أعلنت حركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان قتل داعية في إقليم هلماد جنوب البلاد. وصرح مفتي لطف الله حكيمي المتحدث باسم طالبان بأن المتمردين أطلقوا النار على صالح محمد رئيس المجلس الديني في هلماد صباح أمس الأربعاء أثناء عودته من منزله، وقال إن (صالح محمد وصف مقاتلي طالبان بأنهم مرتدون وأن النظام الأفغاني نظام شرعي). وبعد التصريحات التي أدلى بها محمد أصدر ما يسمى في مجلس العلماء في طالبان حكماً بقتله. ومنذ الشهر الماضي قتل متمردو طالبان ثلاثة من الدعاة الأفغان الذين أعربوا عن تأييدهم للرئيس الأفغاني حامد قرضاي. وأمس أعلن الجنرال محمد ساروار أن الشرطة في إقليم قندهار الجنوبي اعتقلت ثلاثة مسلحين يشتبه في انتمائهم لطالبان. وقال حكيمي إن مسلحي طالبان أطلقوا صاروخين على مطار قندهار الذي يستخدم كقاعدة أمريكية بها المئات من الجنود الأمريكيين. وصرح مسئول محلي بالشرطة طلب عدم ذكر اسمه أن الهجوم أسفر عن إصابة جنديين كنديين وإلحاق أضرار بسيطة في مروحية أمريكية. وفي نهاية عام 2001 غزت قوات التحالف أفغانستان لإسقاط نظام طالبان لإيوائه أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي حمَّلته الولاياتالمتحدةالأمريكية مسئولية هجمات 11 سبتمبر - أيلول عام 1002 . ويوجد حالياً نحو 20 ألف جندي من قوات التحالف يلاحقون فلول طالبان ويسعون للعثور على ابن لادن. ومن جانب آخر أعلنت الحكومة الأسترالية أمس الأربعاء عن إرسال سرية عسكرية جديدة إلى أفغانستان لمواجهة تصاعد عمليات طالبان قبل أشهر من الانتخابات التشريعية. وصرح رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد بأن سرية من القوات الخاصة مؤلّفة من 150 رجلاً ستصل إلى أفغانستان بحلول أيلول - سبتمبر، الموعد المحدّد للانتخابات، لمدة حوالي سنة. واتخذت الحكومة الأسترالية قرارها الثلاثاء إثر اجتماع طويل لمجلس الوزراء لكنه لم يعلن على الفور. وقال هاورد (يمكن القول إن التقدم الذي أحرز في اتجاه إقامة حكومة شرعية في أفغانستان يواجه خطر تصاعد الهجمات وضغوط طالبان خصوصاً وبعض عناصر القاعدة). وأضاف (لقد تلقينا على المستوى العسكري طلبات من الولاياتالمتحدة ودول أخرى ومن الحكومة الأفغانية وقررنا إرسال وحدة من القوات الخاصة). ولا يوجد حالياً في أفغانستان سوى جندي أسترالي واحد يعمل في نزع الألغام. وكانت كانبيرا نشرت نحو 150 جندياً من قوات النخبة في أفغانستان في إطار التدخل لأميركي بعد اعتداءات أيلول - سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وقد أعلنت طالبان التي كثفت هجماتها في الأسابيع الماضية، أنها تريد تعطيل الانتخابات التشريعية التي ستجرى في أيلول - سبتمبر وهي الأولى منذ حوالي 30 عاماً في أفغانستان بعد أكثر من 20 سنة من النزاعات. وهاورد، الحليف المقرَّب للولايات المتحدة، قال أيضا إنه سيتم درس احتمال إرسال (فريق لإعادة الأعمار) إلى أفغانستان يضم 200 رجل بين نيسان - أبريل وحزيران - يونيو من السنة المقبلة. وأوضح هاورد أن (وجود مثل هذا الفريق لإعادة الإعمار سيكون مهماً، لكن من المهم أيضاً قبل اتخاذ أي قرار نهائي أن نجري مباحثات مع حلفائنا ومع الحكومة الأفغانية). وقد أعلن الجيش الأمريكي الاثنين أن فوجاً (يضم عادة بين 500 و700 جندي) سينضم (في وقت قريب جداً) إلى حوالي 18 ألف جندي من قوات التحالف التي لا تزال تحارب تمرداً مسلحاً في أفغانستان منذ إسقاط نظام طالبان في نهاية 2001 . وفي حزيران - يونيو أعلن حلف شمال الأطلسي عن نشر حوالي ألفي جندي إضافي خلال فترة الانتخابات بينما ينشر أكثر من ثمانية آلاف رجل في البلاد في إطار القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن.