في الرياض ما أكثر الذين يزاولون مهنة خياطة الملابس سواء الرجالي منها أو النسائي ويكاد لا يخلو شارع منهم وكل دكان فيه أكثر من ثلاثة وأحياناً أكثر لهذا العمل، وأحياناً تجد شوارع بأكملها كل ما فيها من دكاكين يشغلها خياطو الملابس، كالحال في حلة الكويتية وغالبية الخياطين أو جميعهم من إخواننا أبناء الجنوب بالنسبة لملابس الرجال ومن الباكستانيين بالنسبة لفساتين النساء، ومع كثرتهم إلا أن أسعارهم غالية ومرتفعة إذا قيست بأسعار خياطة الملابس في المناطق الأخرى التي لا تجد فيها هذا العدد من الخياطين. والغريب أنهم جميعاً متفقون على أسعار معينة وكأنها محددة لهم، كما أن خياطي ملابس الرجال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبلوا بأن تحضر لهم القماش من عندك مهما حاولت حتى أني أذكر بأن زميلاً حاول أن يعطي الخياط قماشاً يفصله له فرفض ودفع له أجراً للثوب الواحد بلغ خمسة عشر ريالاً ورفض.. وهذا دليل على أنهم يستفيدون من عملية القماش والخياطة هذه أكبر من هذا المبلغ سامحهم الله.. ولكن لا رقيب ولا حسب عليهم. والفستان مهما كان قماشه لا بد من عشرين ريالاً بدون بطانة وخمسة وعشرين ريالاً مبطناً، وأقل مدة للتفصيل خمسة عشر يوماً، وحتى لو كان القماش لا يساوي عشرة ريالات لكامل الفستان فالأجرة لا تتغير! والغريب أنهم كلهم يطلبون هذا السعر وكأنهم متفقون عليه. فهلا يوجد مَنْ يتدخل في الأمر ويحدد أجور هؤلاء وأؤلئك ويحد من جشعهم فقد زودها كثيراً، وهذا موسمهم بمناسبة افتتاح المدارس وقرب العيد. شدوا حيلكم يا بناتنا وفصِّلن لأنفسكن وتخلصن من جشعهم..!!