إن ارتفاع التوتر الشرياني الحملي (تسمم الحمل) من أهم المشاكل التي تواجه أطباء التوليد والتي تؤثر بشكل مباشر على الأم والجنين ولذلك يعتبر من أهم أولويات متابعة الحمل بزيارات متكررة وذلك لاكتشاف هذه المشكلة مبكراً والتعامل معها بعناية فائقة وذلك للتقليل من المضاعفات الخطرة لهذا المرض.. ويصادف ارتفاع التوتر الشرياني أثناء الحمل في مجموعة من الحالات بعضها ناجم عن الحمل حصراً، والبعض الآخر يكون موجوداً قبل الحمل الا انه يزداد سوءاً مع تقدمه ويسهم ارتفاع التوتر الشرياني في سدس الوفيات الولادية اضافة إلى العديد من الوفيات حول الولادية والجدير بالذكر أن معظم هذه الوفيات يمكن تفاديها بإذن الله إذا امكن كشف المرض في مراحله المبكرة. تصنيف ارتفاع التوتر الشرياني أثناء الحمل (تسمم الحمل) لقد تم وضع تصانيف عديدة لارتفاع التوتر الشرياني أثناء الحمل منها: 1 - ارتفاع التوتر الشرياني الحملي وهو الذي يحدث أثناء الحمل فقط ليتراجع بعد الولادة وينقسم بدوره إلى ثلاثة اشكال هي: 1 - ارتفاع التوتر الشرياني دون زلال البول أو وذمه مرضية. 2 - ما قبل الارتعاج (التشنج) مع وجود زلال في البول أو وذمة مرضية ويقسم بدوره تبعاً لحدثه إلى خفيف وشديد. 3 - الارتعاج (التشنجات) مع زلال وذمة مرضية واختلاجات. ب - ارتفاع التوتر الشرياني المتزامن مع الحمل وهو ارتفاع التوتر الشرياني الذي يكون موجوداً قبل الحمل ويستمر بعد الولادة. ج - ارتفاع التوتر الشرياني المتفاقم اثناء الحمل وهو ارتفاع التوتر الشرياني المزمن الذي يزداد سوءاً أثناء الحمل. يعرف ارتفاع التوتر الشرياني الحملي بانه بلوغ التوتر الشرياني أثناء الحمل إلى 140/90 ملم زئبق أو أكثر أو ارتفاع التوتر الانقباضي بمقدار 30 ملم زئبق أو أكثر والانبساطي بمقدار 15 ملم زئبق أو أكثر على أن يقاس التوتر الشرياني على مرتين بفاصل ست ساعات ويعرف زلال البول بوجود البروتين في البول بمقدار يتجاوز 0,3 غم/ليتر/24 ساعة أو بكثافة أعلى من 1غم/ل في كل من عينتي بول مأخوذتين بفاصل ست ساعات أو اكثر، اما الوذمة (التورم) فتعرف بتراكم السوائل الذي يؤدي إلى زيادة وزن الحامل بمقدار 2,4 كغم في الاسبوع، أو ظهور وذمه دائمة تبدو بضغط الاصبع + 1 أو أكثر بعد استراحة المريضة في السرير لمدة اثنتي عشرة ساعة وتتصف الوذمه المرضية بكونها صباحية تتوضع في الوجه واليدين بصورة خاصة. تعرف حالة ماقبل الارتعاج أو ما تعرف بالبريكلامسيا أو تسمم الحمل بوجود كل من ارتفاع التوتر الشرياني الحملي ووذمه وزلال بالبول بعد اسبوع الحمل العشرين (ماعدا في حال الرحى العذارية = الحمل العنقودي حيث يمكن لها أن تظهر في آواخر النصف الاول من الحمل). اما الارتعاج فيعرف بظهور اختلاجات معممة عند حامل مصابة بما قبل الارتعاج شريطة ألا يكون لديها سبب آخر للاختلاج (الصرع). ويعرف ارتفاع التوتر الشرياني المزمن المتزامن مع الحمل بارتفاع التوتر الشرياني الذي يكون موجوداً قبل الحمل أو يبدو قبل اسبوعه العشرين والذي يستمر لأكثر من ستة أسابيع بعد الولادة.