يقوم كشف الحوامل اللواتي لديهن عوامل تؤدي إلى تعرضهن للاصابة بتسمم الحمل على تمييز العاليات الخطورة منهن ممن يتصفن العوامل التالية وهن البكريات أو وجود استعداد عائلي للاصابة وحالات الحمل المتعدد أو إذا كان لديهن داء السكري وفي حالة وجود أمراض وعائية مزمنة أو أمراض الكلى أو حالات استسقاء الجنين أو إذا كان الحمل عنقوياً.. ويحذر خاصة من زيادة وزن الحامل المفاجئة أو ارتفاع التوتر الشرياني الانبساطي في نصف الحمل الأخير وتراقب هؤلاء الحوامل على فترات متقاربة لا تتجاوز الاسبوعين في كل من شهري الحمل السابع والثامن واسبوعيا عند دخول الشهر التاسع وقد ثبت ان مدرات البول لها أضرار بالغة أثناء الحمل إذا استخدمت في علاج حالات ارتفاع التوتر الشرياني الحملي حيث تؤدي إلى الحد من التروية الكلوية والدوران الرحمي المشيمي وهي تؤدي إلى استنزاف الصوديوم والبوتاسيوم ونقص الصفيحات الدموية عند الوليد وقد اثبتت الدراسات الفائدة الكبيرة من استخدام الاسبرين والمركبات الأخرى المضادة لوظيفة الصفيحات الدموية في الوقاية من حالات تسمم الحمل. لا توجد معالجة دوائية شافية لحالات تسمم الحمل وتختلف خطة العمل تبعاً لحدة المرض ففي الحالات الخفيفة تنصح الحامل بالراحة في السرير بوضعية الاضطجاع الجانبي مما يسهل طرح السوائل المتراكمة في جسمها ويمنع اعطاؤها أياً من المدرات البولية إضافة إلى التقيد بحمية متوازنة دون تقنين الملح إلى درجة شديدة، ويرصد الجنين اسبوعياً الراحة والشدة، كما يراقب نموه وكمية السائل الأمنيوسي أو ما يعرف بماء الجنين أو سائل السلس وذلك بواسطة الأشعة الصوتية كل اسبوعين وكذلك يتم اجراء ما يعرف بالفحص الحركي الحيوي عن طريق الاشعة اللاصوتية Biophysical والدوبلر وتكرر الاختبارات المذكورة بشكل متقارب في الحالات الشديدة خصوصا إذا ترافق وجود زلال البول مع ارتفاع التوتر الشرياني. تقبل المريضة في المستشفى إذا ساءت حالتها بالرغم من اتخاذ الاجراءات المذكورة أو لعدم تعاونها في تطبيق تعليمات الطبيب المعالج ويصبح ذلك الزاميا إذا تجاوز الضغط معدل 140/90ملم زئبق خاصة إذا رافقته العلامات الأخرى الدالة على اشتداد حدة المرض وتتلخص خطة العمل في المستشفى بأخذ قصة سريرية دقيقة مع اجراء فحص سريري شامل وتقويم حالة الحمل من حيث سنه وحجم الجنين ووضعه داخل الرحم كذلك الراحة التامة في السرير بوضعية الاضطجاع الجانبي لتسريع انطراح السوائل والصوديوم وتحسين وظائف الكلية ومعايرة كمية السوائل المأخوذة والمطروحة يومياً ويتم وزن المريضة كل صباح وقياس التوتر الشرياني كل ست ساعات وفحص الوذمة يومياً ومعايرة الزلال المطروح في البول خلال أربع وعشرين ساعة كمياً ومعايرة خضاب الدم والهيموتكريت واليوريك أسيد والكرياتنين واختيارات وظائف الكبد وعدد الصفيحات الدموية مرتين اسبوعياً وفحص قعر العين لمراقبة أوعية الشبكية وكشف التغيرات الطارئة عليها من حيث درجة تشنجها ويستدل على تحسن حالة المريضة بالسيطرة على التوتر الشرياني وتناقص الوزن وبقائه ضمن حدوده الدنيا وتحسين كمية البول لأكثر من 1500 سم3 يوميا وعدم تراجع وظائف الكليتين وتصفية اليوريك أسيد والكرياتنين ويحافظ على التدبيرات السابقة إلى ان ينضج عنق الرحم فيحرض المخاض وتجري الولادة. ويدل على سوء حالة المريضة وتفاقمها استمرار التوتر الشرياني بالارتفاع وزيادة الوزن واشتداد الوذمة ونقص كمية البول مع زيادة الزلال وكذلك ارتفاع مستوى اليوريك أسيد والكرياتنين في الدم وتناقص تصفيتهما وتكثف الدم بدليل ارتفاع مستوى الخضاب والهيموتكريت واشتداد التبدلات الطارئة على أوعية شبكية العين وظهور الأعراض الدالة على قرب حدوث التشنجات. والجدير بالذكر ان تناقص الوزن وزوال الوذمة ليسا دليلين على تحسن حالة المريضة ما لم يترافقا بتغيرات مماثلة في الأعراض والعلامات الأخرى. ومع ان الهدف من معالجة المريضة المصابة بالدرجات الشديدة لتسمم الحمل هو تحسن وظائف الكليتين إلا ان ذلك لا يمكن تحقيقه في أكثر الحالات لذلك تقنن السوائل المعطاة ضمن الحدود التي تستطيع المريضة طرحها تعتبر سلفات المغنزيوم من أفضل المسكنات المعطاة في الدرجة الشديدة لتسمم الحمل وحالات التشنجات إذ تؤدي إلى احباط النقل العصبي العضلي وتثبيط فاعلية استثارة الجهاز العصبي المركزي كما انها تخفف من تقلص العضلات الملساء. لذلك تتجلى تأثيراتها الحميدة بكبح التشنجات ومنع حدوثها أو تكرارها دون أن تؤدي إلى خمول الجهاز العصبي المركزي كما انها تخفف من مقوية الأوعية الدموية فتساعد على خفض التوتر الشرياني علماً بأنها لا تستعمل خافضا له وتزيد من البول اضافة إلى ذلك فهي تحسن من حالة الدوران الدماغي واكسجة النسج العصبية. وتتضمن محاذيرها تثبيط تقلصات العضلة الرحمية وعضلات التنفس وتعارضها مع وظيفة النقل القلبي فهي سليمة بالنسبة للحامل والجنين إذا أعطيت بمقاديرها الدوائية إذ تتوقف التشنجات خلال فترة قصيرة وتستعيد المريضة وعيها بشكل مقبول وتتجلى أعراض الانسجام بسلفات المغنزيوم بتثبيط التنفس وتوقف القلب وترتبط ارتباطا وثيقا بكثافة العلاج في الدم. إذا استمر ارتفاع التوتر الشرياني الانقباضي أو تجاوز 160 - 180 ملم زئبق والانبساطي 110 ملم زئبق تصبح السيطرة عليهما ضرورة ملحة ويعتبر الهيدرلازيف العلاج المفضل لذلك حيث يخفض التوتر الشرياني ويحافظ عليه في مستوى سليم لبضع ساعات خاصة أثناء المخاض ويماثل تأثيره على أوعية الدماغ وجريان الدم فيها عمل سلفات المغنزيوم ولكن بدرجة أشد ويكون تأثيره أضعف بكثير إذا أعطي عن طريق الفم.