أنهى المخيم الشبابي الصيفي السادس مسيرة فعالياته التربوية والدعوية مساء أمس، بعد أن تجاوز عدد الحضور 500 ألف زائر وزائرة، مع تفوق ملحوظ للعنصر النسائي بنسبة حضور بلغت 70 في المئة من العدد الإجمالي، بحسب تأكيدات القائمين على المخيم. إلا أن الأبرز من تلك الأرقام والنسب المئوية التي سجلها المخيم منذ انطلاقته في 25 جمادى الأولى الماضي، تمثل في الحرب الوقائية التي أطلقها القائمون على المخيم، ضد الرافضين إجمالاً لفكرة المخيمات، تحت ذرائع مختلفة ترددت في السنوات الأخيرة أبرزها تهمة نشر ثقافة الإرهاب، وحملت نقداً حاداً على جميع المخيمات تناول الجهات المنظمة لها كافة. واستعرض القائمون على المخيم في ختام فعالياتهم الشهادات التي نالوها من عدد كبير من الشخصيات البارزة رسمياً واجتماعياً، بعد زيارتهم للمخيم، وأبدوا فيها ثناءً حسناً، وتقديراً للدور الإيجابي لهذه المخيمات. شهادة محافظ جدة الرئيس التنفيذي للمخيم الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز الإيجابية وثنائه الكبير على المخيمات، وتأكيده أنه أحد أبناء هذه المخيمات كانت الأبرز بين شهادات الدفاع عن جهود وأداء المخيمات. وأكد الأمير مشعل في تصريحات صحافية أعقبت تدشينه المخيم، قائلاً:"إن جميع الزائرين لمثل هذه المخيمات حققوا الاستفادة فيأمور الدين والدنيا، من خلال الفتاوى وبرامج التوعية الإسلامية، والمحاضرات الدينية التي يستفيد منها الكثير من إخواننا وأبنائنا، وهذا المخيم هو باب للترفيه البريء، وخير ما وجد في هذا المخيم هو معرض السيرة النبوية للرسول صلى الله عليه وسلم". وأضاف الأمير مشعل،"إن الشكر لا يكفي للقائمين على هذا المخيم لأنهم أنجزوا عملاً أكثر من جليل، وأكثر من ممتاز". ورداً على سؤال في ما يتعلق بعدد من الأقلام الصحافية التي تنال من مثل هذه المخيمات والمراكز الصيفية، وتتهمها بتفريخ الإرهاب، قال الأمير مشعل:"الحمد لله نحن أبناء هذه المخيمات، ونحن منها، والحمد لله ما أنبتت إلا كل عمل صالح ومخافة الله والعمل على طاعة رسوله الكريم". وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وجه بدوره ما يمكن أن يفهم بأنه رسالة غير مباشرة تؤكد الدور الإيجابي للمخيمات في محاربة الإرهاب والتصدي للفكر الضال، بعكس الاتهامات الموجهة إليها من أطراف متعددة ترى فيها أنها مصنع لإنتاج هذا الفكر. وتمثلت رسالة الوزير آل الشيخ التي وجهها بعد أن تفقد المخيم، ووقف على أقسامه المختلفة في حثه القائمين على المخيم الشبابي على أداء دورهم الدعوي في محاربة الفكر الضال ودعوى الإرهاب، في إطار الجهود لتوفير التوجيه والإرشاد المناسب للشبان وغرس مفاهيم ولاء الشبان لدينهم ثم لولاة أمرهم ووطنهم وملء فراغهم بالنافع المثمر. وأكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن وزارة الشؤون الإسلامية أنشأت 80 مخيماً في أنحاء السعودية، تعمل جميعها تحت مظلة الوزارة. وشدد في تصريحات صحافية على أن هذه المخيمات منضبطة منهجياً وإدارياً، وتؤدي رسالتها الكاملة التي أنشئت من أجلها، ومن ضمنها محاربة فكر الإرهاب والغلو في جميع أنشطتها الثقافية والترفيهية، واصفاً من ينتقد أعمال المخيمات ونشاطاتها بالمخطئ وقاصر النظر. وأشار آل الشيخ إلى أن الوزارة تتولى تنظيم البرامج الدعوية وتأذن بها، فيما تنفذ من قبل المتعاونين معها من الدعاة وطلبة العلم ومن يمتلكون قدرة مالية وخبرة إدارية، كما أنها تكلف ممثلين لها للوجود في كل مخيم دعوي لمراقبة تنفيذ الأنظمة والشروط التي سنتها الوزارة لتلك المخيمات. من جهته، أفاد المشرف العام على المخيم الشيخ أحمد بن عبدالعزيز الحمدان أن المخيم الذي أقيم هذا العام تحت شعار"ورفعنا لك ذكرك"حقق الأهداف التي نظم من أجلها، لجهة الإقبال الجماهيري من الرجال والنساء والشبان، ومشاركة كبار أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ والدعاة، علاوة على المواضيع التي طرحت فيه، والبرامج المختلفة والمتنوعة التي عقدت خلال فترة المخيم"فحفظت أوقات الشبان وغرست فيهم من معاني الانتماء للوطن وحفظ حقه علينا شيئاً كثيراً"على حد قوله. وأشار إلى أن فعاليات المخيم لهذا العام تضمنت إطلاق"أكاديمية الحوار"التي جاءت كمبادرة واقتراح من محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، تبناها المخيم الشبابي السابع كبرنامج، وأدرجها ضمن فعالياته، وقال:"إن إطلاق هذه الأكاديمية يأتي تأكيداً لأهمية الحوار، وعدم فرض رؤية الآخر بغض النظر عن وضعه ومكانته". وقال الحمدان:"إن المخيم تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وأوضح أن عدد ليالي المخيم التي بلغت 38 ليلة مباركة حفلت بالمحاضرات التوعوية والجلسات الشبابية والأمسيات الشعرية والندوات الطبية والإدارية والبرامج الرياضية والترفيهية".