انتقل إلى رحمه الله تعالى فهد بن إبراهيم المبرد يوم الخميس الموافق 18-5-1440ه وصلي عليه عصر يوم الخميس في مسجد الراجحي ودفن في مقبرة النسيم وقد بلغ من العمر 52 سنة تقاعد مبكراً بسبب إصابته بحادث سير مروري - رحمه الله. ترجع أصولهم من الدلم بالخرج جنوبالرياض وأخواله من أسرة العيسى من ثادق ومنهم سعادة الدكتور إبراهيم العيسى. إن الموت حق، وكلنا سائرون في هذا الدرب، ولكن خير البشر منا مَن تبقى ذكراه الحسنة خالدة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيّرة. سبحان الله الذي جعل الموت علينا حتماً محتوماً يأخذ منا أهلنا وأعزاءنا وأقاربنا وأولادنا وأصدقاءنا وجيراننا ومن نحب، كل يوم لنا فقيد عزيز على قلوبنا، وليس بأيدينا إلا أن ندعو الله للمتوفى بالرحمة والمغفرة, وأن نسامحه ونطلب من الله له المغفرة. الحياة أيام قلائل مهما عشنا ومهما طالت السنون فإنما هي كحلم أو لمح بصر تنقضي، نفقد والدينا وأولادنا نفقد الأخ والأخت، نفقد الصاحب والصديق.. ونفقد أحبابنا، وهم سيفقدوننا، إنه الموت الذي يفر المرء منه إليه، يفر الولد من أبيه، ومن حضن أمه، ومن بين إخوانه وأخواته في لمحة بصر، والزوج من زوجته، نصحو على أمر عظيم، وأعظم من المصيبة الفقد، نصحو على واقع نرضى به، رضينا أم غضبنا، نجد أنه لا مناص من الصبر والاحتساب، والصبر في حد ذاته مر، ونجد أنفسنا بين أمرين لا ثالث لهما؛ الأول أن نبقى نبكي ونلوم أنفسنا ونلوم الزمن والقدر ونقول: يا ليت الذي جرى ما كان.. بالأمس كانوا معنا، واليوم رحلوا، ساعات الفرح لا تدوم طويلاً.. والابتسامة لا تبقى على الشفاه مرتسمة، والأمل لا يبقى دائماً حليفنا، وإن حاولنا، ولكن! ساعات الحزن تدوم بشكل طويل.. والحزن يبقى على الشفاه مرتسماً.. والحزن يصبح حليفنا في كل ساعة ودقيقة وثانية.. أمور كثيرة تجعلنا نبكي لفترة طويلة.. هذه هي الدنيا.. موت وحياة، وضحك وبكاء، فرح وسرور وحزن وبكاء.. لقد شهد لهذا الإنسان البعيدون قبل القريبين بالمواقف الإنسانية النبيلة التي خلفها وراءه.. أقول: إننا فقدنا أخاً فاضلاً عزيزاً عطوفاً شفوقاً بشوشاً باراً لا يعوّض، وفقدنا إنساناً قلّ أن يجود الزمان بمثله.. إنني مهما قلت وكتبت عنه فلن أوفيه جزءاً يسيراً من حقه، عاش حياته في بيت صلاحاً وتقىً وعبادةً وكرماً، وكان إنساناً شهماً متواضعاً لطيفاً ابناً وأخاً للكبير وأباً للصغير.. صديقاً للجميع طيّب المعشر ليّن الجانب كيّس فطن، صاحب حنكة وبصيرة ثاقبة لا يمل مجلسه وحديثه بيته وقلبه وأذنه مفتوحة للجميع من حبه للناس وحب الناس له وحبه لتواصل صلة الرحم.. يتألم لما يؤلم الناس ويفرح لهم بما يفرحهم محل ثقة وتقدير من الجميع ومن يعرفونه كان ينصح بنصح المحب ومحبة الناصح. نسأل الله الكريم ذا الفضل والجود أن ينزله منازل الشهداء والصالحين، وأن يجمعه بمن يحب في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعل ما أصابه رفعةً له وتكفيراً لسيئاته ومضاعفةً لحسناته، كان -رحمه الله- قد وهبه الله الأخلاق الحسنة لا يضمر الحقد والحسد لأي شخص كان، يتجنب الكلام في عرض غيره ويحب مساعدة الفقراء وذوي الحاجة. فخالص عزائي لإخوته وأخواته من أبيه ومن أمه وأبنائه الأستاذ إبراهيم والأستاذ خالد وبناته الأستاذة سارة والأستاذة سجى والأستاذة سماهر ولحرمه نوال عبدالله الحماد والأستاذ عيسى الجراده. وجميع أسرة المبرد وجميع أصدقائه ومحبيه وأقاربه وزملائه وجيرانه، سائلاً الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان, وأن يرحمه رحمة واسعة ويرفع درجاته يوم يلقى ربه. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا أبا إبراهيم لمحزونون. ** ** - د. فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله السويدان