صحيفة عناية (توعية صحية) - د. لجين كامل السليماني : تسمم الحمل هو انتكاسة صحية تحدث عادةً أثناء الحمل وفي بعض الأحيان بعد الولادة ، وقد تتطور لحالة صحية خطيرة تسمى التشنج الحملي ،إن المسبب الحقيقي لها غير معروف... تسمم الحمل هو عبارة عن: 1- إرتفاع في ضغط الدم 2- ظهور زلال في البول عند التحليل ما هي الفئات المعرضة للإصابة بتسمم الحمل؟ من الصعب تحديد ذلك ولكن تكون المرأة الحامل معرضة للإصابة بدرجة كبيرة إذا: - كانت في حملها الأول - كانت في حملها الأول من زوج آخر - كان عمر الحامل أكثر من أو يساوي 40 عاماً - كانت أم أو أخت الحامل قد أصيبت بتسمم الحمل من قبل - كانت الحامل قد أصيبت بتسمم الحمل في حملها السابق - كان معامل كتلة الجسم BMI أكثر من أو يساوي 35 أي ما يقارب 90 كيلوجرام أو أكثر - كانت حامل بأكثر من جنين واحد - كانت الحامل مصابة بارتفاع ضغط الدم أو مشكلات في الكلى أو داء السكري قبل الحمل ماهي أعراض تسمم الحمل؟ في حالة الإصابة بتسمم الحمل الخفيف لاتظهر أي أعراض وإنما تكتشف الإصابة في فترة المراجعة الدورية أثناء الحمل. أما في حالة الإصابة بتسمم الحمل الشديد فتظهر الأعراض كالتالي: 1- صداع 2- زغللة في النظر 3- الإحساس بالتعب 4- ألم في البطن 5- غثيان وقيء 6- ارتباك ذهني 7- ضيق في التنفس إن انتفاخ كاحل القدم يعد علامة طبيعية أثناء الحمل إلا أنه يعد أيضاً أحد أعراض تسمم الحمل. إن خطورة الأعراض السابقة تدفع من يلاحظ ظهورها إلى طلب المشورة الطبية في الحال ، وفي حالة الشك في تواجد هذه الأعراض يمكن للمصابة الإتصال على وحدة النساء والولادة في المستشفى القريب من السكن. كيف يمكن أن يؤثر تسمم الحمل على سلامة الجنين؟ إذا حصل إرتفاع في انزيمات الكبد في الدم ويدل ذلك على حدوث تلف في الكبد ، وكذلك في حالة إنخفاض نسبة الصفائح الدموية وهي المسؤولة عن تخثر الدم . في حالة الإصابة بتسمم الحمل ، ما هو أفضل وقت لولادة الجنين؟ عندما تسوء الأعراض وتؤثر على صحة الأم والجنين تصبح الولادة في فترة مبكرة أمراً ضرورياً، وفي هذه الحالة يجب التأكد من اكتمال نمو الرئتين عند الجنين قبل الولادة وذلك بإعطاء حقنتين من دواء الكورتيزون الستيرويدز وذلك لتقليل نسبة حصول صعوبات في التنفس للأطفال حديثي الولادة. أما في حالة الإصابة بتسمم الحمل الخفيف فيتم متابعة الحامل لضمان سلامة الأم وسلامة الجنين إلى أن يحين موعد الولادة( تلقائية أو محفزة). ماذا يحدث بعد الولادة؟ يتم متابعة الحالة بدقة حتى بعد الولادة، لأن 50% من حالات الإصابة يتشنج الحمل تحصل بعد الولادة ، وقد يتطلب ذلك البقاء في المستشفى لعدة أيام وقد يستدعي الأمر إعطاء أدوية خافضة للضغط. وفي حالة عدم انخفاض ضغط الدم للمعدلات الطبيعية بعد ستة أسابيع من الولادة أو تواجد زلال في البول عند التحليل فإنه يتم تحويل الحالة للأخصائي المسؤول ليحدد بدوره العوامل المؤثرة في المرض والحلول والعلاجات المبدئية قبل حصول الحمل القادم. في حالة حصول حمل في المستقبل يجب على الأم الحامل المتابعة بدقة وحضور كافة الزيارات أثناء فترة الحمل ويتم في هذه الفترة التالي: 1- فحص الدم ( صورة كاملة للدم ، معامل تخثر الدم، وظائف الكبد والكلى). 2- فحص الموجات الصوتية ( التلفزيونية) لقياس نمو الطفل وسلامته وفي أثناء الولادة للأم المصابة يتم معاينة معدل تسارع نبضات القلب للجنين بطريقة مستمرة. ما هي مضاعفات تسمم الحمل؟ الفشل الكلوي ، الفشل الرئوي ، التلف الكبدي ، التشنج الحملي متلازمة هيلب(HELLP syndrome ): وهي عبارة عن تكسر في كريات الدم الحمراء وارتفاع في انزيمات الكبد وانخفاض في نسبة الصفائح الدموية ، كما يؤثر تسمم الحمل على نمو المشيمة والجنين وقد يؤدي إلى قلة السائل الأمنيوني المحيط بالجنين ، في حال تأثر نمو المشيمة بشكل كبير فإن ذلك يؤدي إلى ضعف في الوظائف الحيوية لدى الجنين والتي قد تؤدي بدورها إلى موت الجنين لاسمح الله. ما هو التشنج الحملي؟ هي حالة تهدد حياة الأم وتكمن في تشنجات تصيب المريضة أشبه بتلك التي يصاب بها مريض الصرع ، ويحدث التشنج الحملي في واحدة من أصل 2000 حامل. كيف يتم ضبط تسمم الحمل؟ في حالات تسمم الحمل الخفيفة يتم زيادة عدد الزيارات أثناء فترة الحمل ، في حالات تسمم الحمل الشديدة أو إزدياد الحالة سوءاً عما كانت عليه يتم معاينة المريضة في المستشفى وإعطائها الأدوية اللازمة أو تحديد آلية ولادة الجنين. وتتضمن الفحوصات في هذه الفترة ما يلي: - قياس ضغط الدم بانتظام ، كل 4 ساعات وفي الحالات الشديدة كل 15 دقيقة. - تحليل البول، وفي حالات تسمم الحمل الشديدة يتم وضع قسطرة بولية للمريضة لقياس كمية البول التي تنتجها الكلى. ما هو علاج تسمم الحمل؟ في حالات تسمم الحمل الشديدة يتم مراقبة المريضة من قبل القابلة أو أخصائي النساء والولادة وطبيب التخدير. العلاج يتضمن الراحة واستخدام أدوية لخفض ضغط الدم وذلك لمنع حدوث أي مضاعفات وأخطرها التشنج الحملي، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إحداث هذه الأدوية أي مشكلات تؤثر على صحة الجنين وسلامته. وفي حالة توقع حدوث التشنج الحملي فإن أفضل طريقة علاجية تكمن في وضع خطة واضحة مدروسة للولادة يحدد الطبيب زمنها وكيفيتها بحسب حالة المريضة ، وقد يتطلب الأمر إجراء جراحة قيصرية. هذة المعلومة مقدمة بالتعاون مع جمعية طب الأسرة والمجتمع اشراف : د.محمد الغامدي عضو الجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع استشاري طب الاسرة والمجتمع بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة