افادت مصادر صحفية مغربية وجزائرية متطابقة ان الولاياتالمتحدةالامريكية بصدد إطلاق مبادرة جديدة بخصوص قضية الصحراء الغربية تعتمد على فتح باب الحوار بين الاطراف المتنازعة من جهة وبين الجزئر والمغرب من جهة اخري، ونقلت المصادر ذاتها عن عضو الكونجرس الامريكي النائب توم ديفيس - الذي يزور المغرب حاليا - قوله: (ان واشنطن تبذل جهودا مضاعفة في إطار الاممالمتحدة لجمع المغرب والجزائر في طاولة حوار مستديرة بهدف التوصل إلى إيجاد تسوية نهائية للنزاع حول الصحراء الغربية)، وقال ديفس اثر المحادثات التي اجراها - برفقة الوفد النيابي الامريكي - مع وزير الخارجة المغربي محمد بن عيسى، انه ينوي القيام بزيارة مماثلة للجزائر للتباحث مع المسؤولين الجزائريين حول المبادرة الامريكية لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية. وهذه هي المحاولة الامريكية الثانية للتوسط بين الجزائر والمغرب بخصوص الصحراء بعد المبادرة الى قادها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي ريتشارد لوغر في20 من اغسطس الجاري إلى كل من الجزائر والمغرب في إطار وساطة جديدة أكد خلالها لوغر (دعم واشنطن للحل السياسي للنزاع الصحراوي في إطار الأممالمتحدة). وطالب خلالها على ضرورة ان يسبق اية محاولة لحل النزاع، خطوات تعزز العلاقات الثنائية بين الرباطوالجزائر بشكل يضمن تنقية الاجواء المتلبدة بخصوص رؤية كل طرف حول وسائل حل النزاع القائم منذ منتصف السبعينيات. وكانت الجزائر قد اكدت حينها على لسان وزير الخارجية (آنذاك) عبدالعزيز بلخادم أنه إذا كان للجزائر من دور تقوم به في هذا النزاع فهو التقريب بين الطرفين المتنازعين لتطبيق الشرعية الدولية معتبرة انها غير معنية مباشرة بالدخول في مفاوضات ثنائية او رباعية مع اي اطراف حول النزاع القائم باعتباره نزاعا بين المغرب وجبهة البوليساريو مؤكدة في ذات الوقت ان موقفها واضح ويتقاطع مع المبادئ التي قامت عليها الاممالمتحدة والمتمثلة في ضمان حق تقرير المصير (للصحراويين) باعتبار ان القضية مصنفة في الاممالمتحدة ومراجعها التاريخية (كقضية تصفية استعمار). وهو ذات الرد الذي وجدته باريس قبل نحو عام ونصف عندما اقترحت مائدة رباعية لحل النزاع تضم الجزائر والمغرب بالاضافة الى فرنسا واسبانيا وفي اتصال ل(الجزيرة) مع مصدر جزائري مسؤول لاستيضاح موقف الجزائر من المبادرة الامريكية الجديدة التي اعلنها عنها السيناتور الجمهوري توم ديفيس من الرباط جدد المصدر (موقف الجزائر الذي يعتمد على مرجعيات المبعوث الاممي السابق جيمس بيكر التي تنص على ضرورة إجراء استفتاء نزيه يقرر فيه الصحراويون مصيرهم) وأضاف المصدر: (ان الجزائر ملتزمة بمبادئ القانون الدولي واتفاقيات هيستون التي وقع عليها طرفي النزاع بإشراف من الأممالمتحدة) مؤكدا في ذات الوقت ان (الأمر يعني البوليساريو والرباط) وان الجزائر تدعم كل مبادرة يتفق عليها الطرفان وتحقق الاستقرار في منطقة المغرب العربي على أساس الشرعية الدولية التي يضمنها ميثاق الاممالمتحدة، ونفي المصدر تلقي الجزائر رسميا اية مبادرة امريكية بهذا الخصوص.
