انفجرت قنبلة قرب قافلة لقوات أفغانية رومانية كندية مشتركة في جنوبأفغانستان المضطرب مما أسفر عن إصابة ثلاثة من رجال الشرطة الأفغان، حسبما أفادت الشرطة أمس السبت. وأعلن المتحدث باسم طالبان مسؤولية عناصر الحركة عن الانفجار. وكانت القافلة عائدة الجمعة من مهمة إنسانية في مقاطعة قندهار الجنوبية عندما تعرضت للهجوم، حسب مسؤول الشرطة أحمد ضيا مسعود. وصرح مسعود لوكالة فرانس برس أن (ثلاثة من رجال الشرطة أصيبوا إلا أن أحداً من عناصر القوات الأجنبية لم يصب). والقوات الرومانية هي جزء من قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان ويعمل الجنود الكنديون في برنامج إعادة الإعمار المدني - العسكري في قندهار. وتشهد مقاطعة قندهار تمرداً لفلول نظام طالبان الذي أطاحت به قوات التحالف بقيادة أمريكية في تشرين الثاني - نوفمبر 2001م. إلى ذلك قال مسؤول تعليمي في أفغانستان: إن مقاتلين من حركة طالبان احرقوا ثلاث مدارس في إقليم مضطرب في البلاد. وقال محمد قاسم المسؤول عن التعليم في الإقليم: إن ثلاث مدارس بنيت حديثاً وكان يدرس فيها نحو ألف فتى وفتاة أحرقت مساء الجمعة في منطقة ناوا بإقليم هلمند. وقال قاسم لرويترز أمس السبت: يمكنني القول إن طالبان وراء هذا (الهجوم)، مضيفاً أنه لم تقع إصابات. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق فوري من المتحدثين باسم طالبان. ومنعت الحركة الفتيات من الذهاب إلى المدارس خلال حكمها الذي انتهى عندما أطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة بقادتها في أواخر عام 2001 بعدما رفضوا تسليم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ومهندس هجمات 11 سبتمبر أيلول في الولاياتالمتحدة. ومنذ ذلك الوقت شن المقاتلون الذي يحاربون القوات الأمريكية والحكومية هجمات متواترة ضد مدارس ومدرسين شملت هجمات مميتة في الأسابيع الأخيرة في إقليم هلمند. ومن جهة أخرى قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ان أفغانستان ربما تكون بحاجة إلى قوات أجنبية لما يتراوح بين خمس وعشر سنوات أخرى قادمة. وقال كرزاي ان حكومته تقوم ببناء سجون لاستعادة نحو 100 أفغاني من السجون الأمريكية في خليج جوانتانامو بكوبا التي تضم نحو 500 سجين. وأضاف ان تشييد السجون سيستغرق نحو عامين. وقال كرزاي رداً على استفسارات بشأن السجناء المعتقلين في جوانتانامو منذ سنوات بدون ان توجه لهم أية اتهامات (عندما يغادر الأفغان هذا المكان لن يكون لنا شأن بما يجري فيه). جاء ذلك في تصريحات أدلى بها حديث كرزاي لصحفيين بالمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري. وكانت الولاياتالمتحدة قد تزعمت قوات أطاحت بحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر لأنها توفر ملجأ لأسامة بن لادن الذي حملت واشنطن تنظيم القاعدة بزعامته مسؤولية شن هذه الهجمات.. ولكن كرزاي أصر على التأكيد على أن ابن لادن ليس موجوداً على الجانب الأفغاني من الحدود مع باكستان. وقال (أسامة بن لادن ليس في أفغانستان. وفيما يتعلق بأين يكون.. أنا لا اعرف). ورحب كرزاي بإعلان بريطانيا أنها سترسل 3300 جندي آخرين إلى أفغانستان.. ولكنه قدر أن الأمر سيستغرق (ما بين خمسة وعشرة أعوام) قبل ان تصبح القوات الأجنبية غير مطلوبة في البلاد. وقال: (لدينا جيش ولدينا قوة شرطة). و(يتعين ان تتحول قواتنا المسلحة إلى مؤسسات قوية كي يكون بمقدورها الدفاع عن البلاد والمحافظة على الاستقرار). وأضاف ان هذا سيستغرق بعض الوقت لأن (الإعداد والتجهيزات لا تقيم بمفردها مؤسسات). ولدى الحكومة الأفغانية حوالي 33 ألف جندي. ويوجد لحلف شمال الأطلسي قوات يبلغ عددها 9000 جندي منتشرين في كابول والشمال والغرب ولكن الحلف قرر الشهر الماضي التحرك إلى معاقل طالبان في الجنوب بقوات إضافية يبلغ قوامها 6000 جندي. وإضافة لذلك يوجد للولايات المتحدة قوة يبلغ تعدادها 19 ألف جندي تشن عمليات مطاردة لتعقب المتمردين المسلحين. وجاءت تصريحات كرزاي قبل مؤتمر يعقد في لندن بشأن أفغانستان قال عنه انه سيلزم كابول بإجراء سلسلة من الإصلاحات. ومن المقرر ان يطلق المؤتمر الدولي الذي يفتتح الثلاثاء ويستمر يومين مشروعا مدته خمسة أعوام لإحلال التنمية والاستقرار وتحديد افضل السبل لمواجهة الهجمات المتواصلة من جانب مناهضي الحكومة. وسيرأس كرزاي المؤتمر الدولي في لندن مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وسيخصص المؤتمر لمتابعة ما تم الاتفاق عليه في اجتماع عقد تحت رعاية الأممالمتحدة ببون في ألمانيا والذي رسم المسار السياسي لأفغانستان في ديسمبر كانون الأول 2001 بعد الإطاحة بحركة طالبان.