عصر يوم الجمعة الماضي كان من أجمل وأفضل أيام المباريات الكروية التي شاهدتها في هذا الدوري، حيث كان اللقاء بين ناديين عملاقين متنافسين هما النصر السعودي والهلال.. في آخر مباريات الدور الأول من هذا الدوري.. وقد اكتظت مدرجات ملعب الملز بعشاق الكرة من مشجعي الناديين بشكل لم يسبق له مثيل في هذا الدور من الدوري.. وهذا دليل على ما للفريق من مشجعين معجبين.. ودلالة على ان عشاق الكرة يجدون ما يشبع نهمهم الكروي.. خاصة اذا كانت المباراة بين الهلال والنصر، لما تتسم به من اثارة وحماس لحرص كل منهما الزائد على كسب النتيجة لصالحه وقبيل المباراة بدقائق كانت الجماهير الغفيرة التي حضرت تنتظر بفارغ من الصبر هبوط اللاعبين الى ارض الملعب وكلهم أمل وحماس وشوق.. تتعالى أصواتهم في ارجاء الملعب.. هذا يقول سوف يفوز النصر.. وذاك قائل لا لن يفوز النصر سيفوز الهلال.. درب درب يا هلال.. يعيش النصر.. يعيش الهلال.. الخ وهذا تنتحر الكلمات على شفتيه ينتظر بلهف بداية المباراة.. ها هو فريق الهلال يلج الى ارض الملعب ويليه منافسه العنيد النصر.. وكل منهم يحسب للآخر ألف حساب. وأصوات الجماهير ترتفع بالهتاف والتصفيق (والتصفير).. وتبدأ المباراة.. ويخيم السكون على الملعب (وتبحلق) العيون، نتابع الكرة هنا وهناك.. وحقاً كانت المباراة كما نتوقع حماسية مثيرة شدتنا بقوة لمتابعتها والاعجاب بها.. والكرة ترقص على أقدام اللاعبين.. وما أكثر رقصها على اقدام لاعبي فريق النصر.. وكأن الرقص على الاقدام السمر يحلو لها.. فانظر الى الجماهير فأجدها مشدوهة على أعصابها.. وهناك سؤال يرتسم على الشفاه.. النتيجة ستكون في صالح من؟ من الذي سيفوز النصر أم الهلال؟ وهذا هو محمد سعد في الدقائق الأولى من المباراة يضع الجواب بهز شبكة الهلال بالهدف الأول لفريقه .. نعم .. نعم سيفوز النصر هكذا يقول مشجعوه، ولكن من يدري والمباراة لا زالت في بدايتها والكرة مرة لك ومرة عليك وهكذا دواليك.. وتستمر المباراة وفريق النصر العملاق يتألق أكثر في أرض الملعب ويكيل الهجمات على زميله الهلال ويضيع أكثر من فرصة كان من المفروض استغلالها والتفاؤل من مشجعيه بالفوز يترقرق على وجوههم وجماهير الهلال تنتظر بمضاضة انتهاء الشوط الأول لعدم استحسانها لمستوى الهلال المتذبذب في هذه المباراة آملة أن يغير من طريقة لعبه أو من أفراد مجموعته.. أو.. أو.. وينتهي الشوط الأول ويسألني جار لي في المدرج من تتوقع له الفوز؟ قلت: من يدري لعل الشوط الثاني يفاجئنا بأشياء كثيرة مثيرة. قال: من أي جانب؟ قلت: رغم تفوق مستوى النصر حتى الان ربما من الجانبين. قال: أنا لا أتوقع الفوز للهلال.. قلت: ولماذا؟ قال: لان فريق النصر اليوم يلعب بتكاتف وبانتحار، أما الهلال فيلعب بتفكك مما يجعلني اتوقع فوز النصر. قلت: فريق النصر قد لا يبقى هكذا دائماً متعاوناً متفاهماً، يلعب بحماس واثارة لكسب اعجاب الجمهور. قال: أأنت نصراوي؟ قلت: أنا (...) وأنت؟؟ قال: هلالي الى العظم.. ولكني أعرف صادقاً أن النتيجة لصالح النصر.. وقد مضى من الشوط الثاني بضع دقائق. قلت: سنغادر الملعب معا ولكن بعد المباراة.. وقبل ان اكمل الاجابة.. يصفق الجمهور.. الهدف الثاني للنصر. قال محدثي: قلت لك اعرف ان النصر هو الفائز، ويتبقى من الشوط الثاني ما يقارب ربع الساعة ويعود النصر الى عادته القديمة والتي كثيرا ما اساءت اليه وهو التجمع حول خط الثمانية عشر للمحافظة على النتيجة وتطويش الكرة وهذا (عذروب) يجب ان يعزف عنه الفريق وينهي المباراة كما بدأها.. وهناك فرص كثيرة تهدر دائماً ضحية لأنانية الدنيني ومحمد سعد.. حبذا لو تخلوا عنها وجعلوا التعاون والتفاهم يسود جوهم دائماً وهذا أفضل.. ثم انني ادعو فريق النصر ان يحافظ على مستواه هذا مع أي فريق آخر ليس مع الهلال فقط. وهكذا تنتهي المباراة المثيرة ويفوز النصر فمزيداً من الفوز.. وحظ أوفر للهلال الذي مازال يشارك النصر رغم الهزيمة في عدد النقاط بل ويتفوق عليه في نسبة الأهداف.