حسن الخلق من الأخلاق التي جاءت الشريعة بالحث عليها وبينت فضلها وقد وصف الله نبيه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم، وحسن الخلق من كمال الإيمان، قال عليه الصلاة والسلام: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) رواه أحمد وأبوداود ومعنى حسن الخلق كما قال ابن المبارك: هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى. وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم من كان من خواص أصحابه معاذ بن جبل بحسن الخلق فقال له: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي وقال: حديث حسن. كذلك أوصى أبا هريرة فقال: (يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق)، قال أبو هريرة رضي الله عنه: وما حسن الخلق يا رسول الله؟ قالك (تصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك) رواه البيهقي. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، قال عليه الصلاة والسلام: (أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى الله وحسن الخلق) رواه الترمذي والحاكم وقد فسر صلى الله عليه وسلم البر بأنه حسن الخلق فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم يعني أن حسن الخلق أعظم خصال البر كما قال صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة ومما يدل على عظم ثواب حسن الخلق قوله عليه الصلاة والسلام: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أحمد فعلى المسلم أن يجتهد في التأسي بنبيه عليه الصلاة والسلام ويحرص على أن يكون حسن الخلق مع إخوانه المسلمين ويبتعد عن الفحش والبذاءة وسيء الخلق طاعة لله ورسوله ورغبة في الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن تحلَّى بهذا الخلق الكريم. د. حمود بن محسن الدعجاني - عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء