من منا لا يريد أن يكون قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مجلسه يوم القيامة؟ من منا لا يحدوه الأمل لينعم برفقة وصحبة خير البشرية، محمد صلى الله عليه وسلم؟! هل فكرتم ولو قليلا ما الذي يجعلنا من المقربين من المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم؟ إن المسلم المتتبع لسنة رسول الله، والحريص على النهل منها، يعلم يقينا أن القرب من الرسول الكريم مشروطا بحسن الخلق. لماذا حسن الخلق دون غيره من الأعمال؟ ذلك لما يترتب عليه من الثمرات والفضائل منها: أولا: أنه من أسباب دخول الجنة. فقد سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الجنة فقال: "تقوى الله وحسن الخلق". ثانيا: أنه أثقل شيء في الميزان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق". ثالثا: أن حسن الخلق من كمال الإيمان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا". رابعا: أن النبي حصر دعوته في حسن الخلق. قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". خامسا: يدرك المؤمن بحسن خلقه درجة الصائم القائم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم". سادسا: بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه". سابعا: القرب من رسول الله يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا" ومع هذا كله فهي صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد امتدح اللّه جل جلاله نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). فلنشد الهمة والعزم، وليكن همنا العلو في أخلاقنا، وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.