الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    احتضان المارقين.. بين ندم الدول المحتضنة وخسارتها    السعودية وكأس العالم    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    وطن الأفراح    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    حلاوةُ ولاةِ الأمر    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    جدّة الظاهري    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    %91 غير مصابين بالقلق    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    وهم الاستقرار الاقتصادي!    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد ضرورة علاج الأفكار المنحرفة حول الجهاد في المقررات الدراسية للمراحل المناسبة . مجلس الدعوة يستنهض مؤسسات الدولة لإنقاذ الشباب من "الانحراف"
نشر في الحياة يوم 30 - 05 - 2008

ناقش مجلس الدعوة والإرشاد في دورته ال18، خمسة مواضيع تشغل الساحة السعودية والدعوية، باعتبارها وثيقة الصلة بتعاون جهات الدولة في مجالات مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن الفكري.
وأوضح محضر المجلس حصلت"الحياة"على نسخة منه، أن العلماء والمختصين الأعضاء في المجلس ناقشوا،"حكم الإسلام في الخروج على ولاة الأمر، والجهاد الشرعي، وتدريب الدعاة، والإفادة من الأندية الرياضية في التوجيه والإرشاد". إلى جانب مواضيع أخرى. وجاءت توصياته كما يأتي:
أولاً: الخروج على ولاة الأمر
للإمامة الكبرى في الإسلام شأن عظيم ومحل رفيع، وقد جعل الإسلام لولاة الأمر حقوقاً على الرعية، وجعل للرعية عليهم حقوقاً.
ومن أعظم حقوق الرعية على ولاة أمرهم: إقامة دين الله فيهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، كما قال الله - تعالى - في وصف الأئمة الصالحين: الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور [سورة الحج، الآية 41].
ومنها: إقامة العدل بين الناس، والاهتمام بشؤونهم، وتفقد أحوالهم، والرفق بهم، وتولية الأعمال للأمناء الأكفاء.
ومنها: حفظ البلاد عن الأعداء، وتأمين السبل، ونشر الأمن والاستقرار... إلى غير ذلك من الحقوق التي تكلم عنها العلماء في كتبهم، بل وصنفوا فيها مصنفات خاصة وهي ما يعرف بكتب الأحكام السلطانية، وكتب السياسة الشرعية.
ومن أبرز حقوق الراعي على الرعية: السمع والطاعة في غير معصية الله، والنصح للراعي والدعاء له، وتأليف قلوب الناس له، والذب عن عرضه، وزرع هيبته في النفوس.
والسمع والطاعة لولاة أمر المسلمين أصل من أصول العقيدة السلفية، وقل أن يخلو كتاب من كتب معتقد السلف من تقرير هذا الأصل، إذ بالسمع والطاعة تنتظم مصالح الدين والدنيا معاً، وبالافتيات عليهم وقولاً أو فعلاً فساد الدين والدنيا جميعاً، وقد علم بالضرورة من دين الإسلام انه لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمام، وقد أمر الله جل وعلا في كتابه الكريم بطاعة أولي الأمر فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [الآية 59 سورة النساء]، وأولو الأمر هم الأمراء والعلماء، وفي الصحيحين أن النبي ? صلى الله عليه وسلم ? قال: على المرء المسلم السمع والطاعة في ما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. وفي الصحيحين أيضاً أن رسول الله ? صلى الله عليه وسلم ? قال: من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني. وفي صحيح مسلم عن ابن عمر ? رضي الله عنهما ? قال: سمعت رسول الله ? صلى الله عليه وسلم ? يقول: من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.
وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان. وقال بعض السلف: إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله.
وهذه النصوص والآثار تدل على وجوب طاعتهم بالمعروف، وماذاك إلا لما يترتب على السمع والطاعة لهم من اجتماع الكلمة، والبعد عن الفرقة والاختلاف والتنازع، والتي هي سبب لفساد الأحوال في الدين والدنيا، قال النووي ? رحمه الله -:"وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين فما بالك إن كانوا أئمة عدل وقسط، ثم قال: قال العلماء: وسبب تحريم الخروج عليهم ما يترتب على ذلك من الفتن، وإراقة الدماء، وفساد ذات البين، فتكون المفسدة في الخروج عليهم أكبر منها في الصبر عليهم، لذا أمر النبي ? صلى الله عليه وسلم ? بالصبر على ما يلاقي من الولاة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ? صلى الله عليه وسلم -: من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية متفق عليه.
وفي زمننا هذا الذي برزت فيه فتنة التكفير وما تبعها من التفجير من بعض شباب المسلمين تتأكد العناية بهذا الأصل الأصيل من عقيدة المسلمين، وترسيخه في النفوس، وبيان أهميته، وعظيم منزلته في دين المسلمين، ومن هنا تظهر أهمية دراسة هذا الموضوع في مجلس الدعوة والإرشاد، لتسهم الجهات المشاركة في إبرازه، وبيان ما يترتب على الإخلال به من مفاسد تضر بالأمة، ومعالجة أسباب الإخلال بهذا الأصل الأصيل.
وبعد أن اطلع المجلس على محضر لجنته التحضيرية السادس لعام 1427ه، وعلى محضر لجنته التحضيرية الثامن لعام 1427ه، اللذين تضمنا دراسة وافية عن الموضوع، اتخذ المجلس القرار الآتي:
أولاً: تقوم جميع الجهات الممثلة في مجلس الدعوة والإرشاد بالإفادة من شبكة المعلومات الإنترنت في التوعية عبر مواقعها بهذا الموضوع وإيلائه ما يستحق من عناية، لتتكامل الجهود في بيانه وإيضاحه لجميع فئات المجتمع، على أن يطرح بحكمة وروية بعيداً عن مواطن الخلاف.
ثانياً: تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بما يأتي:
أ- الاستمرار في حث الخطباء والأئمة على ترسيخ حقوق ولاة الأمر في نفوس المسلمين في ضوء ما ورد في ذلك من النصوص.
2- طباعة الكتب والخطب المتعلقة بحقوق الراعي والرعية، وتوزيعها.
ج- توجيه مراكز الدعوة والإرشاد والمكاتب التعاونية بالتركيز على هذا الموضوع في المحاضرات والندوات وسائر الأنشطة الدعوية.
ثالثاً: تقوم رئاسة البحوث العلمية والإفتاء بالاستمرار في إصدار الفتاوى والبيانات والقرارات المتعلقة بهذا الموضوع، وجمعها ونشرها، وتوزيعها، والتصدي بالرد على من يثير الشبهات حول هذا الموضوع، ومشاركة أعضاء هيئة كبار العلماء في البرامج التي تعالج هذا الموضوع.
رابعاً: تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتناول هذا الموضوع في الخطب والدروس التي تلقى في الحرمين الشريفين.
خامساً: تقوم وزارة التعليم العالي بما يأتي:
1- العناية بهذا الموضوع في الدراسات والبحوث العلمية التي تعد في برامج الدراسات العليا، وبخاصة في قسمي الثقافة الإسلامية والدعوة.
2- إقامة محاضرات وندوات متخصصة عن هذا الموضوع، والتركيز عليه في الأنشطة الثقافية للجامعات.
سادساً: تقوم وزارة التربية والتعليم بما يأتي:
1- التركيز على هذا الموضوع في الحصص والدروس والمحاضرات والأنشطة المدرسية.
2- غرس هذا الأصل في نفوس الناشئة بشتى الأساليب والطرق التعليمية.
3- تضمين هذا الموضوع المقررات الدراسية وبخاصة مقرر التعبير والإنشاء والثقافة الإسلامية.
سابعاً: تقوم وزارة الثقافة والإعلام بما يأتي:
1- التركيز في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على تناول هذا الموضوع بالطريقة المناسبة بواسطة من يتصفون بالحكمة والروية، والحرص على عدم فتح الباب لأهل الشبهات حول الدولة بعرض موضوعات أو مشاهد لا يقرها أهل العلم.
2- تضمين هياكل جميع الدورات التلفزيونية والإذاعية مواد تتعلق بتعميق السمع والطاعة لولاة الأمر.
ج- نشر الكتب المتميزة وتكليف عدد من المختصين بتأليف الكتب والرسائل تتناول هذا الموضوع بالطريقة المناسبة.
د- منع نشر كل أمر يخالف الدين، ويثير الفتنة بين الراعي والرعية، ويسبب غضب أحدهما على الآخر.
ثامناً: تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتركيز على هذا الموضوع في النشاط الثقافي للأندية والملتقيات وأماكن تجمعات الشباب.
ثانياً: الجهاد الشرعي
الجهاد في سبيل الله تعالى من أفضل الأعمال، فهو ذروة سنام الإسلام، ومنازل أهله من أعلى المنازل في الجنة، وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة مبينة فضل الجهاد والمجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا غرو في ذلك فهو سبيل العزة والكرامة والسيادة، لهذا كان فريضة محكمة، وأمراً ماضياً إلى يوم القيامة، وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا.
والجهاد الشرعي ليس مقصوراً على القتال فقط، بل يكون بالقتال، والمال، واللسان، كما قال الله تعالى ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون [الآيتان 10،11 من سورة الصف] وقال الرسول صلى الله عليه وسلم"جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"[رواه أبو داود من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه].
ونظراً، لوجود فئة من الناس ضلت في فهم الجهاد الشرعي على حقيقته، لقصور علمها في أحكامه وفقهه، حتى عدّ القتل لمن لا يجوز قتله جهاداً، وعدّ الإفساد في الأرض ضرباً من الجهاد، وما ذاك إلا للجهل بحقيقة الجهاد وأحكامه، خصوصاً في هذه الأزمنة التي تشهد صحوة من العالم الإسلامي، لذا فإن الحاجة ماسة إلى تجلية مفهوم الجهاد الشرعي، ليكون الناس على بصيرة من أمر دينهم، بل في ذروة سنامه.
ومن هنا تبرز الحاجة إلي دراسته من قبل مجلس الدعوة والإرشاد، لتتعاون كل الجهات المعنية في الدولة في توعية الناس به وتجلية المفهوم الشرعي للجهاد.
وبعد أن اطلع المجلس على محضر لجنته التحضيرية السادس لعام 1427ه الذي تناولت فيه دراسة هذا الموضوع اتخذ المجلس القرار الآتي:
أولاً : تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بما يأتي:
1- التأكيد على تنبيه الدعاة والخطباء والأئمة إلى التفقه في مسائل الجهاد، لإيضاح مفهومه الحق المستمد من الكتاب والسنة الصحيحة، عبر الخطب، والمحاضرات، والندوات.
2- تكليف الدعاة والأئمة والخطباء بالكتابة في وسائل الإعلام عن هذا الموضوع وتفنيد الشبه حوله.
8- قيام الوزارة بطباعة ونشر الكتب والمطويات عن هذا الموضوع.
ه- الاستمرار في التواصل مع هيئة كبار العلماء للوصول إلى الوسائل الناجحة في التوعية بمسائل الجهاد الشرعي.
ثانياً: تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالآتي:
- يقوم من يتولى التدريس في الحرمين الشريفين بإيضاح المفهوم الصحيح للجهاد الشرعي، وتفنيد المفاهيم غير الصحيحة التي تثار حوله.
ثالثاً: تقوم وزارة التعليم العالي بما يأتي:
1- التأكيد على ضرورة علاج الأفكار المنحرفة حول موضوع الجهاد الشرعي في المقررات الدراسية للمراحل المناسبة، بحسب ما يراه التربويون مناسباً لسن الشباب ومرحلته.
2- تضمين خطط النشاط في المدارس كلمات عن هذا الموضوع بحسب الحاجة.
ج- تضمين النوادي الصيفية والمخيمات توضيحات من أهل العلم حول الجهاد الشرعي والرد على الشبه.
رابعا: تقوم وزارة الثقافة والإعلام بما يأتي:
1- إعطاء هذا الموضوع ما يستحق من الأهمية عبر وسائل الإعلام المختلفة، المرئية والمسموعة، والمقروءة، بوسائل إعلامية مؤثرة تناسب العصر.
2- الإذن بنشر الكتابة عن هذا الموضوع من قبل المختصين الشرعيين في الصحف والمجلات.
خامساً: تقوم رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء بما يأتي:
1- الاستمرار في نشر الفتاوى المتضمنة لمفهوم الجهاد الشرعي، وكشف المفهوم الخاطئ، والتحذير منه، وحصر الشبه والإجابة عنها، وجعلها قريبة من طلبة العلم.
2- استكتاب المختصين للكتابة في مجلة البحوث العلمية عن هذا الموضوع.
سادسا: تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بما يأتي:
1- التأكيد على الأندية الرياضية بالاهتمام بهذا الموضوع، واستضافة أهل العلم لتجلية أمره ووضعه ضمن نشاطاتها، وحث الشباب على أخذ الأمور الشرعية من أهلها الراسخين فيها.
2- التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الاستفادة من النشرات الصغيرة والكتيبات حول الجهاد لتوزيعها في نوادي الشباب، ونشر فتاوى سماحة المفتي وهيئة كبار العلماء حول ذلك.
ثالثاً: تدريب الدعاة وتنمية مهاراتهم
الدعوة إلى الله تعالى من أشرف المقامات وأفضل الأعمال قال الله تعالى: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً".
وقد قام سلفنا الصالح بواجب الدعوة إلى الله، فنشروا الإسلام في معظم أنحاء المعمورة، وفتحوا بها القلوب قبل البلدان، والأمة في الوقت الحاضر مطالبة بالقيام بواجب الدعوة أكثر من أي وقت مضى، بسبب كثرة الدعاوى الباطلة، والمذاهب المنحرفة التي تصد الناس عن دين الإسلام، وتثير الشبه والشكوك لدى بعض المنتسبين للإسلام، مستخدمة في ذلك الوسائل الإعلامية والاتصالات، التي تقدمت في الوقت الحاضر تقدماً هائلاً، وقد أصبحت هذه الوسائل تغزو الناس في عقر دورهم، ويستمع لها المجتمع بجميع شرائحه، ما يستدعي مضاعفة الجهود من الدعاة للتصدي لتلك التيارات والمذاهب، واستثمار تلك الوسائل الإعلامية في الدعوة إلى الله تعالى ونشر دين الإسلام.
وتبذل حكومة المملكة العربية السعودية جهوداً كبيرة في الدعوة إلى الله تعالى، وترصد في كل عام مبالغ مالية كبيرة مخصصة للدعوة، وقامت بتوظيف أعداد من الدعاة داخل المملكة وخارجها، وفرغتهم تفريغاً كاملاً للقيام بالدعوة، ولكن مع ذلك لا يزال أداء بعض الدعاة ضعيفاً وأثرهم في الناس قليلاً، وعلى رغم تفريغهم للدعوة تفريغاً كاملاً، فبعض الدعاة لا يعرف من الوظيفة التي فرغ من أجلها سوى كلمات يلقيها أمام جماعة من المصلين. ومن هنا تبرز الحاجة الملحة لتنمية مهارات الدعاة، بالتدريب المستمر وتعريفهم بالأساليب والوسائل المستجدة، وكيفية الإفادة من وسائل الإعلام والاتصال، وترسيخ الأخلاق الفاضلة المستمدة من الكتاب والسنة كالصدق والأمانة وحسن الخلق والرحمة والتواضع وخفض الجناح للمؤمنين والتخلق بكل خلق رفيع، والابتعاد عن الأخلاق الدنيئة والغلظة والفظاظة، ويلتحق بتنمية مهارات الدعاة: تنمية مهارات الذات من حسن الإلقاء والخطابة وانتقاء الكلمات المؤثرة، وكيفية كسب الآخرين، والتأثير فيهم، ومعرفة طبيعة النفس البشرية، ومفاتيح التأثير عليها... إلى غير ذلك من مهارات الذات التي أصبحت علماً يدرس في المدارس والجامعات.
وبعد أن اطلع المجلس على محضر لجنته التحضيرية الثالث لعام 1427ه الذي درست فيه هذا الموضوع من جميع جوانبه اتخذ المجلس القرار الآتي:
أولاً: إنشاء قسم في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يحمل اسم تدريب الدعاة إلى الله وتنمية مهاراتهم لما للتدريب والتنمية من أثر كبير في النهوض بالدعوة والإفادة من الوسائل الحديثة التي تحققت في هذا العصر، ويكون من أبرز مهامه:
1- وضع خطط طويلة المدة من ثلاث إلى خمس سنوات، لتدريب الدعاة وتنمية مهاراتهم، ينبثق منها برامج سنوية تتفق مع الموازنات المالية والخطط الأخرى.
2- عقد دورات دورية لتدريب الدعاة وتنمية مهاراتهم.
3- عقد دورات لتنمية مهارات الذات للدعاة، والاستعانة بالمتخصصين في تنفيذ تلك الدورات.
4- عقد ندوات متخصصة في تدريب الدعاة وتنمية مهاراتهم، ويدعى لها كبار العلماء والدعاة في العالم الإسلامي.
5- وضع آلية لتقويم عمل الدعاة من حين لآخر، والإفادة من هذا التقويم في تدريبهم وتنمية مهاراتهم.
6- تكليف عدد من المتخصصين للتأليف في تدريب الدعاة، وتنمية مهاراتهم.
7- التنسيق مع أقسام الدعوة في الجامعات والجمعيات والمراكز الدعوية للعناية بتدريب الدعاة، وتنمية مهاراتهم.
8- توصيف عمل الدعاة إلى الله ? تعالى ? وبيان ميادين عملهم، والوسائل والمجالات التي يلزمهم استعمالها لأداء واجب الدعوة إلى الله - تعالى ? وتحديد القدر المطلوب من المناشط لكل داعية، بما يناسب مستواه الوظيفي وما يقوم به من أعمال إضافية.
9- وضع حوافز للدعاة للالتحاق بالندوات، كجعلها من وسائل المفاضلة عند الترقية، واختيارهم في بعض الأمور المهمة، ونحو ذلك.
10- رصد ما يحدث من البدع والمنكرات، وتدريب الدعاة على كيفية علاجها.
ثانياً: تقوم وكالة المساجد والدعوة والإرشاد في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إلى حين مباشرة القسم المشار إليه في البند أولاً بما يأتي:
1- القيام بمهام القسم المذكور، ووضع خطط طويلة المدى من ثلاث إلى خمس سنوات، لتدريب الدعاة وتنمية مهاراتهم وإلحاقها بالخطة العامة للتدريب في الوزارة.
2- الاستمرار في عقد المؤتمرات السنوية للدعاة، يتم من خلالها تزويدهم بما يستجد من كتب وأمور حديثة، وكذلك مناقشة بعض المعوقات التي تواجههم في مجال عملهم، وسبل علاجها. يذكر أن المجلس يجتمع بشكل دوري، وبين أعضائه رئاسة شؤون الحرمين الشريفين، وجامعة الإمام، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووزارة الداخلية، والجامعة الإسلامية ورئاسة الإفتاء، ووزارة العدل، ووزارة الشؤون الإسلامية التي تترأس المجلس، إلى جانب علماء وفقهاء مستقلين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.