كنا في الرياض العاصمة الكبيرة مبنى ومعنى على موعد مع الفرح.. فرح ممزوج بفخر بقائد هو ملئ القلب والبصر.. قائد يمثل شيم العرب - عرب الإسلام عزاً وكرامة.. قوة وعدلاً - خادم لبيتين ما على البسيطة أكرم ولا أعزم ولا أجل منهما، من فخره دائماً خدمة البيتين، أذكر ذلك وأتذكر قول والدي الذي يتمتع في عقده العاشر - أطال الله عمره وأحسن خاتمته - الذي يذكر مقولة للملك عبد الله أمام أحد القادة فتذرف عيانا والدي، عندما أشاد ذلك القائد بالمملكة قائلاً (إنها تمتك أغلى ما في العالم وهو البترول)، قال له خادم الحرمين: لا.. بل نملك ما هو أغلى.. الحرمان الشريفان..!! نظرة منه - حفظه الله - إلى القيمة التي لا يمكن أن تزول، قيمة روحية تعلو بصاحبها تمسكاً وتوكلاً لا يمكن أن يخيب.. استمعوا إليه وهو يخاطبكم أنه لا يصلكم بفضله ولا بقوة دولته.. دائماً يكلكم ويكل نفسه ودولته بالواحد الأحد. رجل لا يختلف اثنان على أنه أنموذج للقائد المتواضع لله المحب لشعبه المؤمن بأن هذه البلاد لن تُخذل أبداً ما دام أهلها متمسكين بعقيدتهم محافظين على هويتهم فخورين بثوابتهم. أجزم أنه قائد مختلف في زمن لا ثوابت فيه ولا قيم إلا قيم القوة والجبروت.. لذا فهو - رعاه الله وسدد خطاه - يؤكد دائماً أن قوتنا تكمن في تمسكنا بعقيدتنا. الثلاثاء العشرين من شوال 1426ه يوم مختلف لأهل الرياض بل لكل شبر في الوطن.. الثلاثاء يوم الحب الكبير بين الشعب والقيادة، لا نقول نجدد الولاء فالولاء - والحمد لله - ثابت كثبات جبال طويق والسراة.. ولكن نقول نفرح بأن الحب يتجدد يوماً بعد يوم. ما أجمل أن يعيش الإنسان ساعات يجدد فيها الحب للمحبوب فذلك هو عرس الرياض إنه تجديد الحب لا تجديد الولاء. قد لا يدرك البعيد ماذا يعني القائد والمواطن في هذه البلاد، إنه لا يعني إلا شيئاً واحداً رجال يسهرون ورجال ينامون محفوفين برعاية الله وعنايته ثم سهر هؤلاء. فرح الرياض الكبير بالقائد الهمام عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير الجواد سلطان بن عبد العزيز ما هو إلا عنوان المحبة الصادقة بين القيادة والشعب قيادة مخلصة وشعب وفيٌّ صادق في مشاعره.. دام الوطن عزيزاً بإسلامه قوياً بقيادته سعيداً بشعبه.