تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور حسين بن عبد العزيز آل الشيخ, عن حسن الخلق وأهميته في تهذيب الأفراد, وأمن المجتمعات, داعيا إلى تجنب التعامل مع الناس بالفحش والسوء في القول والعمل, تأسيا بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم، في قوله وعمله, مستشهدا بالحديث الذي رواه الترمذي, أن النبي عليه الصلاة والسلام, قال "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن". وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة أمس، أن الإسلام منظومة كبرى تشمل أحكامه ما يكفل سعادة البشرية وصلاحها. مبينا أن من دروس هذا الشهر المبارك، أنه مدرسة تربوية تربي المسلم على المبادئ الفضلى, والأخلاق العظمى, والمسالك المثلى, لتقيم مجتمعا إسلاميا راقيا في أخلاقه وسلوكه وتعاملاته. مذكرا بأن شهر الصوم، يمثل فرصة لتهذيب السلوك وضبط النفس, والتحكم في جموحها لتنهى عن كل خُلق رذيل, ومسلك مشين, فيكون المسلم بذلك في كل أحواله على صفة عالية من الرفق واللين والسماحة والعفو, بعيدا عن العنف بأشكاله القولية والفعلية, مجانبا الفحش بمختلف صوره مهما كانت الدوافع, ومهما تعددت أساليب الاستفزاز له, موردا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم، "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب, فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم" متفق عليه. ودعا الشيخ حسين آل الشيخ, المسلمين إلى استذكار المقصد الأعلى من الصوم وهو تحقيق التقوى لقول الحق تبارك وتعالى "ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". وأوضح أن من أبرز عناصر ومضامين التقوى العيش مع الناس بكل فعل جميل, وقول حسن, ومظهر طيب, مبينا أن مما يخالف مظاهر التقوى التطاول على الخلق, والفحش لهم, وسوء الأخلاق في التصرف معهم, مستدلا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه, أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار, وفي لسانها شر تؤذي جيرانها سليطة, قال "لا خير فيها هي في النار", وقيل إن فلانة تصلي المكتوبة, وتصوم رمضان, وتتصدق وليس لها شيء غيره, ولا تؤذي جيرانها قال "هي في الجنة" أخرجه أحمد والحاكم. وأوضح فضيلته, أن في الصوم تتمثل صفة التقوى التي تجعل العبد ربانيا, متمثلا أخلاق القرآن وآدابه في قوله وفعله وسلوكه, مع الصديق والعدو, مع الكبير والصغير, لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري. وأكد أن تشريعات الإسلام ومنها فريضة الصوم في هذا الشهر الفضيل, يجب أن تبني في نفوسنا ومجتمعاتنا كل فعل جميل وخلق نبيل, وأهمية أن يتعلم المسلم من صيامه حسن الأخلاق, وجميل الطباع, ومحاسن العادات والسلوك, ليفوز بعظيم الأجر من الله جل وعلا, إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال "تقوى الله وحسن الخلق". وتطرق إمام وخطيب المسجد النبوي, إلى عظيم صفات الرسول صلى لله عليه وسلم, قائلا، إنه كان أجود ما يكون في رمضان من صفاته العظيمة في كل وقت وحين, فلم يكن فاحشا ولا متفحشا, وكان يقول "إن خياركم أحاسنكم أخلاقا", ويقول "إن أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا". كما كان النبي صلى الله عليه وسلم، خُلُقه القرآن، كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها, حيث كان عليه الصلاة والسلام، أجود بالخير من الريح المرسلة. وأكد فضيلته, أنه بمثل هذه التوجيهات يسعد الأفراد, وتأمن المجتمعات, وتطمئن النفوس, مؤكدا أن حسن الأخلاق قاعدة الأمن والأمان في المجتمعات, وسيئها أصل الشرور والشقاء في المجتمع.