سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد. فقد اطلعت على مقالكم الذي تحدثتم فيه عن (المخيم الشبابي السادس) الذي أقيم في محافظة جدة وأكرمني الله تعالى بأن كنت مشرفاً عليه، ولي وقفات سريعات مع مقالك. أولاً: أسأل الله تعالى أن أكون خيرا مما يظن بي، وأن يغفر لي ما لا يعلم عني، وأن يتقبل من جميع من أسهم في إنجاح المخيم بوقته أو جهده أو فكره أو ماله وكل مخيم وعمل دعوي نافع. ثانياً: نشكر لولاة الأمر أيدهم الله بنصره وتوفيقه حين أذنوا لهذه المخيمات وشجعوا إقامتها، لعلمهم أن الثمار المرجوة منها طيبة مباركة في حفظ شبابنا وتنمية مداركهم وإبعادهم عن تيارات الغلو والتسيب وترسيخ ولائهم لدينهم أولاً ثم لولاة أمرهم ووطنهم. ثالثاً: هذه المخيمات وفعالياتها لا يقام منها برنامج ولا يشارك فيها متعاون إلا وقد عرف من هو، ودرس وضعه، وتأكدت الجهات المعنية من صلاحيته للمشاركة. رابعاً: هذه المخيمات وجميع فعالياتها تتم في الضوء وتحت بصر وبعلم المسؤولين عن حفظ البلد وأمنه. خامساً: يختار المخيم الشبابي لبلوغ رسالته في كل عام موضوعاً يعالج من خلال برامجه ما يتعلق به، ويضع للموضوع شعاراً تخدمه برامج المخيم، ففي عام 1424ه كان موضوعه رسالة الإسلام الإنسانية من خلال مكارم الأخلاق، وجعلنا شعاره (كن خلوقاً) وفي عام 1425ه معالجة قضية الإرهاب، وجعلنا شعاره (جلسة سلام) وفي عام 1426ه معالجة قضية الوطنية مفهوماً وتطبيقاً، وجعلنا شعاره (يدي بيدك). سادساً: زار المخيم في هذه السنة (750) ألفاً، النساء منهم يشكلن 78% ومن كان منهم في سن الشباب 88% استفاد من ألعاب الرياضية فيه قرابة (40) ألف شاب، وشارك فيه (755) لاعباً ومدرباً في (56) فريقاً رياضياً، في كرة السلة والطائرة والقدم والتزلج والبلياردو والتنس، وأقيمت أكثر من ألف مسابقة فكرية، وحركية، و(36) دورة، منها دورة حاسب ولغة انجليزية والتعامل مع المدمن وتطوير الذات وأشغال يدوية وتدبير منزلي، والخلاصة: استطاعت إدارة المخيم الشبابي السادس هذا العام 1426ه ولله الحمد من خلال برامجها المتنوعة أن تشغل من أوقات زواره من الشباب: مليونين ونصف مليون ساعة على الأقل كانت ستصرف ما بين فراغ وملل في أحسن أحوالها، ولا نريد أن نخوض في الساعات التي كانت ستصرف في أمور تخل بالدين وأمور الدنيا، ومن أشدها: الإخلال بمقومات الأمن. سابعاً: تمت دعوة كثير من الصحفيين الذين سعوا لتشويه صورة المخيمات من خلال كتاباتهم في بعض الصحف، وكانت الدعوة دعوة عامة في حفل الافتتاح الذي حضره صاحب السمو الملكي محافظ جدة الرئيس الفخري للمخيم الشبابي، ووجهت دعوات شخصية لعدد كبير منهم عن طريق بطاقات دعوة وجهت إليهم، وبعضهم تم الاتصال الهاتفي بهم، ومع ذلك لم يحضر أحد منهم، بل بعضهم صرح برفضه زيارة المخيم!! ثامناً: نأمل - وما ذلك على الله بعزيز - أن نرقى بمستويات برامج المخيم إلى درجات أفضل، وأن توسع من دائرة تنوعها، ولكننا بحاجة إلى وقفة أهل الفضل والإحسان معنا، وإلى وقفة كل محب للخير بما يستطيع من وقت وجهد وفكر واقتراح وانتقاد بناء لتحسين وضع المخيم ومواكبة احتياجات الناس والله الموفق. أحمد بن عبدالعزيز السليمان الحمدان/مدير مركز الدعوة