أنهت السفن الحربية الروسية والصينية بنجاح الجزء الأول من المناورات الحربية المشتركة (مهمة السلام -2005) في البحر الأصفر على مقربة من ساحل شبه جزيرة شاندون. وذكر ناطق باسم القيادة العسكرية الروسية أنه جرى عرض الإمكانيات القتالية للمجموعة الموحدة للسفن الحربية وطائرات القوات الجوية الروسية والصينية، كما جرى التدريب على إنزال ضربات بالصواريخ والمدفعية بالأهداف البحرية والبحث عن غواصات العدو الوهمي وتدميرها وصد هجوم جوي للعدو الوهمي على مجموعة السفن الروسية والصينية. واشتركت في المناورات طائرات القوات الجوية المتعددة الأغراض وطائرات الاستكشاف الراداري للإنذار المبكر وطائرات الهليكوبتر البحرية والمدمرات وسفينة ضخمة مضادة للغواصات وسفن الحراسة لأسطول المحيط الهادئ الروسي وأسطول الشمال لجيش التحرير الشعبي الصيني. وراقب سير المناورات في البحر الأصفر ممثلو الإدارة العسكرية لبلدان منظمة شنغهاي للتعاون وكذلك عسكريون من الهند ومنغوليا وباكستان وإيران. ووصل الثلاثاء الماضي إلى مدينة شينداو وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف الذي سيشرف على المراحل التالية من هذه المناورات الحربية المشتركة كما سيجري مباحثات مع القيادة العسكرية للصين الشعبية. وسيراقب إيفانوف عملية انزال بحري في ضواحي شينداو وعملية انزال في منطقة فيفان ومعركة للاستيلاء على أهداف محددة في كلتا مساحتي المناورات والاحتفاظ بها. وينوي إيفانوف أيضا الالتقاء بنظيره الصيني الجنرال تساو قانغ تشوان وبوزراء دفاع كازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان الذين من المقرر أن يصلوا الى شينداو. ويشترك في المناورات بشكل عام حوالي 10 آلاف عسكري. منهم 1800 من الجانب الروسي ترافقهم مجموعة من سفن أسطول المحيط الهادئ و17 طائرة بعيدة المدى ومقاتلات وطائرات نقل عسكرية وسرية لمشاة البحرية وعدة غواصات غير ذرية. وتنص المرحلة الفعالة من هذه التدريبات على القيام بانزال مشترك لوحدة إنزال بحرية ومحاصرة ساحل البحر, حيث يتم بعد ذلك عزل المنطقة التي يختبئ فيها إرهابيون وهميون. وبموجب سيناريو المناورات ستصبح شبه جزيرة شاندون التي ستجري فيها المناورات بالذخيرة الحية دولة وهمية وقعت فيها اضطرابات واشتباكات مسلحة بسبب خلافات عرقية. وهدف المناورات تعميق الثقة المتبادلة وتعزيز العلاقات الودية والتعاون بين البلدين في مجال الدفاع والأمن وكذلك صقل تنفيذ عملية مشتركة للوحدات الروسية والصينية لمكافحة الإرهاب والتطرف الدولي. ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تكاليف إجراء التدريبات في القوات المسلحة الروسية تبرر نفسها. وقال أثناء لقائه في سوتشي بعدد من المشاركين في تلك التدريبات (إن عدد التدريبات التي تجرى في الجيش والأسطول وسلاح الجو تتحدث عن نفسها). وأشار إلى أن هذه المرحلة تشهد إجراء تدريبات كبيرة ومتكاملة بمشاركة سلاح الجو والأسطول والقوات البرية في الشرق الأقصى، وجنوب وشمال روسيا. وأكد بوتين أن القوات المسلحة الروسية تجري تدريبات مكثفة تبرر تكاليفها لأن الدولة بحاجة إلى ذلك. ولفت انتباه الحاضرين إلى التدريبات المشتركة الجارية حاليا في أسطولي الشمال وبحر البلطيق. وذكر أن روسيا لم تشهد تدريبات من هذا النوع وبهذا النطاق منذ أكثر من 20 عاما. وأضاف: (وبهذا الشكل فقط يمكن جعل الجيش والأسطول في المستوى الذي يلبي المتطلبات المعاصرة من خلال التدريب المتواصل، وتحسن المهارات.. كما أن ذلك لا يتيح النهوض بالقوات المسلحة فحسب بل ويجعلها مواكبة للعصر وتتمتع بمستقبل جيد). وشدد على أن مستقبل البلاد متعلق بمستقبل الجيش والأسطول. واختتم بوتين حديثه قائلا إن أي بلد، وخاصة إذا كان كبيرا جدا ويملك مصالح وطنية كبيرة كروسيا يحتاج إلى قوات مسلحة توفر له الحماية التامة والمضمونة.