدى العديد من المبادرات المهمة وأذكر منها تقرير "نظرة على الإعلام العربي" الذي يعد بمثابة أحد أهم المراجع العلمية الموثقة بالأرقام والحقائق لتشخيص الواقع الإعلامي وتقديم قراءة قائمة على التحليل الموضوعي الدقيق وتصور لمستقبل الإعلام في المنطقة خلال السنوات المقبلة. ومن خلال هذه الدورة، سيتم الكشف عن مجموعة من المبادرات والتقارير المهمة التي تم انجازها بالتعاون مع جهات أكاديمية وبحثية ومهنية مرموقة، ونؤكد مرة أخرى التزامنا بالتطوير وتقديم مزيد من المبادرات والمشاريع الرامية إلى خدمة الإعلام العربي في مختلف مساقاته وتخصصاته.
مشاركون متميزون
* الضيوف والشخصيات التي تتحدث في كل دورة متكررة غالباً، ألا تخشون أن ينعكس هذا التكرار للمتحدثين على تكرار للموضوعات والقضايا التي يتم طرحها ومناقشتها، الأمر الذي ينعكس سلباً على مخرجات واهداف المنتدى، هل من توضيح لهذه الملاحظة؟
- اسمح لي أن اختلف مع هذه النقطة، حيث يراعي المنتدى التنويع في المتحدثين في دوراته المتعاقبة، وإذا حدث تكرار لظهور نفس الضيف، وهو أمر نادر الحدوث في المنتدى، فقد يرجع ذلك لعدة أسباب، أولها مجال التخصص والقدر الذي يتمتع به المتحدث من خبرة في هذا المجال، ومدى ارتباطه بالموضوع محل البحث والنقاش ومدى درايته به وقدرته على إثراء الحوار فيه، لذا فإن تفادي تكرار دعوته لمجرد أنه شارك من قبل قد لا يخدم الهدف الأهم من الحوار وهو تقديم معلومات وتجارب مفيدة ونافعة تفيد في إثراء النقاش وخروج الحضور بفائدة نوعية من ورائه، فالتميز بفرض علينا أحياناً، وإن ندر، معاودة دعوة بعض الخبراء والإعلاميين للحديث، ولا ضرر في ذلك إذا كان هؤلاء الأشخاص رموزاً لها مكانتها التي لا يختلف عليها اثنان في مجال تخصصها، وقد يشارك نفس الضيف في نقاش موضوعات مختلفة له فيها باع من الخبرة الطويلة الحاشدة بالدروس، وتفويت فرصة الاستفادة منها لمجرد عدم تكرار الظهور ربما يكون خطأ أكبر من تكرار ظهوره.
ثانياً، يحرص المنتدى دائما أن يكون المتحدثون المشاركون على أعلى قدر من التخصص في الموضوع الذي تتناوله الجلسة المنضمين إليها، والحمد لله، كانت الترشيحات دائما محل تقدير المشاركين وثنائهم، ولم نجد أي ملاحظات على أي من المشاركين في الدورات الماضية، وإن وردت بعض منها فيكون على أساس اختلاف وجهة نظر المتحدث عن قناعة صاحب الملاحظة، وهو أمر وارد نظرا لما يتيحه المنتدى من مساحة حرة للتعبير على الرأي بموضوعية وتوازن بعيداً عن أي تطرف أو مغالاة.
نجاح دبي لا يحتاج إلى ترويج
* يحكى دوماً عن دور مهم للإعلام في الترويج لإمارة دبي، وان ما حققته الإمارة على مختلف الصعد من نجاحات، سواء في عالم الاستثمار والسياحة والتكنولوجيا والخدمات وغيرها، يرتبط بشكل أساسي بدور الإعلام في حكومة دبي، هل يمكن تأكيد ذلك، وتوضيحه؟
- الإعلام ما هو إلا مرآة تعكس الواقع وتنقل ما يدور على الأرض من أحداث وتطورات، ونجاح دبي لا يحتاج إلى ترويج بل يجد طريقه إلى صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون، نظرا لحجمه وقيمته وأثره، ولا أتحدث فقط عن إعلام دبي، ولكن على مستوى الإعلام الإقليمي والعالمي... فالانجازات المتحققة في دبي والحمد لله، انجازات ضخمة نفخر بها وتضع بلادنا في مصاف الدول الأكثر تقدماً، وأهّلتنا أن نحتل مكانة متقدمة في مؤشرات الأداء العالمية ضمن مجالات وقطاعات عدة، فدبي تمكنت من تكريس نجاح مشرف كمركز عالمي لصناعة المال والأعمال، ونقطة ارتكاز محورية وبوابة أساسية للتجارة العالمية، ونجحت كذلك في إقامة أسس صناعة سياحة قوية مدعومة بسلسلة من المشاريع النوعية والتي جعلت من دبي مقصدا سياحيا مهما في المنطقة، ينافس أفضل المقاصد السياحية العالمية، وهناك استراتيجية طموحة لمضاعفة أعداد السياح لنحو 20 مليون سائح بحلول العام 2020، وهو العام ذاته الذي ستستضيف فيه دبي معرض "إكسبو الدولي" وهو أكبر معارض العالم وأعرقها تاريخاً... ويكفي أن أذكر أن هناك شركة صينية عالمية اختارت دبي مؤخرا لرحلة ترفيهية نظمتها لموظفيها الذي يزيد عددهم عن 16 ألف موظف، وهذا دليل على تميّز دبي كنقطة جذب سياحي متنامية الأهمية.. ومنذ أشهر قليلة أعلنت "طيران الإمارات" عن أكبر صفقة في تاريخ الطيران المدني بطلبات شراء ناهزت 99 مليار دولار، لتعزيز أسطولها الذي بات ينافس أكبر وأعرق أساطيل الطيران المدني في العالم، وهذه مجرد نماذج لانجازات مهمة تتحدث عن نفسها.
تقويم المسار الإعلامي العام
* كيف تنظرون إلى دور الإعلام العربي في مختلف القضايا بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، هذه الأيام، في ظل المتغيرات السريعة في مختلف المجالات، وهل تعتقدون انه يؤدي دوره كما يجب، أم انه ما زال يعاني من قصور ما.. ولا يستطيع ان يحتل مكانة عالمية مميزة في المشهد الإعلامي العالمي، ولماذا؟
- من المؤكد أن المشهد المرتبك الذي تهيمن ملامحه على مناطق عدة في عالمنا العربي ترك آثاراً واضحة على صفحة الإعلام العربي، مولدا ارتباكا مماثلا اختلطت معه المعايير وتبدلت معه القواعد، لاسيما مع دخول ظواهر جديدة إلى الساحة الإعلامية من أهمها انتشار منصات وشبكات التواصل الاجتماعي التي أفرزت ما بات معروفا باسم "الإعلام الاجتماعي" والذي ساهم في قلب العديد من الموازين الإعلامية واستحدث أنماطا إعلامية جديدة أثرت بوضوح على وسائل الإعلام التقليدية التي بات بعضها يعاني من مشكلات حقيقية تجلت في التخلي عن القيم الإعلامية القويمة، وانجراف البعض في تيار الانحياز البغيض والترويج للفتن وتكريس حالة الانقسام في المجتمع جراء أوضاع استثنائية بالغة التعقيد.
وفي ضوء ذلك، وعلى الرغم من وجود استثناءات مشرفة من مؤسسات تمكنت من النجاة من أن تكون رهن تلك الأوضاع وما فرضته من تحديات عامة وما نال منها قطاع الإعلام خاصة، تظهر بوضوح الحاجة إلى جهد جديد يساهم في تقويم المسار الإعلامي العام وتأكيد الثوابت المهنية التي تكفل الحفاظ على ما تبقى من المصداقية واستعادة بنائها لكسب ثقة المتلقي العربي من جديد.
إلى ذلك، أرى أن الإعلام العربي عليه أيضا أن يسارع الخطى في تحديد مسارات التطوير اللازمة وسبل سلوكها لمواكبة الركب العالمي سريع التقدم، لاسيما على مستوى التجهيزات التقنية، وإن تفاوت أداء المؤسسات العربية في هذا المجال وفق مجموعة من المعطيات أهمها توافر الموارد المالية اللازمة لتحقيق هذا الهدف، مع ضرورة الاهتمام بالشق الاقتصادي في العملية الإعلامية من أجل وضع الخطط الكفيلة بتوفير الموارد المادية اللازمة لدعم عمليات التطوير عبر تخطيط سليم يكفل الموازنة بين جودة المحتوى المفيد والنافع للمجتمع والمردود المادي، وهناك العديد من الأمثلة العربية الناجحة في هذا المضمار، والتي يشكل منتدى الإعلام العربي فرصة طيبة للاطلاع على تلك التجارب والتعلم منها وأخذ الدروس والعبر، كما أن المنتدى يضع العديد من التحديات التي يواجهها إعلام المنطقة العربية تحت المجهر للوقوف على أسبابها وأنجع السبل لمعالجتها من أجل تحقيق التطور المنشود.
لا محاباة ولا محاصصة
* عودة إلى جائزة الصحافة العربية، فالمتابع للجائزة منذ انطلاقتها يلحظ ان هناك دولة عربية بعينها دوماً لها حصة الأسد من الجوائز، هل من تفسير لهذه الملاحظة؟.
- هناك عوامل عدة قد تكون سببا في ذلك، مع العودة على التأكيد على حرص إدارة الجائزة التام ألا يكون هناك نوع من "الحصص" للدول، وكذلك عدم محاباة المتنافسين المنتمين لدولة بعينها على حساب الآخرين، حيث إن الجائزة لن يعود عليها ذلك بأي نفع أو مصلحة. وربما كان التفوق العددي للمشاركات من الدولة التي تشير إليها سبباً مباشراً في ذلك، فكلما كانت الأعداد المتقدمة من دولة واحدة أكبر، كانت فرصة وجود أكثر من فائز منها في الدورة الواحدة أكبر بصورة موازية، ولا شأن لنا على الإطلاق في ذلك ولا يمكننا وضع سقف لأعداد المشاركات من دولة واحدة، ولكن ربما يجدر بالمتنافسين من الدول الأخرى أن يشجعوا زملاءهم على المشاركة لتحقيق التوازن في أعداد الأعمال المشاركة من جميع الدول العربية، وهذا أمر يسعدنا لأنه يحقق أهداف الجائزة في التحفيز على التحسين والتجويد بين جميع منتسبي الصحافة في كافة أرجاء العالم العربي، وكذلك الصحافيين العرب المقيمين خارج المنطقة، حيث يصب ذلك في نهاية المطاف في مصلحة القارئ والمتلقي.
الظواهر السلبية في الإعلام
* شهدت الساحة العربية وما زالت مشهداً اعلامياً لا يخلو من التحريض والفتنة، وامتلأ الفضاء الإعلامي والإلكتروني بمساحة واسعة من الشتم والقدح وتفريغ الأحقاد ونشر الإشاعات وتزوير الوقائع وتضليل المشاهد والمتابع والقارئ، هل لمثل هذه الإشكالية مكان للنقاش والجدل في المنتدى، وكيف؟
- للأسف هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على الفضاء الإلكتروني بل وجدت طريقها أيضا إلى بعض الفضائيات والصحف وهي أمر يدعو للأسى، لذا يتناول المنتدى هذا العام الظواهر الجديدة في الإعلام العربي، بكل إيجابياتها وسلبياتها، بما في ذلك تنامي أثر منصات التواصل الاجتماعي، حيث سيتم مناقشة هذا الموضوع في جلسة رئيسية ضمن فعاليات اليوم الأول للمنتدى، كما سيتضمن اليوم الثاني جلسة رئيسية كذلك ستتطرق إلى موضوع التحريض والفِتَن ودور الإعلام في انتشار هذه الظاهرة السلبية، وهذا شق مهم يعنى به المنتدى؛ فالنقاش لا ينصب فقط على الإيجابيات ولكنه يتطرق أيضا إلى السلبيات لتحليلها والوقوف على أسبابها وأفضل السبل لعلاجها واستئصالها بما يعيد للمشهد الإعلامي توازنه واحترامه وسمعته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.