قد تفاجأ الحامل بإصابتها بتسمم الحمل ويقلق كل من حولها عليها وعلى الجنين، إلا أن الأمر يكون بسيطا، في حال اتخذت المرأة الحامل الحذر والتزمت بالمراجعة المستمرة لدى الطبيب المعالج. وقال استشاري أمراض النساء والولادة وجراحة المناظير الدكتور حسن المتوكل، إن تسمم الحمل يعني ارتفاع ضغط الدم بدرجة كبيرة لدى المرأة الحامل، خاصة إذا لم تكن مريضة بالضغط من قبل، ويحدث ذلك دائما بعد الأسبوع العشرين من الحمل لأنه يأخذ وقتا حتى تظهر على الأم أعراض الإصابة به "وهي الحالة المعروفة باسم ارتفاع ضغط الدم الحملي"، ويصاحب هذه الحالة ظهور كميات ملحوظة من البروتين في البول. ويشير إلى أن تسمم الحمل يتضمن مجموعة من الأعراض - وليس إلى أي عامل مسبب لهذه الحالة. وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذه الحالة. ويبدو أن هذه الحالة قد ترجع إلى وجود مواد من المشيمة يمكن أن تتسبب في وجود خلل وظيفي في الخلايا المبطنة للأوعية الدموية للأم التي لديها استعداد للإصابة بهذا المرض. وبينما يكون ارتفاع ضغط الدم هو أكثر أعراض هذه الحالة وضوحا، فإن هذه الحالة ترتبط بتدمير شامل يصيب الخلايا المبطنة للأوعية الدموية للأم والكلى والكبد، إلى جانب إطلاق عوامل مضيقة للأوعية كعرض ثانوي مصاحب لأعراض هذا التدمير الأساسي. وأضاف المتوكل أن تشخيص الإصابة بتسمم الحمل لدى السيدة الحامل عندما يظهر ارتفاع ضغط الدم لديها "في قراءتين مختلفتين تسجلان 140/90 أو أكثر وتفصل بينهما ست ساعات - على الأقل"، مع وجود 300 ملليجرام من البروتين في عينة بول 24 ساعة. وعلى الرغم من ذلك، فإن تورم كل من "اليدين والوجه" يعتبر من العلامات المهمة لتشخيص حالة تسمم الحمل. ولكن حاليا، تعتمد الممارسات الطبية في تشخيصها لحالة تسمم الحمل على وجود ارتفاع في ضغط الدم مصحوبا بظهور كميات ملحوظة من البروتين في البول. وقد تتطور الحالة المرضية إلى ظهور نوبات التشنج التوتري الارتعاشي، ونادرا ما يصل الأمر إلى هذا الحد إذا تم علاج الحالة بالشكل السليم. وبيّن الدكتور حسن المتوكل أنه لا يوجد سبب مفهوم لتسمم الحمل، حيث يكون ناتجا عن رد الفعل غير الطبيعي للأوعية الدموية للأم نتيجة الحمل، حيث تنقص الإنزيمات التي تفرز من قبل المشيمة فى الحمل الطبيعي، وبالتالي تزيد المواد القابضة للأوعية الدموية، مما يقلل من نسبة وصول الدم للجنين فيقل نموه ويرتفع ضغط دمه ويقل أيضا وصول الدم للكليتين. والأسباب الخفية وراء تسمم الحمل التي لا يعرفها الكثيرون هي: أكل الحامل لأكلات تحتوي على نسبة أملاح عالية لأنها ترفع الضغط ومن ثم تسبب تسمم الحمل، عدم كفاية نسبة الكالسيوم في الجسم، أكل البيض بكثرة يزيد نسبة الزلال في الدم ومن ثم تسمم الحمل، عدم شرب الماء بكميات وافرة يوميا، والاكتئاب والتعب النفسي وارتفاع الضغط. وأضاف أن السيدات الأكثر عرضة هن الأقل من 20 عاما والأكثر من 30 عاما، كما تزداد نسبة إصابة المرأة الحامل به إذا كانت قد تعرضت له والدتها أو إحدى أخواتها البنات أثناء الحمل السابق، كما يزداد حدوثه لدى من يعانون من ضغط دم مرتفع وسكر أو كلى وكبد. وأوضح استشاري النساء والولادة أن الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالتسمم الحملي:- تورم في اليدين والقدمين والوجه، صداع شديد، مشاكل في الرؤية، ألم في الجزء العلوي للبطن، زيادة سريعة في الوزن بسبب احتباس السوائل داخل الجسم، حموضة، وتبدأ البروتينات بالظهور في سائل البول لديها، كما تحدث مشاكل بالكلى والكبد، وجود سائل أبيض خفيف في البول أو زغب بسيط أبيض في البول "وتسمى زلال البول"، ارتفاع في درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ، وحدة في القيء والغثيان. وشدد المتوكل على أن علاج تسمم الحمل لدى السيدة الحامل هو بقاؤها في الفراش طوال فترة الحمل، والمتابعة الدورية لدى طبيبها الخاص وإعطاؤها أدوية تعمل على خفض ضغط الدم، ومتابعة صحة الجنين طوال فترة الحمل. وأضاف أن المرأة المصابة بحالة التسمم الحملي في المرحلة الخطيرة الأقرب لها هو البقاء في المستشفى طوال فترة الحمل وينصح بالولادة المبكرة للطفل أو إجهاضه ويتم ذلك بعملية قيصرية أو طلق صناعي. وأكد استشاري النساء والولادة أن طرق تجنب حدوث تسمم الحمل والوقاية منه لا بد أن يتم عن طريق: الإقلال من أكل الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الملح والبهار، عدم تناول أكثر من 3 بيضات يوميا حتى لا ترتفع نسبه الزلال بالدم، البعد عن الشد العصبي والتوتر النفسي حتى لا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، تناول لا يقل عن 8 أكواب يوميا من المياه النقية، أخذ أسبرين الأطفال بداية من الشهر السادس، تعاطي الكالسيوم بنسب وفيرة، أخذ ملعقة من عسل النحل الأصلي يوميا يقي من تسمم الحمل، ويجب الكشف الدوري وعمل تحليل بول بشكل أسبوعي حتى يتم التأكد من خلو الجسم من أي أعراض تسمم حمل.