الهزيمة والنصر شيئان طبيعيان في عالم الكرة.. فالذي لا يُهزم لا يفوز.. والفريق الذي لا تواجهه الصعاب ويتعثر مرة.. وينطلق أخرى فريق لم يوجد بعد في هذا العالم الممتد الفسيح .. والمليء بملايين نوادي كرة القدم.. أكتب هذه المقدمة بعد هزيمة الشباب من الهلال يوم الجمعة الماضية والتي سحبت من تحت قدميه النقطتين.. وأدت إلى نوع من حالات اليأس في صفوف بعض الجماهير الشبابية التي كانت تضع آمالها في لقاء الجمعة.. ولكن الأمل خاب وفاز الهلال.. وانطلقت أصوات بعد الهزيمة.. تصب جام غضبها على الأفراد وتحملهم مسؤولية الهزيمة.. ومسؤولية التفريط بسمعة الشباب والمكاسب الشبابية. وأنا هنا لا أود أن أناقش تلك الأصوات لأنها قد تكون غير قادرة على هضم الواقع كما هو.. بل أود أن أؤكد أولا أن الشباب.. لعب مباراة شهد الجمهور كل الجمهور بروعتها.. وحسن أدائها.. وما قدمه الأفراد من مستوى جيد.. ولكن الحظ خانهم.. وهذا ليس بأيديهم.. وفاز الفريق الهلالي وحتى الهلاليون اعترفوا بأن الشباب كان من المفروض ألا يهزم.. وان يحقق هو النتيجة لما أداه الأفراد من مباراة رأينا كيف اتسمت بالاجادة والتصريف السليم.. واللعب الحديث.. أما النتيجة فأمرها إلى الله. هذه ناحية.. أما الناحية الأخرى.. فهل نسينا ما فعل الأفراد في مباراة النصر ومباريات الأشبال والثانية والأداء الذي قدموه في الغربية وحازوا على الإعجاب؟ هل ذهبت كلها هباء ليتحول الإعجاب إلى سخط وغضب والفرحة إلى حزن والأمل إلى يأس.. ثم إذا هُزم الشباب ماذا يعني؟! ألم يسبق له أن هُزم.. وليس غريباً أن يفوز عليه الهلال.. ففوز الشباب على الهلال أقل مما أن يذكر بل ليس غريبا أن يهزم أي فريق في عالم الكرة.. الهلال هذا الفريق يتلقى الهزائم تلو الهزائم ولكن هل هذا أثّر في مسيرته.. وفي تلاحم جماهيره به.. وفي التصاقها بمؤسساته الرياضية.. وفي خطواته الأخرى ككيان رياضي متجدد؟! لم يحصل هذا أبداً.. والآن على أفراد الشباب أن يعلموا أن الطريق لا زال أمامهم طويلاً وأن النقاط لازالت حية.. تبحث عمن ينتزعها.. والمباراة الأخيرة لهم تنتظرهم وكذلك مباريات الدور الثاني.. وما فيها من نقاط كفيلة بتعويض مباراة واحدة هُزم فيها الفريق. أما المشجعون الذين هزتهم النتيجة فعليهم أن يزدادوا اقتراباً من ناديهم لكي يستطيعوا المحافظة على كل المكتسبات التي حققها.