يعتبر التسمم الحملي من الحالات الشائعة التي قد تحدث في مراحل الحمل والتي تؤدي إلى مضاعفات قد تكون شديدة على الأم الحامل والجنين وهذا ما يقلق المختصين في أمراض النساء والتوليد الذين يحاولون اكتشاف هذه الحالات في مراحل مبكرة والتعامل معها بطريقة طبية حديثة للتقليل من المخاطر المرضية التي قد تنتج عنها مضاعفات خطيرة لدى الحامل. وللاطلاع على هذا الموضوع التقينا الدكتور محمود سلطان استشاري أمراض النساء والولادة بمركز الحبيب الطبي. تسمم الحمل وأسبابه هل لك أن تطلعنا على تعريف تسمم الحمل وأسبابه؟ إن مرض التسمم الحملي هو مرض عادة يصيب المرأة الحامل ذات العمر الأقل من العشرين عاماً والأكثر من ثلاثين عاماً، ويحدث بعد الأسبوع العشرين من الحمل، والتسمم الحملي يدعوه العامة بالزلال وهو حالة تتعرض لها الحامل في أشهر الحمل الأخيرة وتتجلى بحدوث تورم صباحي في الوجه واليدين تسبقها زيادة سريعة بالوزن نتيجة انحباس السوائل ولا يلبث أن يليها ارتفاع في ضغط الدم الشرياني ومن ثم ظهور الزلال (بروتين) في البول وقد تدخل الحامل في حالة من الاختلاطات مع فقد الوعي. وأسباب التسمم الحملي لا تزال مجهولة بيد أنه يرافق بعض الحالات المرضية كارتفاع الضغط الشرياني المزمن وداء السكري وبعض أمراض الكلية وأمراض الجهاز المناعي مثل الذئبة الحمراء. وهو يظهر عادة في الحمل الأول إلا أنه قد يحدث في حالات الحمل التالية وعادة ما يعود الضغط الشرياني إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة إلا إذا كان ارتفاعه من النوع المزمن. ولكن الفرضيات تشير إلى وجود إنزيمات تفرز من قبل المشيمة في الحمل الطبيعي تقضي على المواد القابضة للأوعية الدموية، وفي حالة الإصابة بتسمم الحمل تنقص هذه الإنزيمات وبالتالي تزيد المواد القابضة للأوعية مما يؤدي إلى وصول الدم بنسبة أقل إلى الجنين فيقل نموه ويرتفع ضغط الدم، ويقل وصول الدم إلى الكليتين. وهناك احتمال أن تصاب المرأة الحامل بهذا المرض بنسبة أكبر إذا كان لها أم أو أخوات أصبن بهذا المرض. الأعراض وما هي الأعراض المصاحبة لهذا التسمم؟ إن أهم أعراض التسمم الحملي هي ارتفاع ضغط الدم، لكنها قد تكون بلا أعراض في المراحل المبكرة لكن الاختبارات الدورية في فترة الحمل من الممكن أن تشير إلى وجود علامات تحذيرية وفي مرحلة متأخرة، وتظهر على الأم أعراض مثل الصداع والقيء ومشاكل في النظر وتسمم الحمل قابل بوجه عام للعلاج عن طريق تناول العقاقير والراحة، لكن الفشل في السيطرة على الحالة قد يتسبب في ولادة مبكرة قبل اكتمال نمو الجنين، لكن ترك الحالة بلا علاج قد يجعلها تتطور إلى ما يعرف بالتشنج النفاسي، التي تتميز بتشنجات تعرض صحة كل من الأم والجنين للخطر ومن الأعراض أيضاً ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع نسبة عالية من الزلال في البول وزيادة في الوزن نتيجة احتجاز السوائل بالجسم وتورم بالعينين واليدين ويحدث التسمم بعد الأسبوع العشرين من الحمل ويكثر لمن يعانون من الأمراض الآتية أمراض الكلي والكبد ومرض السكر وارتفاع ضغط الدم. المرض الوراثي علاجه ومضاعفاته ما هي الطرق الكفيلة للعلاج من تسمم الحمل والمضاعفات؟ الطرق المتبعة التقليدية لعلاج التسمم الحملي قد تغيرت مع الزمن وعلاج تسمم الحمل يتوقف على شدة التسمم أو مدى ارتفاع ضغط الدم أو كمية الزلال في البول وتتراوح بين إنهاء الحمل في الحال إذا كانت هناك أعراض مثل التشنج العصبي أو استعمال الأدوية, ويفضل استعمال الأدوية في الحالات البسيطة من ارتفاع في الضغط وعدم وجود زلال في البول وبالنسبة للمضاعفات في بعض الأحيان يتطور تسمم الحمل إلى ما يسمى HELLP وهي تعني باختصار اختلاطات في وظائف الكبد وتخثر في الدم مع نقص دم حاد, وهي تعتبر من الاختلاطات الخطيرة وتستدعي أن تكون المريضة في العناية المركزة وتحتاج لعلاج مكثف من فريق طبي من أطباء الدم والنساء والولادة وطبيب باطني وقد تأخذ أياماً إلى أن تستعيد المريضة عافيتها. درجاته هل تتفاوت درجات التسمم الحملي لدى النساء؟ إن التسمم الحملي له درجات مختلفة تصنف تبعاً لمستوى الضغط الشرياني وتتجلى الدرجات الخفيفة منه بزيادة الوزن السريعة وتورم الوجه واليدين وأكثر ما تلاحظ في الصباح وهي تتطور إذا لم تعالج إلى درجات أكثر تقدماً. أما الدرجات الشديدة فيزداد فيها ارتفاع الضغط الشرياني ويشح البول ولا تلبث أن تشكو المريضة من أعراض حادة كصداع شديد لا يستجيب للمسكنات وتحدث آلام حادة في البطن وزغللة في النظر ثم تبدو عليها اختلاجات معممة تشبه الصرع تتناوب مع فترات من السبات ويقال لهذه الحالة تشنج النفاس أو ارتجاج النفاس وهو في غاية الخطورة على حياة كل من الحامل والجنين على حد سواء.يؤدي التسمم الحملي إلى تأخر نمو الجنين أو موته داخل الرحم تبعاً لشدة المرض. وتتضمن الوقاية منه المحافظة على زيادة الوزن ضمن الحدود الطبيعية والمثابرة على الزيارات الدورية وتستدعي الحالة في الدرجات الخفيفة اللجوء إلى الراحة في السرير مع الاضطجاع على أحد الجانبين لتنشيط الدورانين الكلوي والرحمي والحمية عن الملح وقد تدعم ببعض العلاجات أما الدرجات الشديدة فتستدعي التنويم في المستشفى مع المعالجة ببعض الأدوية بغية المحافظة على الدوران الكلوي وخفض الضغط الشرياني وينهي الحمل في الحالات التي لا تستجيب للمعالجة وتظهر تأثراً على الجنين بصرف النظر عن عمر الحمل.وخلاصة القول إن التسمم الحملي الشديد وتشنج النفاس من أخطر الحالات التي يمكن أن تتعرض لها الحامل وهو مرض يتناول الأجهزة كافة كالدماغ والكبشد والكليتين والرئتين.