الخيرُ كلُّه في حُسن الخلق، لأن صاحبه يبادر إلى محاسن الأفعال، ويبتعد عن رذائلها، فينال في الدنيا فلاحاً، وفي الآخر فوزاً عظيماً إذا كان مؤمناً. والإسلام يعطي حسن الخلق مثوبته، ويجزيه خير الجزاء، فالتحلي بحسن الخلق والتقوى يدخل الجنة، لأن التقوى تصلح ما بين العبد وربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين الناس. والتلازمُ الواضحُ والظاهرُ بين الإيمان وحسن الخلق، أمرٌ مسلمٌ به، فكلما كان الإنسان أحسن خلقاً كان أكمل إيماناً، وكلما أحسن الناس بالبشاشة وطلاقة الوجه، وكف الأذى عنهم، وبذل المعروف لهم، كان أفضل عند ربه وأعلى درجة. وقد رغب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أحاديثه في الخلق الحسن وحذر من الخلق السيئ. فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: لم يكن رسول الله - صلى الله وسلم - فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً). والفحش: هو ما خرج عن مقداره حتى يستقبح ويدخل في القول والصفة. والمتفحش: هو الذي يكثر ذلك ويتعمده ويتكلفه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: (تقوى الله تعالى، وحسن الخلق) وسئل أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: (الفم والفرج). وعن أبي الدراء رضي الله عنه قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء) وروى الترمذي في رواية له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة). وللخلق الحسن مكانة عظيمة، ودرجة عظيمة، ودرجة عالية هي درجة الصائم القائم. فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم).