ما أعظم فجيعة الموت ولكن لا راد لقضاء الله وقدره (فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار). لقد ترجلت حصة بنت سعد الحقباني من جواد الحياة ورحلت إلى الدار الآخرة، وطوت صفحة ناصعة من الدماثة والتواضع والخلق الجم.. إنَّ القلب حزين بالفراق. وإن العين هطَّالة بالدمع.. وإن الحزن يلف الوجوه. حزن وهم وسيف ساطع وقنا كالسُّحب كالسيل كالزلزال كالجبل لكم مكان مدى الأيام يحضنكم في مهجة القلب في الشريان في المُقل لقد خطفت يد المنون بأمر الله وقدرته عزيزة وغالية شعرنا بعدها بفراغ كبير وألم عميق. فقد غادرت الدنيا عابدة وساجدة ترجو الآخرة فكانت من أبناء الآخرة وتركت الحياة بلا عودة بمرض قلبي ألمّ بها. صُدِمنا من هول خبرها وصُعقنا بفراقها. وشاهدنا مدى الحب الكبير من خلال الصلاة عليها فكانت تلك الحشود التي غصَّ بها جامع ابن باز ومقبرة الدلم.. فكانوا شهوداً على خيرتها.. فلتهنأ (أم سعد) بهذا الدعاء الذي جلجل من موكب جنازتها.. لقد اهتزت مشاعر المصلين ورأيت الوجوم بادياً على الوجوه والدموع تنهمر من العيون فكان مشهداً عظيماً. هكذا الدنيا نزول فارتحال ومصير المرء فيها للزوال كل إنسان عليها هالك كتب الموت علينا ياعيال رحم الله الذي كان له في قلبي المحزون حب وظلال فعزائي مع دعائي راجياً لذوي حصة صبراً واحتمال لقد تركت لنا رصيداً كبيراً من السمعة الحسنة والقدرة الفذة والسيرة الزكية والذكرى العطرة.. كانت عفيفة اللسان أبيّة النفس من نوادر النساء ومن أنجح ربات البيوت فهي الزوجة والأم والأخت والبنت المثالية، كسبت حب كل القرابات فجمعت النبل والسخاء والوفاء. أحبها الناس فأحبُّوها رحلت ولا زالت الحاجة لها.. رحل صوتها ونصحها وورعها.. غابت كالطيف.. وعاشت وماتت كالحلم.. وبقيت في القلوب ذكرى لن تغيب. رحلت وأبقت لها كنوزاً من أبناء وبنات يدعون لها ليل نهار.. ذهبت وتركت زوجاً صالحاً مصلحاً عابداً زاهداً ورعاً متصدقاً. رحمك الله ياحصة الحقبان رحمة واسعة. وأسكنك فسيح الجنان. وعزاؤنا لزوجها الشيخ عبدالرحمن بن سعد بن فهد الحقباني وأبنائها سعد وتركي وفارس وفهد وعبدالله وطلال ومعتصم وشاكر وبدر وبناتها وإخوانها وأخواتها وذوي الفقيدة كافة. سائلين الله لها المغفرة والرحمة وأن يسكنها فسيح جناته وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. وعزائي الخاص لابنة أخيها أم رائد نورة بنت عبدالرحمن بن فهد الحقباني التي فقدتها وبكتها في مشهد مؤثر. حيث حزنت حزناً عظيماً.. لم يكن يدر بخلدي هذا الحب الذي تكنه لها.. فكانت لا تفارق المصلى للدعاء لها والترحم عليها. فسبحان الذي بيده مقاليد العباد وسبحان الذي يحيي ويميت. لقد كان يوم الثلاثاء 20 جمادى الآخرة 1426ه يوماً مختلفاً على أسرة الحقبان فكان التفاعل من عموم أهالي الدلم. الذي لم ينفك ساعة من تردد المعزين على منزل زوجها أبو سعد وأبنائه.. فاختلطت المشاعر وعاشت الدلم يوماً كئيباً لم يكن كسائر الأيام. تقبل الله دعاء الجميع. وجزاهم الله خيراً على حرصهم في وداع (أم سعد) لسفرها للدار الآخرة بعد أن قَدِمَت من سفر الدنيا، وهيهات فسفر الدنيا يعود صاحبه. وأما سفر الآخرة فإلى دار القرار وجنات عرضها السماوات والأرض. فإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.