تظاهر عشرات من سكان الدجيل (شمال بغداد) أمس الأربعاء مطالبين المحكمة العراقية الخاصة التي بدأت محاكمة الرئيس السابق صدام حسين أمس بإعدامه مع أفراد عائلته (قصاصاً على ما اقترفت يداه) بحقهم. وتجمع عشرات في وسط البلدة، حيث شددت الإجراءات الأمنية تحسباً لأي طارئ رافعين لافتات كتب عليها: (سكان قضاء الدجيل يطالبون بإعدام الطاغية صدام حسين) و(اللعنة على صدام والبعثية) و(نطالب بإعدام صدام) و(أعدموا صدام حسين) و(الموت للمجرم). كما رفع المتظاهرون صوراً لأقاربهم الذين قتلهم (النظام البائد) وأخرى للمراجع الشيعية وخصوصاً علي السيستاني. وهتف المتظاهرون (الموت لصدام) و(كلا كلا لبقاء صدام حياً). وطالب بعضهم (بإحضار بناته من الخارج لإعدامهن كما أعدم صدام أولادنا). ولا تزال آثار الخراب ماثلة في البلدة، حيث قتل 143 شخصاً ستكون قضيتهم أول ما سيحاكم عليه صدام حسين اليوم مع سبعة من معاونيه.. ولا يتجاوز عدد سكان البلدة التي تبعد مسافة ستين كيلومتراً إلى الشمال من بغداد 50 ألف نسمة غالبيتهم من الشيعة. وقال رسول عباس (21 عاماً) أحد سكان القرية لفرانس برس وهو يرفع صورة شقيقه وابن عمه: (نحن نريد إعدام صدام حسين.. ابن عمي وأخي شهيدان.. كلهم أعدمهم صدام). وتتذكر منى زيدان (25 عاما) كيف اعتقل الحرس الخاص بصدام حسين شقيقها والعديد من أهالي البلدة. وقالت: (اخذوا أخي من بين أيدينا.. كانت زوجته في شهرها السابع وأعدموه ولا نعرف حتى الآن أين توجد جثته). وأضافت: (لقد دمروا 13 منزلاً من منازل أقاربنا وتركونا في العراء). وبدورها قالت هدية نجم (50 عاما): (أخذ صدام خمسة من إخوتي أصغرهم كان في الحادية عشرة من العمر وأعدمهم جميعاً لذلك أطالب بإعدامه وإعدام بناته وكل عائلته). من جانبه اعتبر حسين زيدان أن (محاكمة صدام لا تكفينا، فقلوبنا لا تزال تشعر بالمرارة والحسرة والألم مما حصل). وأضاف رافعاً يديه إلى للسماء (الله أكبر، قلبه لم يشفق حتى على الأطفال والنساء). وأفاد مصور فرانس برس أن المدينة شهدت إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة، حيث وضعت نقاط تفتيش على مداخل ومخارج المدينة يتم خلالها تفتيش جميع السيارات والتدقيق في هويات الواصلين والمغادرين. وبالمقابل خرج أمس الأربعاء عشرات من أنصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إلى شوارع تكريت مسقط رأسه قبل بدء محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في محكمة ببغداد. وشددت قوات الشرطة والجيش مدعومة بقوات أمريكية إجراءات الأمن في البلدة التي تقطنها أغلبية سنية وتبعد 175 كيلومتراً شمالي بغداد والتي كانت تسكنها أسرة صدام. واحتشد عشرات الشبان ورددوا هتاف (يعيش صدام حسين) وحملوا لافتات كتب عليها (يسقط الاحتلال) ووصفوا الحكومة الجديدة بأنها دمية في يد المحتلين. وراقبت الشرطة العراقية ما يحدث عن كثب لكنها لم تتدخل. واتهم صدام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتعلق بقتل أكثر من 140 شيعياً بعد أن حاولت مجموعة من الشبان الشيعة اغتياله قرب بلدة الدجيل على مسافة 60 كيلومتراً شمالي بغداد عام 1982. وقال الطالب داود فرحان (18 عاماً) (المحاكمة ظالمة.. يجب أن يحاكموا الذين يمزقون العراق وشعبه).