شهد العراق أمس، تظاهرات مؤيدة ومعارضة لمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، بالتزامن مع مثوله للمرة الثانية أمس أمام المحكمة الجنائية العليا. ففي قرية الدجيل شمال التي يتهم الرئيس السابق بقتل 147 من أبنائها اثر محاولة لاغتياله عام 1982، تظاهر عشرات العراقيين مطالبين بإعدامه. ورفع متظاهرون من الرجال والنساء الذين تجمعوا وسط القرية لافتات طالبت بإنزال أقسى العقوبات في حق صدام مثل"نطالب بإعدام صدام الكافر وزمرته الفاسدة"، و"الارهاب وصدام توأمان لا ينفصلان الا بالموت"، و"صدام كلب والبعث عنوانه". كما رفع المتظاهرون صوراً لأقارب لهم قتلوا على أيدي النظام بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها موكب صدام في هذه القرية. وفي تكريت مسقط رأس الرئيس السابق، تظاهر مئات العراقيين وسط المدينة احتجاجاً على محاكمته. وأفاد مراسل وكالة"فرانس برس"أن حوالي 500 عراقي تجمعوا أمام مسجد"صدام الكبير"وسط المدينة رافعين صور الرئيس المخلوع المختلفة بملابسه العسكرية والعربية التقليدية وحتى الكردية. وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لصدام من بينها"بالروح بالدم نفديك يا صدام"و"الموت للحكومة الجعفرية"، و"كل العراق ينادي صدام عز بلادي"، و"الله أكبر يا عرب هذه المحاكمة ظالمة". ونظمت التظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة، في حين اقتربت دورية عسكرية أميركية منها، ثم غادرت عائدة أدراجها. وفي قرية العوجة المتاخمة لتكريت، تظاهر حوالي300 شخص احتجاجاً على المحاكمة، وهم يحملون صوراً للرئيس المخلوع، ولافتات كتب عليها"لا للجعفري ... لا للمحكمة الشرعية"و"الحكومة غير شرعية". وقال ميسر أحمد 30 عاماً إن"صدام حسين ما زال الرئيس الشرعي للبلاد ولا تجوز محاكمته من المحتل، ونطالب بإجراء محاكمة عادلة". أما ميادة زيدان 20 عاماً فاعتبرت:"لا نؤمن ولا نرضى بهذه المحكمة غير الشرعية"، مؤكدة أنها"لا يجوز أن تجري إلا بوجود الأممالمتحدة، وليس في ظل حكومة تسيرها الأحزاب".