كابول، لندن، كانبيرا - أ ف ب، يو بي اي – هددت حركة «طالبان» الافغانية في بيان امس، بشن سلسلة من التفجيرات الانتحارية والهجمات ضد القوات الدولية وديبلوماسيين غربيين ومسؤولين افغان، في اطار «عملية النصر»، وذلك رداً على نشر 21 الف جندي اميركي اضافي في البلاد خلال الاسابيع المقبلة. وتلا الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد البيان عبر الهاتف، موضحاً انه وقع من قبل الملا بوردار الذي يعرف عن نفسه بأنه مساعد زعيم «طالبان» الفار الملا محمد عمر. واورد البيان: «الآن بعدما قررت اميركا والحلف الاطلسي (ناتو) ارسال مزيد من القوات الى افغانستان، يشعر الافغان بالحاجة الى تنفيذ عملية اسرع واقوى للدفاع عن انفسهم وعن الحرية في بلادهم، لذا سنزيد المكامن والهجمات الانتحارية والتفجيرات بدءاً من 30 نيسان (ابريل)»، علماً ان «طالبان» حذرت مرات في السابق من شن عمليات جديدة، لكن مسؤولين عسكريين قللوا من اهمية هذه التهديدات. ودعا البيان الافغان الى وقف العمل لحساب حكومة الرئيس حميد كارزاي التي تدعمها الولاياتالمتحدة، وحض مقاولي القطاع الخاص وشركات الامدادات اللوجستية التي تزود القوات الاجنبية على وقف نشاطاتهم. في غضون ذلك، اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان بلاده ستزيد عدد قواتها في افغانستان الى 9 آلاف عنصر هذه السنة لضمان الأمن خلال فترة الانتخابات المقبلة المقررة في 20 آب (اغسطس) المقبل. واشار ان الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري سيزور بريطانيا الشهر المقبل، فيما سقط جندي بريطاني في انفجار استهدف دورية راجلة انضم اليها قرب قاعدة كينان بولاية هلمند الجنوبية، علماً ان أكثر من 150 جندياً بريطانياً قتلوا في افغانستان منذ نهاية عام 2001. وصرح رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود بأن بلاده ستنشر أكثر من 200 جندي إضافي في أفغانستان «لتنفيذ مهمة تدريب القوات الافغانية، وليس لتعزيز قدرات القتال لدى القوات الاسترالية». واشار الى ان الوضع الأمني يتدهور في أفغانستان، لافتاً إلى ان أستراليا تلتزم بواجبها تجاه الولاياتالمتحدة تنفيذاً معاهدة « آنزوس» الأمنية الموقعة بين البلدين، معتبراً عمليات القوات الاسترالية في افغانستان ضرورة لتقليص تهديد الهجمات الإرهابية على مواطنيه في المستقبل، والذين قتل 100 منهم في هجمات إرهابية في السنوات الأخيرة. وأقر رئيس الوزراء الأسترالي بأن قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة «لا تنتصر في أفغانستان»، وقال: ««نتفق مع الولاياتالمتحدة بأن الاستراتيجية المدنية والعسكرية غير فاعلة»، علماً ان أستراليا تنشر 1100 جندي في أفغانستان حالياً معظهم في ولاية أروزجان (جنوب) المضطربة. ونفذ وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير زيارة مفاجئة لافغانستان، حيث تنشر بلاده حوالى 3500 جندي، علماً ان المستشارة الالمانية انغلا مركل تفقدت بنفسها قوات بلادها شمال افغانستان مطلع الشهر الجاري. ميدانياً، سقط 41 من متمردي «طالبان» في عمليات شنتها القوات الافغانية والدولية في ولايتي هلمند واروزجان الجنوبيتين. واوضح التحالف الدولي ان متمردين مسلحين هاجموا دورية للقوات الافغانية والدولية في منطقة تارين كوت، ما دفع الجنود الى الرد وطلب دعم جوي، ما ادى الى مقتل 23 متمرداً». وفي عملية منفصلة، قتل 9 متمردين مسلحين في تبادل للنار مع فرق كومندوس تابعة للجيش الافغاني وجنود اجانب في منطقة لشكر جاه بولاية هلمند، حيث عثر على اكثر من مئة كلغ من الافيون ومتفجرات. على صعيد آخر، اعلنت وزارة التربية في افغانستان مقتل 70 مدرساً وطالباً وموظفاً في الوزارة في اعمال عنف مرتبطة بالمتمردين او الجريمة في افغانستان خلال سنة. واشارت الى ان المتمردين حرموا 240 الف تلميذ من الذهاب الى المدرسة، خصوصاً في مناطق جنوبافغانستان وشرقها، في مقابل نجاح السلطات في اعادة فتح مئة مدرسة مغلقة بسبب نشاط «طالبان». واوضحت الوزارة ان اكثر من سبعة ملايين طفل وفتى يتعلمون في 12600 مدرسة تتوزع في انحاء البلاد.